نقاء الحب
في الأسرة والمجتمع
1,278 زيارة
بقلم / هدير الحسيني
كيف يكون الحب ونجد في الحب الخيانة ، كيف يكون الحب ونجد في الحب الندامة ، كيف يكون الحب ونجد فيهِ الخفاء ، كيف يكون الحب ونحن نُريد أن يكونَ فيهِ النقاء ، كيف نُحب ونحن لا ندري هل هذا الشخص يُحبنا حباً حقيقياً ، كيف نُحب ونحن لا نستطيع أن نُعبر عن حُبنا لغيرنا .
والأعجب أننا نشعُر بحُبنا عندما يموت أحداً منا ، نشعُر بعطفنا عندما يمُرض ويغيب أحداً عنا .
فهل الحب أصبح مجاملات لكي لا نجرح أحد ، أم الحب عبارة عن هتافات لنُظهر لغيرنا أننا نمُلك قلباً يشعُر ويُحب كلٌ من حولنا .
كيف أصبحت كلمة الحبيب تُقال لمن نعرفه أو لا نعرفه تُقال لمجرد أنها كلمة ولكننا نتجاهل معناها وتأثيرها .
كيف علينا أن نُحب أقرب الناس إلينا ونحن بداخلنا غير مسامحين لما فعلوه فينا ولكننا مُطالبين أن نُحبهم ونودهم مهما كان فعلهم .
ما معني الحب ونحن نُمل ونتضايق عندما يصرخ طفلاً أو يُخرب شيئاً أو يُكرر سؤالاً ، ولكننا نُردد ونقول أننا نعشق الأطفال فهم زينة الحياة ويتمعتون بالبراءة والمُحاباة .
ما معني الحب ونحن نعصي الله ونبتعد وننشغل دائماً بأحلامنا وطموحاتنا عن ذكر وحب الله ، والله محبة ولكن هل نُفكر ونسعي لمحبته قبل عبادته
حقاً الأن لا أدرى ما هو الحب وكيف نجد نقاء الحب !
كثيراً منا يقول أن الحياة أصبحت تُلاهينا عن أجمل ما فينا نردد هذة الجملة لكي نتهم الحياة بذنوباً لم ترتكبها ، إنما نحن الذي نُذنب في حق أنفسنا وحق غيرنا أعظم الذنوب ، وكثيراً ما نقول أن الحياة لا بد أن يكون فيها الجدَّ والمرح فأصبحنا نشعُر بالحب ونضعه في أوقات المرح والفرح ، ولكن أوقات الجدَّ والعمل أصبح لا يُصلح فيها الحب ، إنما يُصلح فيها أننا نكون قساة القلب والعقل ، يُصلح أن تشغلنا وتبعدُنا عن أحبابنا وتعبيرنا عن مشاعرنا نحوهم وتترك بداخلنا كل مشاعرنا الجميلة والحزينة إلي أن يموتون ، ووقتها نشعُر بالندم ونردد ليت يرجعون ليت يفهمون إلي أى مدى كنا نُحبهم ، ليت يرجعون لكي نفهم منهم لماذا كانوا يفعلون هذا وقصروا في حقنا ، والندم الأكبر إنكَ لا تفهم شخصاً فهماً حقيقياً غير بعد موتهِ لإنكَ سوف تجد أثرهِ في غيرهِ سوف تجد إلي أى مدى كان حنوناً وعطوفاً مع غيرهِ ، ولكن قد خدعتكَ المواقف والأفكار نحوهِ .
وكيف يكون الحب أننا نتزوج ونُولد الأبناء وبعد هذا تنتهي الأهواء ، تنتهي لمجرد أننا أنهينا قصة مُكررة في كل الأنحاء .
ياله من شعوراً متناقض تناقض العمياء ، نشعُر بهِ ولكننا لا نراه نحسه ولكننا لا نستطيع أن نلسمه ، فكيف يكون الحب وما هو نقاء الحب !
فهل سوف نجد نقاء الحب أم سوف نعيشُ في مهب ، مهب الحب الذي يأتي وينتهي سريعاً مثل الريح يأتي وينتهي بإنتهاء مصالحنا وعلاقتنا ينتهي بإنتهاء صداقتنا وذكرياتنا .
ولكننا بالتأكيد نجد نقاء الحب مع أشخاصاً أنقياء وأبرياء بالفعل ولكن مع الأسف لا نجتمع بهم إلا قليلاً من وقتنا .
فنقاء الحب من نقاء المُحب ، المُحب الذي يحُبنا لذاتنا ، المُحب الذي يحُبنا لخلق الله لنا ، يُحُبنا مهما أخطائنا في أفعالنا ، المُحب الذي يحُبنا بعيوبنا وكل ما فينا ، يحُبنا بلا شروطاً أو قيود ، يحُبنا بلا مصالح أو عقود .
ولكن كيف نجد نقاء الحب في الجدَّ
أننا نجده عندما نكون واضحين ، نجده عندما نكون صادقين ، عندما نُريد لبعضنا الخير ونبتعد عن ما يؤذينا من شر ، نجده عندما نحترم في تعاملنا مع بعضنا البعض وهذا ليس بالمستحيل إنما بهذا سوف نرتقي سوياً فعلاً وقولاً وعملاً .
فهل سوف نجد نقاء الحب في كل الأوقات أم سوف نجده في بعض اللحظات !
لحظاتً عندما تنتهي تتوقف معها كل الساعات لأننا تعايشنا وحلمنا بكل قلوبنا أن يبقي نقاء الحب في كل الحياة .
نقاء الحب 2019-04-04