porno.com
الرئيسية » الأسرة والمجتمع » الأفراح ” ما بين القديم والحديث

الأفراح ” ما بين القديم والحديث

#الدولة_الآن

  كتبت :أسماء البردينى

لكل مجتمع عاداته وتقاليده، التي يتوارث تفاصيلها الآباء والأجداد جيلاً عن جيل، لتشب وتكبر وتصبح مع الزمن مدعاةً للفخر والاعتزاز، ومصدراً للشوق والحنين، خاصة بعد أن تغلف العاطفة أحداثها ببريق ذكريات الزمن الماضي الجميل. ولا شك في أن من أجمل تلك العادات والتقاليد وأرسخها في الذهن ما يتعلق بمناسبات الزواج، لما قد تعنيه في حياة الفرد والأسرة والجماعة، فضلاً عن كونها مناسبات للفرح والسعادة.واتسمت أفراح الماضي بنكهة خاصة، فقد كانت الأفراح ترسم صورة جميلة حافلة بالبساطة والعفوية، وفي الوقت نفسه بالثراء والتنوع، حيث تختلف مظاهر الأفراح بين المدن والريف وبين الماضى والحاضر.

فلم تعد الأفراح كما كانت من قبل من أجل الاحتفال بالعروسين فقط، بل أصبحت الفرحة تحتاج إلى ميزانية كبيرة قد تعادل تكاليف تجهيز شقة الزوجية، وبعد ارتفاع أسعار كل شىء تقريبًا أصبحت نفقات الزواج عبئا على الشباب، فبدأوا بالتخلى عن فكرة الفرح التقليدى واللجوء إلى “كتب كتاب الريسبشن”، وتجمع هذه الفكرة بين الاحتفال بمراسم كتب الكتاب التى كانت تعقد بشكل منفصل وتكلفة خاصة وبين الفرح الذى يسمح للعروس بإرتداء فستان زفاف والاستمتاع بفقرات الرقص مع الأصدقاء والتصوير ومعظم أجزاء الفرح العادى، ولكن كل ذلك بميزانية تقل عن ميزانية الفرح العادى بمقدار النصف.
وعن أبرز المواعيد التى يُفضل أن يقام فيها “كتب كتاب الريسبشن” فتختلف حسب فصول السنة، فبداية من شهر 10 وحتى انتهاء الشتاء تبدأ المواعيد من الساعة 12 ظهرًا، أما الخريف فالوقت المفضل من 4 عصرًا لـ 7 مساءً حتى يستفيد العروسان من التصوير فى ضوء الشمس والغروب والمساء، أما فصل الصيف فتبدأ المواعيد من 3 عصرًا حتى 6 مساءً، أو من 6 مساءً وحتى الـ 9 مساءً لكن هذا الموعد تزيد تكلفته شىء بسيط لأن الأماكن تحتاج إلى إضاءة مثل الحدائق، على عكس المواعيد الصباحية”. وعن أبرز صيحات موضة “كتب كتاب الريسبشن” فى 2017 فهناك أفكارا جديدة كثيرة من ضمنها توزيع “ماء زمزم” فى زجاجات صغيرة تحمل اسم العروسين ودعاء صغير لهم، كذلك السبح الكريستال التى تحمل ألوانا مميزة مثل الأزرق الفاتح، والمصاحف الملونة، مشيرة إلى أن ستايل العروس نفسه أصبح يتجه إلى البساطة بشكل أكبر.

بعد انتهاء حفل الزفاف، تظل ذكريات ليلة العمر عالقة بذهن كل عريس وعروس، كلما أرادا استرجاعها مرئية عادا لمجموعة الصور ومقاطع الفيديو، التى تسجل أحداث ذلك اليوم الاستثنائى، الذى يقف فيه مصور الفرح، أمينا على تفاصيله المنتشرة فى كل جانب، حارسا لساعاته التى تمر كالثوانى، ولأنها ليلة العمر، أصبحت الأجيال الجديدة، تفكر تجاه توثيق أحداثها بشكل مختلف ، فلم يعد ألبوم الصور ذو العدد المحدد من كروت التصوير، كافيا لاسترجاع مشاهد الفرح، بل تجاوز الزمن ذلك، لتسجيل تلك المشاهد، عبر التقاط العشرات من الصور فى جلسات «الفوتوسيشن»، لتصبح لحظات السعادة «unlimitted»، بلغة أهل التصوير، الذين تركوا جدران استديوهاتهم بخلفيات مناظرها التقليدية، إلى الحدائق والفنادق والأماكن الأثرية والتاريخية، بخلفياتها المتعددة، وتوفيرا للنفقات أيضا.

