كتبت : أسماء البردينى
والأرز باللبن هو واحد من أشهر أطباق الحلوى العربية التي تمتاز بمذاقها اللذيذ وسهولة صنعهاو يتكون بشكل أساسى من الأرز، والماء أو الحليب، إضافة إلى مكونات أخرى كالقرفة والزبيب، يتم تقديمه على أنه طبق حلوى أو وجبة غداء رئيسية؛ حيث يضاف إليه السكر فى حال كان حلوى، ويشتهر بكونه من الحلويات فى مناطق الدول العربية وتركيا.
يقال أن الأرز باللبن ظهر لأول مرة في عصر الدولة الأموية، حيث طلب يزيد ابن المهلب بن أبي صفرة من الخدم صناعة حلوى خاصة له، فصنعوا الأرز باللبن وأسموه “المهلبية”.
فيما تذهب بعض التقارير، إلى أن بداية ظهور طبق الأرز باللبن بوصفته الحالية لأول مرة فى تركيا فى القرن الخامس عشر الميلادى فى عهد الدولة العثمانية، وكان يصفه الأطباء الأتراك كعلاج لمشاكل المعدة.
وانتقل طبق الأرز باللبن إلى المطبخ المصرى أيام الدولة العثمانية ولكن لم يستخدمه المصريون كدواء مثلما كان يفعل الأتراك بل قام المصريين بطهيه كطبق من الحلوى الرسمية على المائدة المصرية.
وفى كثير من الأحيان يقوم مريدو الأضرحة وأولياء الله الصالحين بتوزيع أطباق من الرز باللبن على زوار الأضرحة والمساجد الكبيرة فى مصر. فانتقل الرز باللبن من كونه وصفة طبية حتى أصبح طبق للتقرب للأولياء والصالحين ، ولكن مع إضافة بعض المكسرات والزبيب أصبح وجبة متكاملة يفضلها المصريون فى المناسبات والأعياد وخاصة فى رمضان.
أما في أوروبا، فكان يتم صناعة الأرز باللبن في البداية كأكلة رئيسية وليس كحلوى، وذلك خلال القرن الرابع عشر، ولكن في القرن الخامس عشر تم إضافة السكر إلى الوصفة وأصبح بودنج الأرز يشبه في طعمه وطريقة طهيه الأرز باللبن المشهور في عالمنا العربي.
وتختلف تسمية الأرز باللبن في بعض الدول العربية، فمثلاُ في لبنان والأردن يسمى أرز بالحليب وفي فلسطين يسمى بحتة، وفي مصر والسودان يسمي أرز باللبن وفي تونس محلبية ويسمى في الشام “رز بحليب”.
وبحسب كتاب “مطالع البدور فى منازل السرور “الثاني” الجزء2″، “لعلاء الدين على بن عبد الله البهائى الغزولى”، قال “محمد بن خرد”: أنه كان كثير من رؤساء العراق يقدمون فى أول الطعام الأرز باللبن والسكر المنخول، ثم يتبعونه ما شاءوا إيثارا له على غيره، وكان الحسن بن سهل يفضله على كثير من المطعم ميلا إلى رأى المأمون فيه، وقاله له: أنه يزيد فى العمر يا أمير المؤمنين، قال من أين قلت هذا، قلت: لان الأطباء زعموا أن الأرز يولد أحلاما صحيحة، فإذا صحت الأحلام فهى من زيادة النوم على اليقظة لأن النوم موت واليقظة حياة.