porno.com
الرئيسية » الأسرة والمجتمع » “الفصام النفسى “شيزوفرينيا : داء إضطراب الفكر ما يجعل الكائن أعضاءً مفككة

“الفصام النفسى “شيزوفرينيا : داء إضطراب الفكر ما يجعل الكائن أعضاءً مفككة

#الدولة_الآن

 كتبت :أسماء البردينى

هل تخلق تجارب الحياة وضغوطها شخصًا مريضًا بانفصام في الشخصية؟ هذا هو السؤال الذي سنتعرف عليه من خلال ما يتم شرحه، والذي يهتم بمعرفة أسباب انفصام الشخصية؛ فهل الحزن والقلق والخوف والإحباط والاكتئاب، أحيانًا أعراض وعلامات لانفصام الشخصية؟ أم أن عوامل انفصام الشخصية أو ما يعرف بالـ«سكيزوفرينيا»، مختلفة عن تلك الاضطرابات النفسية؟
يعتبر مرض الفصام النفسي من أكثر أنواع الأمراض غموضاً بالنسبة للبشر، وهو عبارة عن اضطراب نفسي يصيب المرضى بسلوك اجتماعي غير طبيعي، ويسبب هلوسات سمعية لدى الكثير من مرضاه.
مرض الفصام ” الشيزوفرينيا ” هو أحد الاضطرابات الذهنية ، و الذي يعني ضعف الترابط الطبيعي المنطقي بالتفكير، ومن ثم الادراك والوجدان و السلوك و التصرفات ، فيتصرف الشخص ذاته ويتكلم ويتعامل مع الناس بطريقة تبدو طبيعية تماماً في بعض الأوقات ، ولكنه قد يقوم ببعض التصرفات الغريبة وكأنه شخص آخر في أوقات أخرى، ويكون هذا ناتجاً عن التهيؤات والأوهام التي تراود هذا المريض ويتخيل أنها تتحدث معه أو تأمره بالقيام بأفعال غير منطقية .

فقد يسمع أصواتاً لا يسمعها غيره توحي له أحياناً بأن هناك من يقصد إلحاق الأذى والضرر به ، فينتابه شعور دائم أن نظرات الناس تراقبه و تهاجمه ، حيث أنه يكون غير قادر على التميز بدقة وثبات بين الواقع الداخلي أي ذاته الداخلية والواقع الخارجي وهو البيئة المحيطة ، وبالتالي يفقد اتصاله بالعالم الخارجي .

ونتيجة هذه التهيؤات المسيطرة بشكل دائم على مريض الفصام وخوفه وهلعه من أن يقدم أحدٌ على إيذائه ، يكون في حالة تأهب مستمر للدفاع عن نفسه ، مما يجعله أحياناً يبدأ بالعنف و الهجوم دون سبب واضح لذلك .
وبسبب خطورة المرض وغموضه سوف تتعرف من خلال التقرير التالي على أبرز الخرافات غير الصحيحة، والتي انتشرت عن الفصام ومرضاه بين عامة الناس.
أكثر من شخص في جسد واحد : يعتقد الكثير من البشر أن المصابين بمرض الفصام يمتلكون عدة شخصيات بداخل أجسادهم بسبب الهلوسات البصرية والأصوات التي يسمعونها لدرجة جعلت البعض يعتقد أن للجن والمس الشيطاني علاقة بالأمر.
ولكن عملياً وعند ترجمة مرض الفصام “Schizophrenia” العقول المتعددة وليست الشخصيات المتعددة في الحقيقة لا يرى أو يسمع كل مصابي الفصام الهلوسة السمعية والبصرية التي بسببها ظن العامة من الناس أن قوي غريبة تدخل في جسد المريض ، وكل ما في الأمر أن مريض الفصام يعاني من اضطرابات حادة في سلوكه الاجتماعي؛ مما يجعل حالته النفسية تتغير عدة مرات في نفس الوقت.
وعلى سبيل المثال قد يبدو مريض الفصام غير مبالٍ أو حزين عند موت أحد المقربين إليه، ولكنه قد يتمزق من الحزن والبكاء على أسباب أقل قيمة.

مرض نادر : على الرغم من أن الكثير من البشر يعتقدون أن مرض الفصام مرض نادر إلا أنه غير ذلك على الإطلاق، فعلى سبيل المثال تُقدر نسبة المصابين بالفصام 1% من مجموع السكان .
وبالتأكيد قد ينظر البعض إلى تلك النسبة باعتبارها ضئيلة، ولكنها ليست كذلك على أرض الواقع فإذا عقدنا مقارنة بين تأثير مرض الفصام بالمقارنة بمرض الهيموفيليا -مرض نزف الدم الوراثي- نجد أن الفصام يؤثر على 5 أشخاص من بين كل 1000 بينما يؤثر الهيموفيليا على شخص واحد من كل 10.000 داخل الولايات المتحدة الأمريكية .

