ثياب ممزقة وأجساد متسخة.. أطفال الشوارع أبرياء داخل قفص الإتهام
في تحقيقات وحوارات
477 زيارة
تحقيق: حماده خميس
«كنت أبكي لأنني أمشي حافياً، لكنني توقفت عن البكاء عندما رأيت رجلاً بلا قدمين» تنسب تلك المقولة إلي أحد الفقراء الذين يتجولون في الشوارع دون مأوي يواجهون برودة الشتاء، ليشكر الله عز وجل على نعمته التي وهبها إياه غير مبالٍ بحالته التي عليها، فإننا نعيش في عالم تخلوا منه معالم الرحمة والإنسانية تركنا أطفالنا على أرصفة الشوارع ثيابهم مممزقة وأجسامهم متسخة، ولكن الأكثر من ذلك أننا نجد آباء وأمهات يحتضن الأسفلت مشردين دون مأوى يدفعون ثمن عصيان أبناءهم وقسوة قلوبهم.
ومن هنا سوف نكشف لكم الستار عن سيدة الإسكندرية التي أثارت غضب رواد التواصل الإجتماعي، حيث تسكن السيدة وأولادها داخل كيس محكم على قارعة الطريق مقره كورنيش الإسكندرية أبوابه الحجر وأعمدته العصا ليس له منفس تتنفس منه وأبنائها، إلا أنها تستقبل برودة الشتاء القارس وتحتضن أبنائها لتدفئهم ضاربة بحياتها عرض الحائط، وعقب تداول رواد السوشيال ميديا لتلك الصورة المؤلمة لاقت تعاطف وتفاعل كبير من الجميع.
في ذات السياق، تداول رواد مواقع التواصل الإجتماعي بمحافظة سوهاج صورة لسيدة مسنة بأحد شوارع مدينة أخميم في حالة سيئة، وتعاني من برودة الطقس مطالبة المساعدة من المسئولين لإنقاذها، وهنا تدخل فريق التضامن الإجتماعي بالمحافظة ونقل السيدة بسيارة إسعاف خاصة إلي إحدي مستشفيات الصحة النفسية لرعايتها وتحسن حالتها الصحية.
حيث أكدت وزارة التضامن الاجتماعي المتمثلة في الدكتورة “نفين القباج”، أنه ليس هناك عدد ثابت لقانطي الشوارع إلا أن هناك “26” فريق تدخل سريع على مستوي “26” محافظة للحد من انتشار تلك الأزمة والعناية والإهتمام بأطفال الشوارع، كما نوه “محمود وحيد ” صاحب مبادرة «معانا لإنقاذ إنسان» التي تم إطلاقها منذ عام “2012”؛ أن”القباج” افتتحت العديد من مراكز الرعاية الصحية للمتشردين تكريسا للأمال في تغيير حياة “إنسان”.
كما لفت الدكتور “شوقي علام” مفتي الجمهورية، بأنه يجب على الدولة كفالة الأطفال بصورة تحافظ على انسانيتهم ليكونوا أفراداً نافعين لمجتمعهم، ومن ثم يحتم علينا الإسراع بإعادة تأهيلهم لدمجهم في المجتمع وإذا لم تتدارك الدولة تلك المشكلة فإن الخطر سوف يزداد، موضحاً أيضاً بأن الإسلام حث على التكافل بين أفراد المجتمع، فالمسلم حقاً من يسعي جاهداً في رفع معاناة الناس وتخفيف آلامهم، مستدلاً بقول رسول الله صلى الله عليه وسلم: «مَنْ كَانَ عِنْدَهُ فَضْلُ ظَهْرٍ، فَلْيَعُدْ بِهِ عَلَى مَنْ لَا ظَهْرَ لَهُ، وَمَنْ كَانَ عِنْدَهُ فَضْلُ زَادٍ، فَلْيَعُدْ بِهِ عَلَى مَنْ لَا زَادَ لَهُ».
ويقول الدكتور “عبدالفتاح إدريس” أستاذ الفقة المقارن بجامعة الأزهر، أن هؤلاء المشردون ليسوا أطفالاً بل هم شباب وشابات لم تستوعبهم الحياة ليجدوا أنفسهم بلا مأوي يحتضنهم، بل ضاقت بهم دور الرعاية فهم ليسوا قنبلة موقوتة بل إن هذه القنبلة انفجرت منذ زمن بعيد وهذا يبين كثرة الأطفال اللقطاء، ويأتي ذلك نتيجة تفكك الأسر وانفراط عقدها ليذهب كل فرد فيها لحال سبيله يلتمس أسباب الحياة بطريقته الخاصة.
بناء على ما سبق من عرض لأبشع القصص التي أثارت جدلاً واسعاً عبر مواقع التواصل الإجتماعي وآراء المختصين في العديد من المجالات، فإننا نقف أمام طوفان بشرى قد يتسبب في خطر قد لا يمكن تداركه فيما بعد، فعلى الدولة التحرك سريعاً للقضاء على تلك الظاهرة وتوفير مأوي لساكني الطرقات وخاصة في ظل الشتاء القارس التي تمر به الدولة الآن، أيضاً للأسرة الدور الأكبر في تربية أبنائهم وعدم تركهم لناهِشِي الطرقات يدفعون ثمن أخطاء أسرتهم، مختتما بقول الله عز وجل «ووصينا الإنسان بوالدية إحسانا…» علينا أن نحافظ على آبائنا في الكبر ورعايتهم مثلما ليعلمنا ديننا الإسلامي الحنيف.
2022-02-01