porno.com
الرئيسية » الأسرة والمجتمع » “البصارة” أكلة شعبية تجاهلتها الأجيال

“البصارة” أكلة شعبية تجاهلتها الأجيال

#الدولة_الآن

كتبت :أسماء البردينى

يتوارث الناس في الريف المصري قصة عن “البصارة”؛ فقد عاد أحد الفلاحين من حقله مجهداً جائعاً، فوضعت له إمرأته طعاماً أعجبه كثيرًا.

كانت شهية الرجل بلا حدود، وكلما انتهى من طبقٍ طلب آخر، إلى أن وصل إلى الطبق الأخير، فنادى على زوجته قائلا: أعطني طبقا آخر من العدس، فردّت المرأة باندهاش: “عدس إيه يا راجل؟! دي بصارة”! فاستشاط الرجل غضبًا وتهجم على إمرأته المسكينة، وهو يصيح: ألا تعلمين أني لا أحبّ البصارة ولا آكلها؟!
البصارة هي حساء من الأكلات الغذائية التي عرفت منذ العصور الفرعونية وقدماء المصريين وهو الطبق الغذائي النباتى المفضل عند المصريين. هي طبقة شعبية في مصر والجزائر وتونس وموجودة ايضا في فلسطين ،وتعتبر أكلة البصارة من الأكلات القديمة المشهورة في مصر تتكوّن من الفول والكزبرة والشّبت والبقدونس، وتعتبر من الأكلات التي تعدّ في الشّتاء فتؤكل ساخنةً وتعطي الشّعور بالدّفء، وفيها الكثير من المعادن والفيتامينات والألياف المفيدة للجسم، وطريقة إعدادها سهلة جدّاً ولا تحتاج إلى الكثير من الوقت،

والبصارة وجبة (شتوية) تعرفها عدة بلدان عربية، ويقول المصريون إنها فرعونية الأصل، وأن اسمها القديم (بيصارو)، بينما لا يرى الفلسطينيون ولا غيرهم، أن البصارة وجبة كنعانية قديمة، بالرغم من روعة مذاق البصارة الفلسطينية أيضاً، والتي تختلف في مكوناتها قليلاً، حيث تتكون من العدس المقشور، مضافاً إليه الفول والملوخية والزيت والبصل والليمون.
وقد ظلت البصارة دهراً طويلاً تمثل وجبة رئيسية في الريف والمناطق الشعبية ذات الدخول المادية الضعيفة، حيث تفوقت المرأة الريفية الطيبة فى بث التنوع على مائدتها الفقيرة، فبدلاً من أن تواصل الأسرة أكل الفول على صورته التقليدية في كل وجباتها، فقد صنعت منه مجموعة أخرى من الأطعمة مثل (الطعمية) و(النابت) و(البصارة)!

ومكونات البصارة المصرية، تتضمن الفول الجاف المجروش، والكزبرة الخضراء، والبصل، والثوم، والنعناع الجاف، مع بعض التوابل التي تضاف وفقاً للذائقة.

أما طريقة تحضيرها في أبسط طرقها، فتتمثل في نقع الفول ليلة كاملة، قبل أن يتم تصفيته وسلقه، ثم تضاف بقية المكونات إلى أن ينضج تماماً.

وبعد أن يبرد المزيج قليلاً يتم خلطه، ثم يعاد الخليط للنار قليلاً مع تقليبه إلى أن ينضج، ثم تضاف إليه التوابل.
تصب البصارة بعد طبخها في أطباق، وتؤكل ساخنة أو باردة، في حين يتم تزيين وجه الطبق المائل للخضرة بالتقلية المحمرة المكونة من الثوم والكزبرة، أو بالبصل المقلي الذي يستعمل في الكشري.

ويوصي بعض خبراء التغذية بالبصارة من أجل تقليل (الوزن)؛ لأنها غنية بالألياف التي تزيد من الشعور بالشبع وتمد الجسم بالطاقة.

كما تساعد في حالات مرضى القلب، وتقلل من الكوليسترول، أيضاً تسهم البصارة في تقوية المفاصل والعظام، وتساعد مكوناتها في امتصاص الحديد، لاحتواء الفول على فيتامين ج أحد مضادات الأكسدة، كما أنه يساعد في إنتاج مادة الكولاجين وهي البروتين الرئيسي في الأنسجة الضامة في العضلات والجلد والأربطة والغضاريف والعظام والأنسجة.

وحسب دراسات عدة، ونصائح طبية، تعزز البصارة من مناعة الجسم، نظرًا لاحتوائها على الخضروات، التي تجعل منها وجبة متكاملة وعالية القيمة الغذائية.

كما تحتوي على مركبات تعمل على مقاومة أمراض السرطان، وتعد أحد الدوافع لعمل القلب بشكل سليم، ولذا فليس لها أى أضرار صحية حتى على الأشخاص الذين لديهم تاريخ عائلى من أمراض السكرى أو سمنة أو القلب.

x

‎قد يُعجبك أيضاً

كيف تكتسب الذكاء الاجتماعي (العاطفى)

#الدولة_الآن تقرير: حنين صالح إن الذكاء العاطفي يعنى قدرة الإنسان على التعامل مع عواطفه وضبطها ...

youporn