كفاح “عبد الرحمن عزام” فى جامعة الدول العربية
في تحقيقات وحوارات
315 زيارة
تقرير: حنين صالح
سمعنا كثيراً عن محاربة الدول العربية للاستعمار لكن هناك العديد من الشخصيات التى لا نعلم الكثير عنها، فى حين أنها افنت عمرها فى خدمه أرضها واخوانها ، ونخص هنا “عبد الرحمن عزام”باشا المجاهد السياسى المصرى ، وقد نشأ فى قرية الشوبك الغربى بمحافظة الجيزة ، فى يوم “الثامن”من مارس عام “١٨٩٣”،ودرس الطب بمصر ، كما قاتل مع العثمانيين خلال الحرب العالمية الأولى ، ثم ذهب إلى ليبيا لدعمهم في القتال ضد الإيطاليين ، كما ساهم فى إنشاء أول جمهورية طرابلسيه بغرب ليبيا فأصبح مستشار الجمهورية الطرابلسية.
كما شارك فى محاربة الصرب وهم مجموعة عراقيه أكثر سكانها يعيشون في صربيا والجبل الأسود ، وساند “احمد الشريف السنوسي” فى مواجهة ايطاليا ، وشارك في الوفد المصري بمؤتمر لندن عام”١٩٣٩” بهدف وضع ميثاق لجامعه الدول العربيه ،وعينه الملك فاروق وزيراً مفوضاً ممثل للملكه المصرية عام “١٩٣٩”، كما فى نفس التاريخ أصبح وزيراً للأوقاف لعام في وزارة “احمد ماهر”باشا كما غادر إلى السعودية للعمل كمستشار لفض النزاع الخاص بواحة البريمي عام “١٩٧٤”.
قد كان من أول الأجيال التي شهدت نشأة الجامعه العربيه ، حيث كان أسبق امين عام لجامعة الدول العربية ، وكان من أبرز العناصر بها من شبابه حتى وفاته ، وساند معظم البلدان العربية فى محنتهم مع الاستعمار .
فأساس فكرة إنشاء جامعة الدول العربية كانت فكرته ، بهدف أن يكون اتحاد للعرب ودرع لهم بعد هزيمتهم على يد الانجليز بفلسطين ، فتم اختياره أمين نسبه لفكرته وتقديراً له ، ولم يكن يمارس عملاً سياسي دبلوماسي فقط بها ، بل كان متطوعاً فى جميع ميادين الحرب ، ولم يسلم من الذم فقال حكام العرب أن الجامعه لا علاقة لها بالسلام وأنها سياسية بحتة كدولة أخرى ، لكنه لم يسمع لاقوالهم ، واستمر في عمله فساعد اندونيسيا ضد هولندا رغم انتفاضه وادعاء البغض أنها ليست دولة مسلمه.
لكن همه الأول كان مساعده ليبيا فى جميع جوانب الحياة ، حتى نالت استقلالها كسوريا ولبنان واندونيسيا ، وقد أثبت صحه أهدافه بصدق أفعاله،رغم أنه لم يكن من السهل التصدى لبطش الإيطاليين ودول أوروبا.
ولم يكن خصومه من حكام العرب فقط، فكان اخطرهم الانجليز والفرنسيين ،فعند زيارته الأولى لباريس عام”١٩٤٦”، أثناء حضوره مؤتمر صحفي دعا لاستقلال تونس والمغرب والجزائر ، وكان متوقع منه أن يدعو لفلسطين وليبيا فقط، فستشاط الفرنسيين غصباً وارادوا التخلص منه، وعند ذهابه مره اخرى بخصوص قضية المغرب ، حاول أحد الفرنسيين إقناعه بالابتعاد عن شمال إفريقيا وأنه سينال صداقتهم ، لكن لم يأبه لكلامه وظل يكافح مع الدول حتى نالت استقلالها.
بجانب أنه أنشأ قوة شعبية قبل الحرب العالمية الثانية ، بإقناع “على ماهر”باشا عندما كان رئيس الوزراء وأخذوا اسم (الجيش المرابط)، وارعب هذا الإنجليز فجاهدوا حتى إقيل رئيس الوزراء واضطهادوا “عبد الرحمن عزام” لأن فكرته كانت بمثابة احياء لفكرة الجهاد الإسلامي المترابط ، كما ألف (بطل الابطال) و (الرسالة الخالدة).
2023-03-09