تربية طفل يعرف قيمه لكي يحقق هدفه

كتبت /هدير الحسيني

ان الله تعالي لم يُخلقنا عبثاً إنما خلقنا الله لهدفاً وحكمةً قد خلقنا الله لعبادتهِ وهذة أولى الأهداف التي يجب أن يعرفها الإنسان ويُوقن بها جيداً مهما تعثرت بهِ الحياة ومهما تغلبت عليه الصعاب ، قد خلقنا الله تعالي لتعمير الأرض وإصلاحها وعلينا أن نُعمرها بأخلاقنا وقيمنا وأهدافنا ولكن كيف ونحن لا نعرف أهدافنا ، فكثيراً منا لا يعرف كيف يُحدد هدفه وكيف ينجزه وهذا يكون لعدم معرفته لقيمه التي يجب أن يعيش بها في الحياة فيجب أن نعرف قيمنا لأنها هي التي تُحدد سلوكنا ودوافعنا إتجاه الهدف التي نريده.
فعلي الوالدين والمربين أن يهتمون بتنمية وغرس القيم في نفوس الأبناء لكي يكبرون ولا يهدرون وقتهم في معرفة ذواتهم وقيمهم وأهدافهم ، وفى الحلقة الثالثة من سلسلة حلقات (كيفية تنمية المهارات الحياتية لدى الأطفال ) سوف نتحدث عن كيفية تعزيز القيم لدي الأبناء.
أولاً ما هي القيم : القيم هي المبادئ التي يتبنها الفرد لكي يتشكل لديهِ أفكار ومعتقدات وإتجاهات يتعامل بها فى المواقف الفردية والإجتماعية.
هناك كثيراً من القيم لا نقدرها حق قدرها مثل قيمة الإيمان بالله فالإيمان بالله ليس فقط بالصوم والصلاة الإيمان بالله بأفعالنا كما أمر الله ورسوله من أخلاق وعبادات.
وأيضاً من القيم والنعم التي نهدرها ولا نقدرها قيمة الصحة فالصحة هي التي تمنحنا الطاقة والحيوية لكي نصل لما نريده في هذة الحياة ، فمن القيم الإيجابية التي علينا أن نفعلها لكي نحافظ علي صحتنا هى التغذية السليمة وممارسة الرياضة.
كما نجد قيمة الإحترام والتقدير إحترام الطفل لذاتهِ وإحترامه للآخرين هذة القيمة لابد أن يتحلون بها أبنائنا لأن الإحترام قيمة لا يعرفها الإ القليل والإحترام لا يتمثل فقط في إحترام الصغير للكبير ، بل الإحترام يشمل الكثير والكثير إحترام الشخص فى كلامه إحترام الشخص لأفعاله إحترام الشخص لقدراته إحترام الشخص لمعتقداته الإحترام إنها قيمة كبيرة نضيقها فقط علي إحترام الصغير للكبير والعبث إننا عندما نجد كبيراً يُهين صغيراً فهذا بالنسبة لدي البعض أمراً عادياً.
كما يجب أن نغرس فى نفوس أبنائنا قيمة الطموح والنجاح والمثابرة والعلم والصبر وهذا يكون بحديثنا الدائم معهم عن أهمية هذة القيم وقصص الناجحين والصحابة الذين يتحلون بهذة القيم لكي يصلون لأهدافهم.
وأيضاً قيمة الأسرة والعائلة عليك أن تُنمي هذة القيمة جيداً لأنه لابد أن يعرف أن هذا جزءاً من حياتهِ فكثيراً ما نجد الأن أشخاصاً تشغلهم حياتهم العملية ولا يسألون عن أسرهم فهذا يُسبب فجوة ومشاكل كثيرة بين الأبناء والآباء .
كما عليكَ أن تُنمي لدي ابنائك قيمة العلاقات الإنسانية وهذا يترتب عليه حقوق الآخرين وحسن المعاملة فعليكَ أن تُفهم إبنك أن الإنسان لا يكون ألة عمل فأنه لابد أن يعيش ويتعايش كإنسان والإنسان ليس مجرد كلمة ولا مجرد كائن حي بل هو أرقي الكائنات التي خلقها الله تعالي من مشاعر وعواطف ، ولكن عليكَ أن تعرفه أنه لا يعيش دائماً بعواطفه وبالأخص في أماكن العمل لأنه سوف يُقابل أشخاصاً مبلدين من العواطف وإذا تعامل معهم بعواطفه الحنونة سوف يفشل وسوف ينكسر وهذا هو كل ما يريدونه ، لذلك عليك أن تتحكم في عواطفك أثناء عملك ولا تلتفت لمن يُهزمك أو يُحبطك واشغل كل تفكيرك وتركيزك لهدفك وحلمك، ولكن عليك أن تُعلم إبنك إنكَ مهما كان يُحيطك الفساد والعناد من حولك فعليكَ أن تحتفظ بقلبك لا أقول بأنه يحتفظ بهِ كما كان عليه قبل تعرضه لهذا لأننا بشر نشُعر ونتألم ولكن عليك بالمحاولة أن تحمل الخير والمسامحة لمن حولك مهما كانوا ومهما وصفوا.
كل هذة القيم وأكثر إذا امتلكها الشخص بل إذا امتلك الشخص من قيم وأخلاق وغايات فسوف يكون لديهِ دافعية وقدرة أكثر لكي يُدرك العلاقة بين قيمه والمهام التي يُحققها في يومه وعندما يضع أهدافاً تتفق مع قيمه وغاياته فبذلك سوف يشُعر بالرضا فى حياتهِ.
وإنتظرونا في الحلقة القادمة لكي نعرف كيف نُساعد أبنائنا لتحقيق أهدافهم