حوار خاص مع المتحدث الرسمي بإسم جامعة الأزهر الشريف
في تحقيقات وحوارات
309 زيارة
كتبت : فداء أحمد
من ينصر الاسلام فالله ناصره والأزهر
المعمور تزهي عمائمه
الله اكبر قد رفعت لواءه فالصبح أسفر قد أهل بشائره
سرفي ركاب الحق ربك حافظ بك يمحق الإرهاب يقطع دابره فاذا صمت فان صمتك حكمة
وإذا انطلقت فإن قولك باتره
قد جاوز الازهر الشريف الأ لف عام ولا يزال شابا فتيا يصارع الزمان ويغالب عواديه لم تجد معه ريح عاتية ، ولم يهزه كيد كائد ولم يضره تدبير ماكر ،عظيما كان وسيبقى باذن الله أقوى مما كان والتاريخ خير شاهد أخلص لله رجاله فدحر اخلاصهم شانئيه وذلت أعناق مبغضيه،
وممن أخلص لهذه المؤسسة العريقه بالدفاع عنها ومحاربة المشككين والتصدي للهجمات الممنهجة ضد الإسلام والمسلمين في المرحلة الراهنة الأستاذ الدكتور” أحمد زارع” المتحدث الرسمي
باسم جامعة الازهر الشريف ورئيس قسم الإعلام بكليه الدراسات العليا ووكيل كليه الإعلام السابق.
وعند بدء الحوار مع الدكتور “أحمد زارع ” المتحدث الرسمي باسم جامعة الأزهر وبسؤاله عن الأزهر الشريف في ظل الهجمات الشرسة كيف يواجهها فأجاب قائلا : أن الهجمات الشرسه التي يتعرض لها الازهر ليست جديدة بل هي قديمة جديده فالأزهر عبر تاريخه يتعرض لهذه الهجمات من بعض الدخلاء على المجتمع المصري وخص سيادته لفظ الدخلاء لأنه يرى ان الأغلبية الساحقة من المجتمع المصري تعشق الأزهر الشريف ويعرفون قيمة الأزهر وذلك لتاريخ الازهر الطويل في أنه أداة للتنوير وأداة للتقدم والنهوض فهذا كله يشير الى أن الازهر له مكانته الكبيرة في مصر أو في خارج مصر أما هؤلاء الذي تعودنا منهم بين الحين والآخر أن يحققوا كما قال فضيله الإمام الاكبر الشيخ “أحمد الطيب” شيخ الأزهر الشريف فقال عنهم أما أنهم أصحاب أجندات خارجية أو أنهم يمتلكهم الحقد على الأزهر الشريف فهؤلاء وهؤلاء نحن نتركهم تماما لأن عندما نستعرض ما يقوله هؤلاء الناس نجدهم على سبيل المثال بدأوا بالطعن في التراث ثم انتقلوا من التراث الى الرموز مثل إمام الدعاة الشيخ “الشعراوي” فبالطبع معروف هدف العولمة وهو هدم الثقافات القومية للشعوب وعند هدم الثقافة القومية فسيسود بعد ذلك الاستتباع والتبعية فهم يريدون تدمير هذه الثقافات في صلب الدين عندنا في مصر فبالتالي الازهر هو العماد الاساسي الذي حافظ على اللغة وعلي الدين واستدل هنا سيادته بمقوله الشيخ “الشعراوي أن الازهر الشريف يصدر علم الدين حتى البلد الذي جاء منها الإسلام فبلا شك حينما يطعنون الازهر وهم يظنون أنهم من الممكن أن يهزوا الأزهر الشريف ولكن هيهات هيهات فالأزهر الشريف صرح كبير متجزر في قلوب العالم وليس في قلوب مصر وحدها وأيضا أبناء الازهر
يستطيعون تماما أن يردوا على هؤلاء لأنه ليس له أساس من العلم أو الدين على الإطلاق.
