ألقى الدكتور “أيمن عاشور”، وزير التعليم العالي والبحث العلمي محاضرة في كلية القادة والأركان بعنوان الإستراتيجية الوطنية للتعليم العالي والبحث العلمي “2030” والخطط التنفيذية.
في مستهل كلمته، أعرب الوزير عن شكره لأسرة كلية القادة والأركان، مشيدًا بمكانتها كأحد أبرز صروح العلم في القوات المسلحة على مستوى الوطن العربي وأفريقيا، حيث أن الكلية تلعب دورًا حيويًّا في إعداد القيادات العسكرية، وتركز على تزويد دارسيها بالمعارف والمهارات اللازمة وفقًا لأعلى المعايير العالمية، مؤكدًا التزام الكلية بتطوير المناهج التعليمية، والبرامج التدريبية التي تعزز من كفاءة وقدرات الضباط.
وبيّن “عاشور” أن منظومة التعليم العالي قطعت شوطًا كبيرًا في مجال التطوير والتحديث بوجه عام خلال السنوات “العشر” الماضية، لتكون قادرة على الوفاء بدورها وأداء رسالتها الأكاديمية والمجتمعية على النحو المنشود، لافتًا إلى أنه أصبح لدينا “28” جامعة حكومية، و”35″ جامعة خاصة، و”20″ جامعة أهلية، و”10″ جامعات تكنولوجية، و”سبعة” أفرع لجامعات أجنبية، و”176″ معهدًا عاليًا حكوميًّا وخاصًّا، و”11″ مركزًا بحثيًّا، و”125″ مستشفى جامعيًّا، وما يقرب من “ثلاثة ملايين” و”نصف المليون” طالب، و”150 ألف” طالب وافد، و”122 ألف” عضو هيئة تدريس، و”220 ألف” طالب دراسات عليا، و”321 ألف” عضو هيئة تدريس ومعيد وطبيب مقيم، و”13505″ عضو هيئة بحوث ومعاونيهم.
شدد الوزير على أهمية تبني برامج تعليمية متعددة التخصصات لمواجهة التحديات المعقدة التي يواجهها المجتمع، مؤكدًا ضرورة صياغة برامج تعليمية حديثة، حيث أن الوزارة تعمل على تطوير قدرات أعضاء هيئة التدريس لتصميم هذه البرامج، من خلال إرسالهم إلى الخارج للاطلاع على أفضل الممارسات في تصميم البرامج البينية، كما تم إطلاق أول شبكة للعلوم البينية تضم أعضاء هيئة التدريس، بالإضافة إلى إنشاء هيئة متخصصة لدعم وتطوير الجامعات المصرية بالتعاون مع الجامعات الدولية المرموقة.
كما أكد سيادته حرص الوزارة على تحقيق الجودة في مؤسسات التعليم العالي على المستويين الوطني والدولي، موضحًا أن إستراتيجية الوزارة تركز على إنشاء تخصصات دولية جديدة، وتعزيز البرامج المشتركة، واعتماد نظام تسجيل دولي جديد، مما يسهم في رفع تصنيف الجامعات المصرية عالميًا، وجذب المزيد من الطلاب الوافدين، كما أشار إلى أن الفترة المقبلة ستشهد توقيع المزيد من اتفاقيات التعاون والشراكة مع دول ذات تجارب متميزة، مثل: الولايات المتحدة، ألمانيا، إنجلترا، إيطاليا، وفرنسا، الصين في مجالات التعليم العالي والبحث العلمي، وبخاصة في مجالات العلوم التكنولوجية، وكذلك في المجالات العلمية والتقنية التي تحتاجها مصر.
في نفس الإطار، لفت “عاشور” إلى أن منظومة المستشفيات الجامعية شهدت قفزة غير مسبوقة بفضل اهتمام الدولة بتطوير قطاع الرعاية الصحية، حيث بلغ عدد المستشفيات الجامعية “125” مستشفى، مشيرًا إلى مشاركة المستشفيات بفاعلية في تنفيذ عدة مبادرات رئاسية، منها “التشخيص عن بُعد” ومبادرة “القضاء على قوائم الانتظار”، حيث تم علاج “375 ألف” حالة، محققًا نسبة إنجاز بلغت “80%” في عدة تخصصات طبية، كما شاركت المستشفيات في “12” محافظة في المبادرات الرئاسية للاكتشاف المبكر وعلاج الأورام، مثل “صحة المرأة” وكشف السرطانات المختلفة، فضلا عن إطلاق “535” قافلة طبية، ونجاح الوزارة في محو أمية “332442” مواطنًا، وإطلاق “1025” قافلة، بالتعاون مع المبادرة الرئاسية “حياة كريمة” واستفاد منها ما يقرب من “461029” مواطنًا.
وفيما يتعلق بالاستثمار في التعليم العالي والبحث العلمي، نوّه الوزير إلى موافقة مجلس الوزراء على الترخيص لهيئة دعم وتطوير التعليم بتأسيس شركة “صندوق مصر لدعم وتطوير التعليم” بالتعاون مع صندوق مصر السيادي، وتهدف الشركة إلى تشجيع الاستثمار في التعليم، بمشاركة القطاع الخاص، وتعزيز الشراكات مع الجهات الأجنبية، وستقوم بالاستثمار مع مشغلين محليين ودوليين لدعم فرص التعليم العالي وفقًا لمعايير الجودة العالمية، كما سيتم تأسيس شركة “مصر للتعليم الدولي” لتطوير أربعة نماذج لجامعات دولية جديدة تجمع بين فروع الجامعات الدولية والجامعات التكنولوجية.