تقرير : عبدالرحمن محمد
في خطوة تاريخية تُبرز التزام دول “بريكس” بالقضايا الدولية الكبرى، أعلنت اليوم الأربعاء دعمها الكامل لقبول دولة فلسطين كعضو كامل في الأمم المتحدة، جاء هذا الإعلان خلال قمة بريكس التي انعقدت في مدينة قازان، وأكد فيه القادة التزامهم بحل الدولتين كحل مستدام للأزمة الفلسطينية، وذلك ضمن إطار القانون الدولي وقرارات الأمم المتحدة، وفي ظل تدهور الوضع في قطاع غزة، تبرز هذه الخطوة كجزء من الجهود المستمرة لتحقيق سلام عادل وشامل في المنطقة.
البيان الرسمي الصادر عن القمة شدد على ضرورة إنشاء دولة فلسطينية ذات سيادة ، وعاصمتها القدس الشرقية، كما أكد القادة أن هذه الدولة يجب أن تعيش جنبًا إلى جنب مع إسرائيل في سلام وأمن، بما يتماشى مع المبادرات الدولية، وعلى رأسها مبادرة السلام العربية، وتعتبر هذه الدعوة تأكيدًا على التزام “بريكس” بالقانون الدولي كسبيل لتحقيق الاستقرار في الشرق الأوسط.
في السياق ذاته، أدان قادة “بريكس” بشدة الهجمات الإسرائيلية على موظفي الأمم المتحدة والبنية التحتية المدنية في الأراضي الفلسطينية، بما في ذلك قطاع غزة والضفة الغربية، معربين عن قلقهم البالغ إزاء الأزمة الإنسانية المتفاقمة، نتيجة العمليات العسكرية الإسرائيلية المتواصلة والتي أسفرت عن مقتل وإصابة أعداد كبيرة من المدنيين، وتدمير واسع النطاق للمرافق الحيوية.
وطالب القادة المجتمع الدولي بالتدخل العاجل لإيقاف هذه العمليات العسكرية وضمان تقديم المساعدات الإنسانية الفورية والواسعة النطاق إلى قطاع غزة، وأشار البيان إلى أن التباطؤ في إمداد المساعدات الإنسانية للقطاع يمثل خرقًا واضحًا للمعايير الدولية ويزيد من معاناة الشعب الفلسطيني، مطالبين بإطلاق سراح جميع الرهائن المحتجزين من الجانبين.
البيان لم يكتفِ بالإدانة فحسب، بل دعا أيضًا إلى التنفيذ الكامل لقرارات مجلس الأمن المتعلقة بالوضع في فلسطين، بما في ذلك قرارات “2712” و”2720″ و”2728″ و”2735″، وأكد القادة ضرورة ضمان وصول المساعدات الإنسانية دون عوائق، مشيرين إلى أن استمرار التصعيد العسكري يعزز من حدة التطرف ويهدد الأمن الإقليمي والدولي.
وفي إطار دعمها لحل شامل، شددت دول “بريكس” على أهمية إنشاء منطقة خالية من الأسلحة النووية وأسلحة الدمار الشامل في الشرق الأوسط، هذه الخطوة تأتي ضمن سلسلة من الجهود الدولية الرامية إلى تقليل التوترات في المنطقة ومنع انتشار الأسلحة التي تهدد الاستقرار.
وفي الختام، حث قادة “بريكس” كافة الأطراف المعنية على ضبط النفس وتجنب الأعمال التصعيدية التي من شأنها تعقيد الوضع أكثر، مع التأكيد على أن السلام المستدام لا يمكن تحقيقه إلا من خلال الحوار السياسي واحترام حقوق الإنسان، مؤكدين علي دعمهم للقضية الفلسطينية والعمل على تعزيز الجهود الدولية لحل النزاع.
تأتي هذه الخطوة في ظل تصاعد التوترات في الشرق الأوسط، وتعتبر إعلان قازان نقطة تحول في دعم المجتمع الدولي لحل الأزمة الفلسطينية، وتقديم دعم فعلي يهدف إلى إنهاء الاحتلال وتحقيق استقلال دولة فلسطين.