مريض الفصام خطر على المجتمع : ساهمت الأفلام والأعمال الفنية بشكل مباشر في إظهار مريض الفصام بمظهر القاتل المختل عقلياً وهو بالتأكيد أمر خاطئ جعل عامة الناس يخشون التعامل مع مريض الفصام باعتباره يمكن أن يتحول إلى قاتل، أو يقوم بارتكاب أعمال العنف.
والحقيقة أن الأمر على أرض الواقع مختلف تماماً، فمرضى الفصام هم في أغلب الأحيان ضحايا للتعدي عليهم من الأشخاص الطبيعيين وليس العكس.
ومهما كانت الاضطرابات السلوكية لمرضى الفصام متطورة إلا أن السيطرة عليها من الأمور السهلة عن طريق استخدام الأدوية.

رؤية وسماع مصابي الفصام أشخاصاً وأصواتاً خياليةً : بالتأكيد الجميع يتذكر الرائعة الفنية المستلهمة عن قصة حقيقية للفنان راسيل كرو عندما قام بدور عالم مُصاب بالفصام في فيلم “A Beautiful Mind” وكيف كان العالم جون فوربس ناش الحائز على جائزة نوبل في الفيزياء، والذي أدى دوره الممثل راسل كرو يرى شخصيات وهمية، ويسمع أصواتاً خرافية غير متواجدة في الواقع .
وفي الحقيقة وعلى الرغم من المعاناة الكبيرة التي كان يعيشها مرضى الفصام في الماضي بسبب تلك الهلوسة إلا أن تلك الأعراض أصبح التغلب عليها حالياً أمراً سهلاً عن طريق استخدام الأدوية التي تسمى مضادات الذهان، وهي عقاقير طبية متوفرة بشكل طبيعي.
ولكن للأسف هناك بعض الأعراض الجانبية لتلك العقاقير مثل النعاس وتفضيل المريض العزلة عن التواصل مع الناس، وإحداث مشاكل في قدرة المريض على اختبار العواطف المختلفة وبالتأكيد كل تلك الأعراض تؤثر بشكل مباشر على الحياة الاجتماعية للمريض.

الهلوسة السمعية : بالتأكيد مريض الفصام يسمع أصواتاً في رأسه، وهذا بسبب مرضه، ولكن الأشخاص الطبيعيين أيضاً يسمعون أصواتاً تدور في رؤوسهم بين وقت وآخر ، فوفقاً لعدة دراسات طبية فإن هناك نسبة تتراوح ما بين 5 إلى 15% من الأشخاص البالغين الطبيعيين يعانون أو سبق لهم المعاناة مع الهلوسات السمعية لمرة في حياتهم على الأقل .
ويعتقد الأطباء أن النسبة الحقيقية تختلف عن ما جاء في تلك الدراسات من أرقام؛ لأن هناك الكثير من البشر الذي يخافون من إخبار المحيطين بهم بأنهم يعانون من الهلوسة السمعية؛ حتى لا يعتقد الأشخاص المحيطون بهم أنهم مجانين.
والحقيقة أن أي شخص طبيعي معرض بشكل كبير إلى سماع أصوات وهلوسة سمعية خصوصاً في حالات الإجهاد الشديدة والنعاس.

الفصام مرض أبدي : مرض الفصام لا يمكن اعتباره مرضاً أبدياً، فالشفاء منه ليس أمراً غريباً أو صعباً خصوصاً إذا حصل المريض على الرعاية والعلاج الطبي في مراحل مبكرة من المرض ، وهناك 25% من مرضى الفصام الذين عانوا من مرض الفصام لفترة قصيرة من حياتهم استطاعوا الشفاء والتغلب عليه وعيش حياتهم دون تناول المزيد من العقاقير الطبية ،ولكن حالات الشفاء لا يمكنها أن تلغي حقيقة أن الفصام مرض مزمن يمكن تعايش المريض معه بشكل طبيعي والحصول على الوظيفة وتكوين أسرة بشرط الانتظام الصارم بتناول العلاج الطبي ، وبين فترة وأخرى من الوارد أن يشعر مصاب الفصام ببعض النوبات الصغيرة التي لا تؤثر على حياته بشكل كبير .
المصابون بالفصام ليسوا مرضى بل هم مختلفون وعباقرة!
على الرغم من تشابه منطقة المهاد في الدماغ بين مصابي الفصام والمبدعين من حيث تواجد عدد قليل من الدوبامين -مادة كيميائية تتفاعل في الدماغ لتؤثر على كثير من الأحاسيس والسلوكيات بما في ذلك الانتباه- مما يخلق تفوقاً في القدرات الإبداعية والابتكار إلا أن هذا الأمر لا يمكن تعميمه على جميع مرضى الفصام، فالكثير منهم ليسوا عباقرة أو مبدعين ، أما ما يتعلق بكون مرض الفصام مرضاً أم لا فهو بالتأكيد مرض، ويجب أن تتم معالجته.