وبسؤاله عن دور الأزهر في نشر الوسطية والإعتدال الديني وخاصة بعد ظهور مصطلح “الإسلاموفوبيا “فأفاد سيادته
أن مايتميز به الإسلام انه يحتوي كل الآراء والأفكار وآراء الفقهاء على إختلاف اتجاهاتهم وايضا يحترم كل الآراء في مقياس الدين الصحيح وليس هناك مغالاة في الازهر ولا في علوم الازهر وليس هناك تفريط أيضا فالوسطية هي سمة الأزهر منذ ان انشئ وهذا دليل على ان الازهر الى الان مستمر فهناك مؤسسات لم تستمر بسنوات لأنها لم تكن في في وسطية الأزهر فوسطيه الازهر جمعت الاندونيسي والماليزي والفلبيني والامريكي والمصري والسوداني كل هؤلاء تحت هذا الظل وايضا مرونة العلوم الأزهرية التي تعطي لكل زمان وكل مكان حقه فطبعا هذه المرونة جعلت هناك نوع من مسايرة العصر ،فنحن لدينا في الفقه الإسلامي حلول لكل قضايا العصر فلدينا مفكرون وعلماء يستوعبون الدين جيدا ومستجدات العصر وبالتالي حينما يدبون
بآرائهم بقضايا تمس الحياة سواء في بيئتنا أو البيئات٠ فهم حقا ينطلقون من مرونة الاسلام الذي جاء لكل زمان وكل مكان فيملك الثوابت الأساسية الموجودة بنص قطعي الدلالة والثبوت ولكن تعلمنا في الازهر أن هناك قضايا مستجدة يعمل فيها العقل بحيث أنها لا تتصادم مع أسس الدين وتحقق ايضا مصلحه الناس وأينماوجدت المصلحة فثم شرع الله وهذه هي سمه الازهر وتفخيمه للعلوم والابتكارات في كل مكان.
وبسؤاله عن خطط جمع الازهر لتطوير المنظومة التعليمية في العصر الرقمي الحديث وما هي التحديات التي يواجهها
فأجاب سيادته :أن في جامعة الأزهر بل الأزهر ككل نعمل علي انشاء جامعه الكترونيه الان ويتم تحديث الجامعة في كل مرافقها سواء اداريا او تعليميا حتى تكون حقا مواكبه للعصر والشيء الآخر المهم على حسب تعليمات فضيله الامام الاكبر و فضيله رئيس الجامعة ان تكون البحوث العلمية في جامعه الازهر مواكبة لخطط التنمية المصرية وان تكون رؤيه مصر في “٢٠٢٠ / ٢٠٣٠”
حتى ما بعد ذلك ان تكون هذه البحوث مواكبه لهذا وخير دليل علي ذلك إقامة العديد من المؤتمرات خلال هذه الفترة ومنها مؤتمر كلية الشريعة الإسلامية عن ذوي الاحتياجات الخاصة وسبقه مؤتمر الاعلام الرقمي واداره الازمات هذه المؤتمرات تواكب وتصب في خطط الدولة فنحن متابعين دراستنا العلمية جيدا والتطور الذي يحدث داخل مصر وخارجها وأيضا هناك أقسام جديده تنشأ في الكليات مواكبه لهذا التطور وعلمائنا في الداخل أو الخارج وعلاقتنا العلمية مع أكثر من “٦٥”جامعة في العالم (الجامعات غير الإسلامية وتسمي بالجامعات (المدنية) فهذه جامعات لها علاقه قويه جدا بالأزهر الشريف
بالإضافة إلى اننا في كليه الدراسات العليا بدانا في وضع عمل برامج لدراسات علميه بينيه غير موجوده في الجامعات المصرية على الاطلاق بالاشتراك مع الإتحاد الأوروبي علي سبيل المثال هناك برنامج علمي عن التغيرات المناعية ،وعن الذكاء الاصطناعي ،وعن الأدب المقارن
فبهذه الطريقة ننفتح على كل جامعات العالم. وأما عن سؤاله عن أين تكمن قوة الأزهر الشريف في الوطن العربي والإسلامي
فأفاد الدكتور “أحمد زارع ” بأن قوه الازهر ليست وليده اليوم فهي منذ ان أنشئ الازهر حينما احتضن الأزهر كل أبناء العالم
الاسلامي واقام لهم في جمع الازهر القديم رواق المغاربة، ورواق الشوام، الأتراك فاحتضنهم منذ البداية فأنشأ هؤلاء على الفكر الوسطي فحينما عادوا إلى بلادهم كونوا مدارس وسطية تنتمي إلى الأزهر فأصبح هناك رؤساء دول ووزراء ويوجد في الأزهر نماذج فريدة من نوعها ومشرفة في جميع المجالات
وهنا استشهد الدكتور” أحمد زارع “بالدكتور “ياسر البطراوي” وهو من أبرز جراحي العظام في جميع أنحاء العالم ،
ففي عام “٢٠١٥”إحدى المجلات الأوروبية الرائدة وضعته صورة الغلاف وقامت بتسميته(طبيب أروبا الأول ) وذلك لقيامه بإجراء “١٠٠٠”عملية جراحية تطويل قصر القامة بنسبة نجاح تعادل “١٠٠%”،وأيضا قائمة جامعة استانفورد الأميركية تستخرج كل عام “٢%”من علماء العالم المؤثرين في العلوم التطبيقية في العالم
فالعام قبل الماضي خرج من الأزهر الشريف ” ١٠”،والعام الماضي خرج من الأزهر أيضا (٢٠)،وهذا العام خرج”٢٤ ” من كليات مختلفة وذكر نموذج لمدرس صغير السن في كلية الهندسة وهو الدكتور (هيثم المراتبي )فسافر بعد حصوله علي الدكتوراة لدولة أمريكا وقام بإكتشاف عن طريق الذكاء الإصطناعي بإستخدام تقنية معينة تكتشف مرضي السرطان المبكر وهذا الأمر جعل فخامة الرئيس ” عبدالفتاح السيسي ” رئيس الجمهورية أنه يقوم بتشكيل لجنة للتواصل مع هذا الباحث للاستفادة منه ومن البحث الذي أجراه في أمريكا، وغيره العديد والعديد من النماذج الأزهرية المشرفة
وأضاف سيادته أن جامعات الأزهر الشريف تدخل ضمن التصنيف الدولي فكلية الصيدلة حاصلة علي المركز (١٠٢)علي مستوي العالم والمركز ( الثاني ) علي المستوي المصري وأن جامعة الأزهر حاصلة علي جميع التصنيفات علي مستوي العالم.
