أبطال منسيون.. من هو العميد “أحمد إسماعيل عطية” قائد الكتيبة “18” مشاة ؟!

تقرير: سلمى يوسف

في ذكرى الانتصار المجيد للجيش المصري في “السادس” من أكتوبر، يجدر بنا ذكر أبطال القصة كاملة، بدءًا من قادة الحرب معارك وحتى أصغر جندي فيها، فعلى الرغم من ضراوة المعارك، إلا أن القوات المصرية أثبتت جدارتها وبطولة أبنائها، ومن أبطال حرب “السادس” من أكتوبر قائد الكتيبة “18” مُشاة العميد “أحمد إسماعيل عطية”.

كان العميد “أحمد إسماعيل عطية” قائدًا ميدانيًا مميزًا، وأظهر شجاعة استثنائية خلال معركة كبريت، وهي المعركة التي خاضتها الكتيبة “18” مشاة ضد القوات الإسرائيلية، حيث صدرت الأوامر للكتيبة بعبور قناة السويس والاستيلاء على موقع حصن كبريت يوم “17” أكتوبر “1973”، وهو أحد المواقع الحصينة في خط بارليف، وتمكنت الكتيبة بالفعل من تحرير الموقع ورفع العلم المصري عليه.

بعد أيام من تحرير الموقع، تعرضت الكتيبة للحصار من قِبل القوات الإسرائيلية التي طوقت الموقع بشكل كامل، ورغم الحصار الشديد ونقص الإمدادات والطعام والماء، استطاع العميد “أحمد إسماعيل عطية” قيادة رجاله وصمودهم لمدة “134” يومًا حتى بعد وقف إطلاق النار، وخلال فترة الحصار، أظهر العميد البطل قدرات قيادية عالية، حيث نجح في تنظيم الجنود وضمان توزيع الإمدادات الشحيحة بشكل يضمن بقاءهم على قيد الحياة وصمودهم أمام الضغوط الإسرائيلية.

كان لكتيبته دور محوري في (معركة المزرعة الصينية)، حيث أن الكتيبة “18” كانت جزءًا من الفرقة “16” مشاة التي تولت التصدي للهجمات الإسرائيلية الشرسة في تلك المنطقة، تمركزت الكتيبة في مواقع استراتيجية على طول منطقة المزرعة الصينية، حيث واجهت الهجمات الإسرائيلية المتتالية، وكانت جزءًا من خط الدفاع الأول، واستطاعت تأمين المواقع المصرية المهمة.

رغم تفوق الإسرائيليين في عدد الدبابات والأسلحة الثقيلة، استطاعت الكتيبة “18” بقيادة العميد “أحمد إسماعيل عطية” أن تصد عدة هجمات بالدبابات باستخدام أسلحة مضادة للدروع وتكتيكات دفاعية دقيقة، تميزت المعركة بشراسة القتال وضراوة الهجمات الجوية والبرية، لكن الكتيبة بقيت صامدة، واستطاعت أن تحافظ على خطوط الدفاع المصرية وتمنع الإسرائيليين من تحقيق أي تقدم في المنطقة.

استطاعت القوات المصرية منع القوات الإسرائيلية من تحقيق أهدافها بالسيطرة على منطقة المزرعة الصينية، كما تكبدت القوات الإسرائيلية خسائر كبيرة في الدبابات والأرواح نتيجة للتكتيكات الدفاعية المحكمة التي اتبعتها القوات المصرية، ما أوقف الهجوم الإسرائيلي في تلك المنطقة وأعاق تقدمهم نحو منطقة الدفرسوار، أسهمت المعركة في تعطيل الهجوم الإسرائيلي على الجبهة المصرية وأبطأت تحركاتهم نحو أهدافهم الاستراتيجية.

ذكر الفريق “سعد الدين الشاذلي” أن عطية كان لديه فهم عميق للمعركة وظروفها، واستطاع استخدام تكتيكات دفاعية فعالة رغم التفوق العددي والتقني للإسرائيليين، كما وصف “الشاذلي” الكتيبة “18” وصمودها في مواجهة الهجمات الإسرائيلية، وأشاد بالتضحيات التي قدمها الجنود تحت قيادة “عطية”، مشيرًا إلى أنهم واجهوا صعوبات كبيرة ولكنهم تمكنوا من الحفاظ على مواقعهم.

نتيجة لدوره القيادي وصموده البطولي في المعركة، حصل العميد “أحمد إسماعيل عطية” على تكريم رسمي من القيادة المصرية، حيث أنه من القادة العسكريين الذين تم تكريمهم لمساهماتهم في الحرب، ودورهم البطولي في تحقيق النصر.