يتطور مرض الفصام بسرعة : لا أحد يتحول من شخص طبيعي إلى مريض الفصام بين ليلة وضحاها، فهذا المرض يتطور ببطء شديد داخل ذهن الإنسان، ومن المستحيل ملاحظة ذلك في البداية حيث تبدو علاماته الأولية بسيطة للغاية يعاني منها الأشخاص الطبيعيون أيضاً مثل المعاناة من مشاكل في التركيز في العمل، وعلى صعيد التواصل مع البشر.
وتبدأ أعراض انفصام الشخصية الفعلية في التفاقم حين يبدأ الشخص المصاب بسماع أصوات أو همسات، وتعد تلك المرحلة هي المرحلة المثلى لعلاج هذا المرض.
وهناك نسبة قليلة فقط من المرضى الذين يصابون بمراحل مرض الفصام المختلفة بشكل سريع .
لا يمكن الخضوع لاختبارات مرض الفصام عبر الإنترنت
بالتأكيد مع تطور التكنولوجيا أصبح من الممكن الخضوع لاختبارات الفصام بشكل يمكن الوثوق به، وبالتأكيد مع أهمية زيارة المراكز الطبية المتخصصة في الأمراض النفسية ، وفي محاولة لتقريب الصورة عن جزء من طبيعة الاختبارات التي تجرى لتحديد مرضى الفصام فإن هناك أسئلة بسيطة يتم توجيهها إلى المريض المحتمل لتحدد إجابته حقيقة ما إذا كان يعاني من المرض أم لا .

فعلى سبيل المثال من الطبيعي أن يجيب أي شخص عن سؤال متعلق بالشيء المشابه بين الطائرة والقتال بأنهما من وسائل المواصلات وهو الحال نفسه بالنسبة لمريض الفصام، ولكن بتوجيه سؤال آخر لشخص طبيعي وآخر مصاب بالفصام عن العلاقة بين القلم والحذاء فإن إجابة الشخص الطبيعي ستكون بأنه لا يوجد علاقة بينهما، بينما إجابة مريض الفصام ستكون بأن كلاً من القلم والحذاء يتركان أثراً خلفهما.
فمرضى الفصام دائماً ما يمتلكون إجابات عبقرية ومبدعة وغير متوقعة على أسئلة لا يستطيع الأشخاص الطبيعيون المعافون الإجابة عنها أو حتى الاقتراب من ذلك .

ويعد مرض الفصام كأمراض السكري أو الضغط وغيرهما ، حيث يحتاج إلى علاج دائم حتى يستقيم وضع المريض ، أما في حالة توقف العلاج تعود الإصابة مرة أخرى ، و مريض الفصام يستطيع أن يحيا و يعيش مع العلاج حياة مستقرة ويمكن له أيضاً أن يتزوج وينجب و أن يقوم بجميع الأنشطة الطبيعية مثل الشخص السليم

فمن أهم الأفلام التى تعرضت لمرض الفصام بشكل مفصل هو فيلم
A Beautiful Mind
فيلم أمريكي إنتاج 2001، يحكي قصة حقيقية عن حياة جون فوربس ناش الحائز علي جائزة نوبل في الاقتصاد، والمُصاب بالفصام “شيزوفرينيا” وهو اضطراب نفسي يتسم بسلوك اجتماعي غير طبيعي، يُعاني صاحبه من عدم القُدرة على تمييز الواقع إذ يختلط عليه الأمر نتيجة الأعراض التي يُعاني منها على رأسها التوهمات، الاضطرابات الفكرية والهلاوس السمعية. وهو ما يجعل المريض مسلوب الإرادة، غير راغب في الانخراط بالحياة الاجتماعية وغير قادر على التعبير عن مشاعره.

الفيلم بطولة راسل كرو وجينيفر كونيلي، حصد وقتها 4 جوائز أوسكار بسبب الآداء الفَذ للممثلين، بالإضافة للإخراج المُتميز، والكتابة التي رغم طبيعة الفيلم الذي يتناول حياة عالم رياضيات بكل المُعادلات المُعقدة وغير المفهومة إلا أنه جاء عاطفياً ونجح في مَس قلوب المُشاهدين. ولعل ما ميَّز الكتابة هو حرصها على الحفاظ على التشويق وعدم كشف كل الأوراق حتى النهاية ما جعل الأمر مُثيراً ويحتاج للكثير من التركيز .

x

‎قد يُعجبك أيضاً

المهارات الحياتية اللازمة للنجاح في الحياة الشخصية والمهنية

#الدولة_الآنتعدّ المهارات الحياتية سلوكيات تساعد الأفراد على إدارة شؤون حياتهم بشكل مثالي، والتعامل مع تحديات ...

youporn