منها الأب الحاضر الغائب .. تعرف على أبرز مشكلات التفكك الأسرى

        كتبت :نورهان أبوالمعالي ‏

من منا لم يحلم بوجود الترابط الأسري داخل منزله؟ مشكلة التفكك الأسري أحد أكبر المشكلات التي تغزوا بيوتنا بشكل كبير في الآونة الاخيرة .

المقصود هنا بالتفكك الأسري هو بعد افراد العائلة الواحدة عن بعضهم البعض ،يؤثر التفكك الاسري على الأسرة جميعا خاصة الأبناء وعلى المجتمع ككل.

و هناك أسباب عديدة تؤدي إلى التفكك الأسري منها الاب الحاضر الغائب ،هناك نوعين للأب الحاضر الغائب “الأولى” الاب المنهك في عمله الذي لا يجد وقتًا يقضيه مع أسرته ولا يجد الوقت لتقديم حنان الأب ‏لأسرته ،اما الصورة “الثانية “فهو الاب المهمل الذي يعتقد أنه دوره ينتهي عند تأمين حياة الأسرة المادية ويقضي وقت مع أصدقاء فقط ،وفي الحالتين فإن غياب الأب يؤثر على حياة الأسرة بأكملها .

الأم الحاضرة الغائبة فالمرأة المنشغله عن أسرتها اما بالعمل أو بكثرة لقائها بالاصدقاء متناسيه دورها كأم وزوجه تؤثر بشكل سلبي على الأسرة ،أما عن الخدمة فاصبحت الخدمة تحل محل الأم في جميع أمور المنزل سواء التنظيف والعمل وتحضير الطعام لأسرته وتحل محل الأم في رعاية الأطفال و تقديم حنان ‏الأم فيؤدي ذلك إلى التفكك الاسري.

أما عن وسائل الاتصال الحديثة فهي بطبيعة الحال تؤدي إلى التفكك الأسري بشكل كبير برغم من أهمية وسائل الاتصال الحديثة أن البعض يستخدمها استخدام خاطئ مما يؤثر على التفكك الأسري.

و بالنسبة للوضع الاقتصادي للأسرة سواء بحالة ثرية أو الفقر يساهم في نشوب حالة من التفكك الأسري ،فالاغنياء ينشغلون على أسرتهم لانشغالهم بالمال، ‏اما في حالة الفقر فإن الأب الغير قادر على توفير احتياجات الأسرة قد يدفعه إلى الطرق الغير مشروعة لتأمين حاجات الأسرة مما يؤثر سلبيا على الأسرة بأكملها.

يوجد نوعان من التفكك الأسري “الأول “التفكك المباشر ويتعلق في الأسرة التي تتعرض للتفكك محسوس اما بالطلاق أو وفاة أحد الوالدين ،أما النوع “الثاني “فهو الغير مباشر وهو يطلق على الأسرة التي تعيش فوق سقف واحد ويعاني من غياب التواصل بينهم ويسمى ذلك بتفكك المعنوي ‏.

يؤثر التفكك الأسري على المجتمع في العديد من القيم الحسنة داخل المجتمع كما يؤثر على مفاهيم الرحمة والتعامل والمسامحة ومساعدة الآخرين كذلك ،فهو يولد في نفس الفرد بالإحباط الشديد مما يجعله يلوم المجتمع على عدم تقديم المساعدة له فنجد الفرد متمرد على الوقوف بجانب الآخرين أو القيم الموجودة في المجتمع من حب وتعاون واحترام بينهم ‏.

يتسبب التفكك الأسري في عدم شعور الأبناء بالامن والأمان لعدم وجود الاب او الأم باستمرار ،وقد يلجأ إلى الطرق الغير مشروعة لتلبية حاجاتهم و تسبب في اضطرابات بحياة الأبناء وإستمرارهم في القلق وعدم الشعور بالأمان بينهم ،وهناك علاقة وثيقة بين تشرد الأطفال و التفكك الأسري ،حيث أشارت الدراسات أن اغلب الأطفال الذي كان مصيرهم الشارع في البداية كانوا يعانون ‏من التفكك الأسري .

مشكلة التفكك الأسري يمكن حلها عن طريق ان تسعي الأم والاب دائما لتقوية علاقتهم بالأبناء وحل مشكلتهم بأسلوب راقي بعيدا عن العنف ووجود الاب نفسيا وجسديا وروحي قبل وجوده ماديًا بجانب أبناء ‏وتخصيص وقت لحل مشكلتهم ،وعلى الأهل أيضا أن يكون القدوة الحسنة للأبناء ومحاسبة الأبناء على الأخطاء وتقديم الدعم الروحي لهم و تقوية الوازع الديني عند الأبناء وعلى البرامج الإعلامية تثقيف الأسر بذلك.