تعددت طرق الاحتفال، والفرحة واحدة فى “ليلة الزفاف” التى تختلف طقوسها من مكان إلى آخر، وعلى قدر “الحسب والنسب” والوضع الاجتماعى.
فالزفة فى مصرمثلها مثل كل شئ تخضع للتطور بفعل تقدم الزمن والحياة، فبالإضافة لإقامتها إلى جوار البيت فى الحى أو الشارع أو فى البيت نفسه فقد صارت تقام فى الفنادق والنوادى وصولا إلى إقامتها فى صالات مخصصة للأفراح فى كل مدن مصر تقريبا ويتم إحياء الزفاف بفرق غنائية وراقصة، حسب قدرات العروسين المالية، وتعد سيارات المرسيدس المزينة، وغيرها من السيارات المصحوبة بالموتوسيكلات، وسيارات أخرى للأقارب والأصدقاء هى التطور المعاصر الذى لحق بموكب الزفاف الذى كان قديما “الهودج”، و”التختروان” والذى يحمل العروس لبيت زوجها، وفى السنوات الأخيرة انتشرت إقامة الزفة تحت سفح الهرم أو الأماكن السياحية أو على كورنيش النيل أو شاطئ البحر بالإسكندرية مثلا فى ميادين عامة أو على أحد الكبارى، مثل كوبرى 6 أكتوبر أو 15 مايو كبديل معاصر للزفة القديمة. وفى الصباحية أيضا يزور أهل العروس ابنتهم فى بيت الزوجية حاملين ما لذ وطاب من أطعمة على مدى أسبوع كامل كما أن العروس تتلقى «النقوط»، وهو عبارة عن مال يتم رده مقابل مال دفعه أهل العروس فى مناسبات مماثلة سابقة، ومع تطور الزمن كان هناك شهر العسل والذى يقضيه العروسان خارج المنزل أو خارج البلدة والمدينة أو إلى أحد المصايف أو فى أحد الفنادق وربما خارج الوطن.
يقولون إن “الفرحة” تعد من الأشياء التى لا تنقص بالمشاركة بل تزيد، فما بالنا لو كان اقتسام فرحة العمر مع الأخت أو القريبة أو صديقة العُمر، شعار ترفعه الصديقات قُبيل زفاف إحدى عضوات الشلة ببضعة أشهر، يبدأ من جروب على “واتس أب” للاتفاقات والمشاوير والمُقابلات، وينتهى بصورة تجمع العروس وصديقاتها اللاتى تأتين فى أعداد زوجية غالبًا عن يمينها ويسارها فى زى موحّد، وسلسلة من الذكريات التى لا تُنسى بين العروس و”البرايدميدز” أو وصيفاتها اللاتى تُسخرن أوقاتهن لراحة العروس ومساعدتها طوال فترة التجهيزات وصولاً لليلة العُمر.
وللأفراح وجوه كثيرة، من بينها وجوه تروى حكايات عن أفراح الطبقة العليا بالمجتمع، وتسرد تفاصيل كثيرة، بدءا من قيمة مكان الحفل، وشكل دخول العروسين إليه، مرورا بأزياء العروسين والمدعوين وصفاتهم الرسمية أو العامة، وانتهاء بفقرات الحفل وتكلفتها، التى يتنافس فى التخطيط لظهورها بشكل مختلف، شريحة تعمل من أجل ذلك فقط، وهم: مصممو حفلات الزفاف.. أو كما تشتهر تلك المهنة باسم الـ«wedding planner».

x

‎قد يُعجبك أيضاً

صرخت مواطن لا يسمعها تاجر

#الدولة_الآن    بقلم : نورهان أبوالمعالي في ظل ‏الظروف الاقتصادية التي تعاني منها الطبقة الأدنى ...

youporn