التبعات الإيجابية بالتربية العاطفية ” موسوعة الأم والطفل “
في الأسرة والمجتمع
726 زيارة
كتبت / هدير الحسيني
تحدثنا في المقال السابق عن أهمية تربية طفل يمتلك ذكاءً عاطفياً وذكرنا إلي أى مدى يؤثر هذا الذكاء في تنمية مهارات الطفل الإجتماعية ، وفي هذا المقال سوف نتعرف علي ما هو سر تربية أطفال أذكياء عاطفياً وكيف نقوم بتربيتهم لكي يمتلكون هذا الذكاء:
أشارت الموسوعة أن علي الوالدين الإعتراف بعواطف أطفالهم ويكونان معهم في كل ما يخص حياتهم. لكي يشعُر الطفل أنهما متعاطفين معه ومع شعوره فلكي يتحقق هذا ونبين هذا لأطفالنا عليك أن تقوم بالخطوات الأتية:
أولاً_ عليك أن تعترف بشعور طفلك :
عندما يُظهر الطفل أى نوع من العاطفة (سعادة ، حزن ، إحباط ، أو خوف ) فعليك أن تعبر عن هذا الشعور لطفلك وتُسمي الشعور بإسمه فعلي سبيل المثال : قول له (أرى إنك قلق ، أو إنك تبدو منزعجاً ) ، وحينما تقولون هذا عليكم أن تتأكدوا من تعبيرات وجوهكم ونغمة صوتكم وأسلوبكم العام إتجاه الشعور الذي يشعُر بهِ طفلك .
إننا نجد كثيراً من الآباء لا يتعاطفون ولا يتعايشون مع شعور طفلهم بل يتجاهلونه ولا يُبدى منهم أى تعاطف نحوه فكيف تكون نفسية هؤلاء الأطفال هل تكون نفسية سوية أم نفسية مضطربة ومشوشة ؟ ، أن الطفل يُريد من والديه أن يتشاركون معه في كل شئ لأن هذا يضمن له الأمان والإطمئنان ويضمن له الثقة المتبادلة نحوهم لأنهما يشعُران بهِ ويتفاهمون شعوره .
فعندما تجد ولدك خائف لا تقل له إنك رجلاً والرجال لا يخافون من شئ أو تتجاهل خوفه مهما كان الأمر بسيط بالنسبة لك فبالنسبة له الأمر مريب ولا بد أن تتعامل معه بحكمة لينة وليست مهينة ، عليك أن تعبر عن شعوره هذا وتقول له “أراك خائفاً ” ما رأيك نتحاور فيما يُخيفك عليكَ أن تفسح له المجال لكي يعبر عن كل ما يشعر بهِ ، ولكن كما ذكرنا من قبل عليكَ أن تحذر من تعبيرات وجهك ففي هذا الشعور لا تظهر الإبتسام ولا تُبين له أنه أمراً عادياً ولا يستحق هذا الخوف ، بل عليك أن تتعاطف مع كل كلمة يقولها طفلك لأن إذا شعر الطفل إنك تتعامل مع شعوره ببرود فبالتأكيد سوف يغضب ويشعر بأن والديهِ لا يفهمونه ولا يشعرون بهِ .
ثاني خطوات ا لتدريب العاطفي : (هو تقبل شعور طفلك)
نجد كثيراً من الآباء يجادلون أطفالهم في شعورهم وهذا يسبب للطفل الغضب ويتغير شعوره فعلي سبيل المثال : يقول الطفل إنني لا أُريد أن أذهب للحديقة علي الرغم أنه يحب النزهة ، ولكنه لا يُريد الذهاب في وقتاً ما ففي هذا الأمر لا تقوم بالإلحاء عليهِ لكي يقول السبب أو تجبره علي الذهاب ، بل كل ما عليك في هذا الموقف إنكَ تتقبل شعوره وتُقدرها لكي يشُعر الطفل بأنكما تتفاهمون شعوره .
ثالث هذة الخطوات : (علي الوالدين أن يكونوا مع أطفالهم في شعورهم)
حينما تكون المشاعر قوية فيجب عليهم أن يكونا معها أو يجاريانها ” وهنا نُعني أنكَ تجلس مع طفلك بعد التعبير عن شعوره وقبول الوالدين هذا الشعور ، ونتطرق لمثال لكي يتضح الأمر : إذا افترضنا أن الطفل قال لوالدته أنه رسب في الإمتحان على الرغم أنه بذل قصارى جهده في المذاكرة ، فماذا يجب علي الأم أن تفعل في هذا الموقف هل تتحدث معه أم تتركه لكي يهدأ ؟ بالتأكيد أن الأم عليها أن تتركه لكي يهدأ ويتعايش مع شعوره هذا ويتقبله لأن ليس من الصحيح أن نتجاهل شعورنا ، بل علينا أن نتقبلها ونتعايش معها ولكن احذر أن تستغرق منك وقتاً طويلاً وتستنفذ طاقتك وحياتك فالطفل كذلك عليك أن تتركه لكي يهدأ وبعد ذلك يأتي دورك أن تجلس وتتحدث وتفكر معه ماذا يجب علينا أن نفعله في المرحلة القادمة لنكون أفضل .
وقد ذكرت الموسوعة أن تلك الخطوات الثلاثة هي فرصة للطفل لكي يعالج مشاعره وتساعده في التخلص من عواطفه السلبية بإطلاق العنان لها بدلاً من كبتها نحن عندما نُعبر عن عواطفنا المفرحة والحزينة هذا التعبير يؤدى بنا إلى الأداء الصحي ، وعلي العكس عندما نكبت عواطفنا ونتجاهلها سوف تظهر علي فترات بعيدة ولكن ليس بصورة صحيحة وبذلك سوف تؤدى بنا إلى الألم الجسدى أو صعوبات عاطفية ، فالعواطف التي يطلق لها العنان هي مفتاح الذكاء العاطفي وجميع تبعاته الإيجابية .
ولنا لقاءً آخر لإستكمال حديثنا عن التربية العاطفية .
2019-03-06