الأفعال الإيجابية للآباء تمحو المشاعر السلبية لدي الأبناء “موسوعة الأم والطفل”

  كتبت/هدير الحسيني

لقد تحدثنا بالأمس عن أهمية إشباع الإحتياجات العاطفية لدي الأبناء من أبائهم وقد ذكرنا بأن الجانب العاطفي لا يُشبع فقط بالكلمات الإيجابية وإحتضان الأبناء ، بل هناك إستراتيجيات وقواعد لكي نُعلم أبنائنا الكثير من الأشياء الأخري لكي ننشأ أبناءً مستقرين نفسياً وعاطفياً .
وأهم هذة الإستراتيجيات هي أهمية بناء علاقة إيجابية فأن الوالدين يستطيعون أن يخلقوا تربة جيدة تنمو فيها علاقة إيجابية بينهم وبين أبنائهم ، فالحب هو القوة الحقيقية الوحيدة التي يمُلكها الوالدين فعندما يُحبونكم أبنائكم بذلك سوف يسعون جاهدين لإرضائكم وسيريدون أن يحاكون سماتكم وصفاتكم الإيجابية ، وأيضاً سوف يتقبلون إرشادكم فالعلاقة الإيجابية سوف تجعل الأبناء ينصتون ويتعاونون معكم ، فبهذة الإستراتيجية تُعلمون أبنائكم كيف يُحبون الآخرين ويُحترمونهم.
وهذا بعكس إستخدام العنف كأسلوب من أساليب التربية والتهذيب والتوجيه فأن هذا منهج غير علمي لأن الأطفال أيضاً يمُلكون إرادة حرة .
ولكي يسهل علي الآباء تأسيس علاقة إيجابية محببة فهناك قواعد فعالة لهذا وكما ذُكرت الموسوعة قاعدة 80_20 : فهذة القاعدة تقول بأن كلمات الوالدين وطريقتهم في التربية لابد أن تكون محببة للطفل وهذا بنسبة 80% من الوقت أي لابد أن يكون هناك ثماني لحظات من كل عشر لحظات من الأبوة والأمومة تكون سارة محببة من وجهة نظر الطفل ، فالمشاعر الطيبة من إحتضان وإبتسامات وثناء والإنصات واللعب والإهتمام وكثير وكثيراً من المشاعر الإيجابية والتفاعلات الطيبة من الآباء ، يتكون بنسبة 80% مشاعر إيجابية لدي الطفل ، وأيضاً تضاحك الوالدين مع بعضهما وسمع الطفل للمزاح والضحك بينهم هذا يُشكل أيضاً مشاعر إيجابية لدي الطفل.
وأيضاً هناك أشياء يجب علي الوالدين القيام بها ومن هذة الأشياء تقييم سلوك الآباء لأنفسهم من حيث منحهم لأبنائهم مشاعر إيجابية وأفعالهم التي تُسبب للأبناء مشاعر سلبية ، ولكي يُسهل عليكم الأمر لعمل هذا ، وكما أشارت إليها الموسوعة أنه يمكنكم لكي تحرصون علي تقييم سلوككم عليكم بتشغيل كاميرات فيديو أو تسجلون كل تفاعلاتكم مع أبنائكم بحيث أنه يحدُث سلوككم الطبيعي مع أبنائكم وليس سلوككم المصطنع فنحن نجد كثيراً من الآباء يتحلون بالصبر بالطباع الحسنة أثناء النزهة مع الأبناء في الحدائق والمحلات والمكتبات ومع إلي ذلك نجدهم يتمالكون أعصابهم لأنهم يعلمُون بأن هناك من يُشاهدهم فعلي الآباء الذين يريدون تحسين أدائهم وتربيتهم لأبنائهم للأفضل أن يتخيلون كاميراتً تُسجل سلوكهم في كل غرفة ، بل علي الآباء أن يضعون في حُسبانهم ويوقنون بمراقبة الله لهم وأنهم سيحاسبون علي أفعالهم وسلوكهم مع عائلتهم يوم القيامة ، وهذة الإستراتيجية تُعلمون أبنائكم كيفية تحمل المسؤلية أمام أنفسهم وأمام الله عند سؤال الله لهم .
أن هذة القاعدة من الممكن أن يراها معظم الآباء صعبة ومجهدة لأن قد أصبح مهام الوالدين من إعطاء تعليمات وتوجيه طلبات بالصياح الدائم والتوبيخ ،والمشاعر السلبية التي قد تُمثل 20 % ولكن قد تُحطم 80% من المشاعر الإيجابية لدي الأبناء فعلينا أن نحذر كيف نتعامل وكيف تكون تفاعلاتنا مع أبنائنا .
وقد ذُكرت الموسوعة بأن السلوك السلبي أكثر ثُقلاً من السلوك الإيجابي وهذا يُعني إنكَ عندما تُنقد طفلك نقداً واحداً يُهدمهم بذلك سوف يمُحو عشرون من التعليقات المحببة ، لذلك يجب علي الآباء أن يضعون سلوكهم مع أبنائهم نُصب أعينهم لأن فعلاً واحداً سلبياً سوف يؤذي كل المشاعر الإيجابية ويمحو مئات من الكلمات والأفعال والمشاعر الطيبة التي قد إستثمرها الآباء في نفوس الأبناء ، فعلينا أن نحرص علي أن يبقي الجو العام في العائلة جواً إيجابياً محبباً يملؤه حباً وإحتراماً .
وغذاً سوف نستكمل حديثنا إن شاء الله عن باقي القواعد لبناء علاقة إيجابية بين الآباء والأبناء .