porno.com
الرئيسية » تحقيقات وحوارات » إلى الطائفة التي لن تقرأ مقالي!!

إلى الطائفة التي لن تقرأ مقالي!!

#الدولة_الآن

بقلم: أحمد العش

قال عنترة: (سكتُّ فَغَرَّ أعْدَائي السُّكوتُ ** وَظنُّوني لأَهلي قَدْ نسِيتُ
وكيفَ أنامُ عنْ ساداتِ قومٍ **أنا في فَضْلِ نِعْمتِهمْ رُبيت
وإنْ دارْتْ بِهِمْ خَيْلُ الأَعادي **ونَادوني أجَبْتُ متى دُعِيتُ
بسيفٍ حدهُ يزجي المنايا**وَرُمحٍ صَدْرُهُ الحَتْفُ المُميتُ
خلقتُ من الحديدِ أشدَّ قلباً**وقد بليَ الحديدُ وما بليتُ)
ما أشبه حالي بحال عنترة، أتوقف عن الكتابة لفترة فيظن أعدائي بأني نسيت قومي وتركت رسالتي وكسرت قلمي، وذهبت مع من ذهبوا تاركين القراطيس خالية من بُنيات أفكارهم وعُصارة تجاربهم في سبيل تحقيق الشهرة وجني المال، فمزقوا القراطيس وكسروا الأقلام وصنعوا المحتوى واختاروا قمة القاع.. القاع الذي لطالما انتقدوه وسفهوا من فيه وحاولوا مراراً أن يرتقوا بهم ولكنهم وبكل أسف سقطوا معهم.

كثر الخَبَثُ في مجتمعي وانتشرت الجرائم والقتل بصورة بشعة لدرجة أنه لا يمكن للعقل البشري الوقوف على أسباب منطقية لما نحن عليه الآن.. هذا ما يُروج له أصحاب الأطلال المنصرمة الذكر، بقايا فلاسفة هذا الزمان، صانعي المحتوى وضاربي الودع الذين فاقوا في سحرهم السيدة الفاضلة “أم خديجة” المغربية، كيف لا وهم في نظر محبيهم ومتابعيهم أنبياء منزهين عن الخطأ معصومين من الخطيئة لدرجة أنك لو دخلت في نقاش مع أحدهم ستجده يستشهد بأقوالهم ويقلد أفعالهم حتى ولو كانت تلك الأقوال تخالف نصاً أو تنافي فعلاً ورد إلينا عن نبينا المصطفى صلى الله عليه وسلم وهو الأحق بالإتباع وخصوصاً في ظل هذه الفتن التي تعصف بنا حتى ونحن نائمون.
عبثاً حاولوا وإفكاً قالوا لأنك يا عزيزي إن سألت أحد عقلاء هذا الزمان ممن نجوا من متابعة هؤلاء الطائفة عن أسباب منطقية لما نحن عليه الآن ستجد ما يُثلج قلبك ويزيح همك ويشعرك أنه لازال في الدنيا خير، ستجد من يقول لك أن الأُسر المفككة والتعليم المتدني والبعد عن الدين وإهمال الصحة وترك القراءة والإطلاع وغيرها من الأشياء هي ما أوصلتنا إلى ما نحن عليه الآن، ومن بين تلك الآراء القيمة التي تنبع من أفواه قد تبدوا بسيطة تجد الحقيقة الكامنة وتتجلى أمامك الأسباب واضحة فتقطع الشك بيقين الفطرة السليمة.

تلك الطائفة يا عزيزي لا يريدون صلاح الحال كيف ذلك وهم أحد أكبر أسباب ما نحن فيه، يرقصون ويتمايلون، يغتابون ويشوهون، ويأكلون من لحوم العباد ليس من أجل شيء ذا نفع وقيمة وإنما من أجل المشاهدات وتصدر عناوين الصحف ومحركات البحث في عصر باتت فيه التكنولوجيا كعبة للناس يعكفون عليها ليل نهار حتى أنهم استبدلوا واقعهم الملموس بواقع افتراضي يرضي غرائزهم الدنيئة ويشبع شهواتهم القبيحة، هؤلاء الطائفة يكرهون الحق ويسخرون من الفضيلة وينكرون العرف والعادات ويقتدون بالغرب ومتحرري المجتمعات، هي الطائفة التي لن تقرأ مقالي!!.
أحبائي.. أعود لكم من جديد في سلسلة من المقالات والرسائل تحت نفس العنوان، أناقش فيها أهم القضايا المطروحة على الساحة بأسلوب تحليلي لا يخلوا من النصيحة، فلا فائدة من الكتابة إن لم تغير واقعاً أو تجد حلاً أو تفتح للقارئ أفقاً جديدة يفكر من خلالها، رحلتنا طويلة وشاقة وأنتم يا أحبائي وقرائي الأعزاء جزء منها فلا قيمة للكاتب من غير قُرائه، علينا جميعاً أن ندرك قيمة الكلمة وأن نؤمن بقدرتها الفائقة على تغيير الواقع وقلب الموازين، وأعاهدكم أني لن أترك قلمي ما حييت وسأسير بشعار ثابت وواضح (أكتب لأرتقي بعقول الأمم.. وأحيا ويحيا بي القلم) يتبع..

x

‎قد يُعجبك أيضاً

صراع من أجل الضوء .. كيف تشعل أزمة الطاقة نار الأزمات الاقتصادية؟!

#الدولة_الآنتحقيق: سلمى يوسف يشهد العالم تدهورًا مستمرًا في أزمة الطاقة منذ عدة سنوات، وتتصاعد المخاوف ...

youporn