porno.com
الرئيسية » منوعات » جحا :الذى يعطى الكثير لا يبخل بالقليل

جحا :الذى يعطى الكثير لا يبخل بالقليل

#الدولة_الآن

كتبت : أسماء البردينى

الحكمة، البلاهة، والسُخر.. صفات تحدد ملامح كل فرد على حدة، وقلما اجتمعت صفتان منهما في حياة إنسان واحد؛ فـ«العبيط» بعيد تمامًا عن الحكمة، والساخر لن يكون مهما فعل حكيمًا، إلا شخص واحد، اجتمعت لديه كل الصفات؛ يمكن أن يوصف بالعامية بأنه “ساذج وأهبل وعبيط”.مع أن هناك خيط رفيع جدا بين الحكمة والبلاهة إلا أنه يوجد العديد ممن يشتهرون بذلك، ومع ذلك يتعاملون مع مواقف حياتهم بنفس الاسلوب المعتاد. .

“جحا”.. حياته سلسلة من الاضطرابات والتقلبات، وتحكيهذه القصة عن حكاية طريفة وموقف مسلي ومثير حدث بين جحا ، وجاره الغني الذي حاول أن يمتحن جحا ولكن لم يستطع بفضل ذكاء جحا ومهارته.

كان من عادة جحا أن يدعو الله عند كل صلاة ،ويطلب منه أن يعطيه ألف درهم ذهبا ، وأنه لا يقبلها إذا كانت تسعمائة وتسعا وتسعين ،وكان له جار غنى يسمع عصر كل يوم هذا الدعاء .
فأراد أن يمتحن “جحا” فأخذ تسعمائة وتسعا وتسعين درهما ووضعها فى كيس، ولما جاء الوقت العصر وكان “جحا ” يدعو ربه ،رمى إليه جاره بالكيس ،واختبأ وراح ينظر.

فرح جحا فرحا لا يوصف …وسجد لربه شاكرا ،وحمل الكيس وبدأ يعد ما فيه فوجده ينقص درهما واحدا ،فلم يهتم وقال “إن الذى أنعم على بهذا لا يبخل على بدرهم واحد ثم أخذ الكيس وخبأه.
أسرع الغنى إلى “جحا” ضاحكا وقال له “رد إلى ذهبى ،فقد أردت أن امتحنك وأداعبك ..فقد عرفت أنك لم تلتزم بما طلبت فى دعائك”.

قال جحا مستغربا :أى ذهب هذا الذى تتحدث عنه ؟! هل سبق لك أن أعرتنى شيئا؟
قال الغنى :يا جحا إن الدراهم ليست دراهمك ،بل هى دراهمى ألقيت بها إليك!!
قال جحا :إنك ولا شك مجنون ،وهذه القصة لا يصدقها أحد ،فهل يوجد من يخاطر بمثل هذه الدراهم ويرمى بها ؟! إن ما نزل على هو جواب دعائى من خزائن الله الواسعة !!
واستمر النقاش بينهما طويلا ،وجحا لا يتزحزح عن قوله وأخيرا قال الغنى لا يمكن حسم هذا النزاع إلا فى المحكمة …هيا بنا إلى القاضى……

قال جحا :لا أستطيع الذهاب إلى القاضى لأان مقره بعيد ،والطقس بارد ،وليس عندى من الثياب ما يرد عنى قسوة البرد .
قال الغنى :أنا آتيك ببغلتى وعباءتى !!
وهكذا سار الغنى على رجليه وركب جحا الدابة ،وارتدى العباءة وذهبا إلى المحكمة.
بدأ الغنى يحكى قصته ،ولما انتهى قال القاضى :وأنت ياجحا ماذا تقول؟
قال جحا :سله إذا كان قد أعطانى درهما واحدا فى يوم من الأيام ..والحقيقة أننى طلبت من الله ذهبا وهو سبحانه وتعالى كريم قادر على إعطائى الكثير والقليل ،وإن ما يدعيه على باطل .
وإن ما يدعيه ليس إلا مكرا وخداعا ليأخذ منى مالى ،ولو استطاع أن يدعى على ببغلتى الموجودة فى الخارج لما تأخر .

دهش الغنى من هذه القصة الجديدة ،وخاف أن تلحق البغلة بالدراهم فقل :أوتنكر على بغلتى أيضا ،وقد أتيتك بها لتركبها !
قال جحا هل سمعت يا سيدى القاضى إلى هذه الدعوى الجديدة ؟! ,إننى أخشى أن يدعى أيضا أنه صاحب ما تملكه يداى ،بل إنه يتمادى فى إدعائه إلى ما ارتديه من ملابس ،ويقول :إن هذه العباءة له أيضا ،فارتبك الغنى وقال :أو ليست هذه عباءتى التى أعرتك إياها؟!
عندئذ حكم القاضى لجحا وقال للغنى :لقد ظهر لى بطلان دعواك وانكشفت حيلك وأكاذيبك ،فإنك تريد أن تسلب هذا الرجل أملاكه ………………؟!
خارج الغنى حزينا متألما ،وأما جحا فقد ركب البغلة وعاد بها وبالعباءة إلى داره مطمئنا راضيا ………..!!

وصل جحا إلى داره وأرسل يطلب جاره الغنى ،فجاءه صارعا مستغيثا ،فدفع إليه جحا دراهمه بتمامها ،وقال له :إياك بعد اليوم أن تتدخل بين الخالق والمخلوق ،وأن تزعج عباد الله الذين يطلبون خزائنه التى لا تنفد !!

x

‎قد يُعجبك أيضاً

أبرز ما يميز اليوم الوطني السعودي

#الدولة_الآنبقلم : سحر أنس اليوم الوطني السعودي هو مناسبة يحتفل بها السعوديين في الثالث والعشرين ...

youporn