وبسؤاله عن ما هو المتوقع والمطلوب من مؤسسة الأزهر خلال الفترة القادمة تجاه التمزق العربي السائد والازمات المتلاحقة في الدول العربية؛فذكر أن أحد أصدقائه طلب منه أن يناشد فضيلة الإمام الأكبرشيخ الأزهر الشريف “أحمد الطيب ” بانه يتدخل في قضية السودان ويد ُع لمؤتمر القمة الإسلامي أو منظمة إتحاد الجامعات الإسلامية لرأب الصدع في السودان ويتمني سيادته أن الأزهر الشريف يكون له دور في القضية لأن الأزهر مسموع الكلمة وفنيلة الإمام الأكبر له مكانة كبيرة عند هؤلاء الناس .
وأما عن سؤاله أن مخرجات جامعة الأزهر من الكوادر قادره على المنافسة المجتمعية محليا وعالميا فصرح سيادته بان في الفترة الأخيرة سجل في نقابه الصحفيين اكثر من “20 “طالب وطالبة من البنين والبنات هذا فقط علي مستوي الصحافة
أما علي مستوي الإذاعة والتلفزيون فيشيد بتفوق الطلبة الهائل وأنهم قادرون علي المنافسة ونحن قادرين علي أننا نسهم في حركة المجتمع سواء علي مستوي الكليات القديمة والعريقة مثل كلية ( أصول الدين ،الدعوة ،اللغة العربية…)وغيرهم من الكليات القديمة
أو علي مستوي الكليات التطبيقية فالأزهر ينافس علي مستوي العالم فهناك اكثر من “24” عالم تم اختيارهم من الازهر الشريف وذلك لتأثيرهم في التقدم العلمي التطبيقي على مستوى العالم وهذا بإعتراف دولي
وأيضا كان هناك تصنيف عالمي للمجلات العربية فكان هناك اكثر من” 3٥” مجله وحصلت جامعة الازهر الشريف على المركز الاول علي مستوي كافة الجامعات المصرية في تصنيف المجلات
(المجلات العلمية للإقتباس ) وغيره وغيره من إنجازات جامعة الأزهر الشريف وعلمائها .
ووجه سيادته رسالة للأزهر الشريف
الأزهر سواء قيادات أو أبناء الأزهر نرجو دائما أن نكون دائما عند حسن ظن الناس فينا ولابد ان نتوحد وان نكون على قلب رجل واحد ونؤمن تماما بان الرسالة التي نؤديها هي رساله السماء، رساله الحضارة، رساله التقدم، رساله النهوض وأن المجتمع دائما يتشبث بنا لأننا قاطره النهضة، وقوات تنوير فلابد ان نرفض كل ما يخالف شرع الله ويخالف الوسطية أو حتى نشد منه نشم منه رائحه التشدد فلابد ان نبقى دائما في اطار الوسطية نقود ولا ننقاد ودائما نكون في مقدمه الصفوف ونضيف ما يعين على حب الحياه.
وأما عن رسالته للحاقدين على الأزهر الشريف فعبر قائلا “قل موتوا بغيظكم “فنحن لا نحتاج إلى شهادتكم ولكن نشفق عليكم لأنكم تتخلفون عن الصحيح فكونوا مصريين ومسلمين وانتبهوا الى أبناء بلدكم ومصلحة وطنكم وابتعدوا عن الاجندات الخارجية لأنها لن تفيدكم في أي شيء فالأزهر لن يهزه رياح الغرب ولا زلازل الشرق وسيبقى دائما وأبدا حائط الصد المنيع الذي يدافع عن الوطن والعرض فالأزهر الشريف باق وسيظل ان شاء الله باقيا إلي ماشاء الله .
2023-08-02