porno.com
الرئيسية » تحقيقات وحوارات » مابين بداية الهلاك ونهاية النجاح..المعتقد المتواتر “كليات القمة”

مابين بداية الهلاك ونهاية النجاح..المعتقد المتواتر “كليات القمة”

#الدولة_الآن

كتب: هشام عامر

تزامنا مع خروج نتائج الثانوية العامة، ولاشك أن جميعنا إما لديه أحد أقربائه أو أصدقائه او معارفه دارساً بالشهادة الثانوية، أزهريةً كانت أو عامة أيّاً يكن، رأينا حالات ييأس لها القلب، وتقشعر لها الأبدان، من هول موقف الإنهيار بعد ظهور النتيجة، لأنه يجد نفسه حصل علي عكس ماكان يتوقع أو يحلم.

وتعقيباً لذلك، صادفني اليوم وأنا أتخلل السير وسط الأشجار بأحد الحدائق في القاهرة، موقفاً ليس غريباً مع كل ماسردت، وإذ بي فجأة أسمع صراخ فتاة يُدوّي في جميع أنحاء الحديقة من حولي، وأنا ألتفت من أين هذا ولماذا كل ذلك الصراخ والعويل، والناس من حولي تهرول لتشاهد ماذا يجري، هل أحد وافته المنية، أم إمرأة بها مصاب ما.

ولكن بعدما ذهبت لأري من الذي يبكي، كانت المأساه، فتاة تصرخ بكل ما أوتيت من حزن، ويلتف من حولها الناس وأصدقائها، وسرعان ما يتضح الأمر لي أنها حصلت علي مجموع ضعيف، ضيع كل ما تحلم وما بَنَت عليه تحقيق أهدافها، لن يكون السرد كمشاهدة الموقف في لحظته، ولكن هذا ما دعاني لأكتب عن هذه المأساه الكبيرة، ذلك نموذج بسيط من أحد الشباب، فما بالك عن البقية وأوجاعهم وما يفكرون فعله بأنفسهم.

وما يجدر علينا ذكره، أن أصل هذه المشكلة هو المعتقد المتواتر علي مر السنين بين الأهل والكبار والصغار، بأن الشاب لابد أن يدرس ويتعلم ليدخل كلية قمة (طب، صيدله، هندسه..)، ليس علي أساس أن يدخل ما يحب ليبدع في مجال يهواه، فيصبح نموذجاً جيدا لنفسه ولأهله ولوطنه، ولكن همّشت باقي الكليات فأصبح الطالب يدخل الثانوية لأجل مطلب واحد، وفي النهاية تحدث الكارثة الكبري، ويتحطم الشاب مع حلمه وما رسّخه في عقله من سراب وبنا عليه مستقبله.

وعلي صعيد آخر، نجد أن الجميع قد نسي أننا في عصر لم يعد يعتمد فيه العمل أو التعليم علي مجال الدراسة الجامعية فقط، بل علي العكس تماماً أصبح مجال التعليم الخارجي مفتوح والعمل الخاص يعتمد علي المهارات والخبرة العلمية المكتسبة بالعلم والإجتهاد، فلابد من مواكبة التطور والتنمية، وإلا سنظل نفقد أبنائنا في سراب بناء المستقبل علي كليات شأنها كغيرها.

وفي نهاية الأمر، لا يتوقف كل ذلك إلا علي عقلية الوالدين ومدي تفهمهم وإدراكهم لما يدور حولهم من تطورات وتغير في الأوضاع، فليس الماضي كالحاضر، ولا يمكن بناء المستقبل بدون تحديد أهداف واعية يمكن تحقيقها بتخطيط جيد، وترسيخ معتقد (كليات القمة) هو بداية التخطيط الفاشل، فلنبحث داخل أبنائنا عن المجال الذي يميلون إليه ويمكن أن يجدوا فيه ذاتهم، ونساعدهم علي ذلك.

x

‎قد يُعجبك أيضاً

“مدبولي يلتقي بوفد شركة “فورتيسكيو” ويتابع الاتفاقيات في مجال الهيديوجين الأخضر

#الدولة_الآن تقرير: سلمى يوسف التقى الدكتور “مصطفى مدبولي” رئيس مجلس الوزراء، اليوم بوفد شركة “فورتيسكيو” ...

youporn