وراء كل مثل حكاية : ” القشة التي قصمت ظهر البعير “
في الأسرة والمجتمع
917 زيارة
كتبت : أسماء البردينى
اعتاد الأجداد على إطلاق مثل تلك الأمثال لحكمة ورائها حتى يتذكر هذه الحكمة كل من يردد ذلك المثل، والحكمة التي يدور حولها ذلك المثل هو النصيحة ومدى تقبل الآخر.
القشة التي قصمت ظهر البعير هو أحد الأمثال الشعبية التي تداولها العرب قديمًا، حيث كان الناس في العصر القديم يعتمدون في تجارتهم ونقل بضائعهم على البعير من النوق والجمال والحمير فكانت هي وسيلة النقل الوحيدة الموجودة في ذلك الوقت، والمثل يدور حول أحد التجار الذي زاد في حمولته على البعير حتى سقطت في الأرض وقصمت ظهرها.
يحكى أن أحد التجار كانت له تجارة كبيرة وواسعة وفي أحد المرات وأثناء سفره في إحدى رحلاته التجارية، قام بشراء العديد والعديد من التجارة فقد كانت أكبر صفقة تجارية له على مر حياته ولكنه لم يكن معه من العير ما يتحمل هذه الكمية من المشتروات فأشار عليه التجار رفقاءه في الرحلة التجارية بأن يشتري بعير حتى يستطيع تحميل عليه هذه الزيادات أو يخفض من الحمولة لكنه كان قد نفد ماله، فتكبر أن يخبرهم بذلك فقال لهم أنه يعلم جيدًا كيف يقوم بتحميل هذه الحمولة الزائدة على البعير التي معه من النوق والجمال.
وبالفعل في صباح اليوم التالي جعل يرفع حمولته على البعير ويزيد فيها والناس من حوله ينظرون ويتعجبون لفعله وصنيعه وجعل يزيد فيها والبعير متماسك ومتزن حتى جاء بربطة صغيرة من القش ووضعها فوق حمولته من البضائع، فما كان من النوق إلا أن وقعت على الأرض ووقعت جميع حمولتها وذلك لعدم تحملها فوق طاقتها، فصار الناس يتحدثون أن ربطة القش الضعيفة كانت هي السبب في وقوع البعير على الأرض وصاروا يرددون “القشة التي قصمت ظهر البعير” ولكنهم كانوا يعلمون جيدًا أن الذي قصم ظهر البعير هو عناد ذلك التاجر وتكبره عن السماع لنصيحة أصدقاؤه من التجار.
القشة التي قصمت ظهر البعير حكايات الامثال 2019-01-16