porno.com
الرئيسية » منوعات » المسحراتي : نكهة الشهر الفضيل وبهجة الكبار والصغار

المسحراتي : نكهة الشهر الفضيل وبهجة الكبار والصغار

#الدولة_الآن

 كتبت : أسماء البردينى

ومع مرور أيام شهر رمضان الفضيل إلا أنه مازال متجولا فى كل الأماكن تناسى ما يسمى بالتكنولوجيا وتناسى الزحام فى الشوارع وكأنه يتجول عبر آلة الزمن حاملا طبلة صغيرة، يتمتع بصوت حسن، مرتديا عباءة، مرددا كلمات تطرب الآذان، يوقظ النائمين ليبدأوا رحلة يومهم الرباني بما أوصى به رسولهم ” تسحروا فإن في السحور بركة”، هذا ما أنس عليه الصائمون لسنوات طويلة على مر العصور من مهنة المسحراتي، التي بدأت في الإندثار.

ومنذ أن فرض الله سبحانه وتعالي علي المسلمين فريضة الصيام، وأباح لهم الأكل والشراب حتي أذان الفجر أصبح هناك ما يسمي بطعام السحور وقد اختلفت طرق وأساليب السحور وإيقاظ النائمين من عصر لعصر، ففي عهد الرسول صلي الله عليه وسلم كلف رسولنا الكريم أول مؤذن في الإسلام صاحب الصوت القوي الجميل بلال بن رباح رضي الله عنه ومعه ابن أم كلثوم يقومان بمهمة التسحير بالوقوف فوق أعلي مكان وإيقاظ الناس ، حيث يؤذّن فيتناول النّاس السّحور، ويؤذن ثانية فيمتنع النّاس عن تناول الطّعام .

وعلى مستوى مصر، كان أول من نادى بالتسحير عنبسة ابن اسحاق عام 228 هـجرية وكان واليًا على مصر، و يذهب سائرًا على قدميه من مدينة العسكر في الفسطاط إلى جامع عمرو بن العاص وينادي النّاس بالسحور، و اسمه عنبسة بن اسحاق بن شمر بن عيسى بن عنبسة الأمير أبو حاتم وقيل‏:‏ أبو جابر وهو من أهل هراة وهي مدينة في أفغانستان حاليًا، و تولى ولاية مصر بعد عزل عبد الواحد بن يحيى ، وولاه الخليفة العباسي المنتصر محمد بن الخليفة المتوكل على الله جعفر.

وفي العصر الفاطمي ظهر “ابن نقطة” تحديدا عام 597هـ، واخترع المسحراتي فناً شعرياً شعبياً كان يسمي بـ”القومة” وتعود التسمية إلي فعل “القيام” وكان ابن نقطة بأسلوبه وأشعاره أحد الأسباب التي دفعت كل المسحراتية الذين ظهروا بعده في التفنن وارتجال جمل وكلمات وعبارات طريفة وجديدة لإيقاظ الصائمين.

وشهد القرن الثامن الهجري ظاهرة تعليق القناديل فوق المآذن لتحدد للناس مواعيد السحور والإمساك، حيث كانت المصابيح تضاء طالما أن موعد السحور باقيا، ويتم إطفاؤها مع اقتراب موعد الفجر. وكان المسحراتية في هذا الوقت يقومون بالدق علي الطبلة البارزة، وهم يقدمون أناشيد ومدائح نبوية، والطريف أن المسحراتية في هذا الوقت لم يكونوا يكتفون بتنبيه الناس للسحور فحسب، بينما كانوا ينبهونهم أيضا للإمساك والتوقف عن الشراب والطعام.. وكانوا أيضا مع نهايات الشهر ينشدون مديح آخر الشهر ويطلقون عليه الوداع أو الخاتمة.

ومن العبارات المشهورة للمسحّرين على مدار تاريخ مصر قولهم:
يا نايم وحّد الدّايم يا غافي وحّـد الله
يا نايم وحّد مولاك للي خلقك ما بنساك
قوموا إلى سحوركم جاء رمضان يزوركم

ولم يكن المسحراتي خلال الشهر الكريم يتقاضى أجرًا، وكان ينتظر حتى أول أيام العيد فيمر بالمنازل، ومعه طبلته المعهودة، فيوالي الضّرب على طبلته، فيهب له النّاس بالمال والهدايا والحلويّات ويبادلونه عبارات التّهنئة بالعيد السّعيد، ولاحقًا أصبح يقول عبارات:
اصحي يا نايم وحد الدايم.. وقول نويت بكرة إن حييت.. الشهر صايم والفجر قايم.. ورمضان كريم، السحور يا عباد الله يا نايم اذكر الله.. يا نايم وحّد الله.

وانتشرت المهنة أكثر وأكثر فاصبح لا يخلو شارع، من مسحراتي خاص به، يتلو أجمل الكلمات ويخرج إليه القاطنين به، يملوه أسماء ابناءهم ليرددها داخل عبارات غنائية جميلة ، وانتشرت المهنة بشكل كبير لتصل إلى بلاد الشام الذين أضفوا عليها نوعا من الفن الغنائي يسمى القومة الغنائي، وهو خاص بسحور مضان، ومن أشهر كلماته في الشام ‘‏ يا نياما قوموا‏..‏ قوموا للسحور قوموا‏’.

ومن أدوات المسحراتي في مصر طبلة صغيرة، يدق عليها بيده، بينما في أهل اليمن، كانوا في البداية يدقون على أبواب المنازل بالنبابيت لإيقاظ النائمين، وأهل الشّام كانوا يطوفون على البيوت ويعزفون على العيدان والطّنابير وينشدون أناشيد خاصّة برمضان.
يستخدم المسحراتي، في نداءاته عبارات شهيرة، بمجرد سماعها، يُعرف مروره، وينتبه إليه المسلمين، لسماع اسماءهم اللاتي حفظها خلال الشهر، ومنه؛ اصحى يا نايم وحد الدايم، وقول نويت بكرة إن حييت، الشهر صايم والفجر قايم، ورمضان كريم، السحور يا عباد الله يا نايم اذكر الله، يا نايم وحد الله.
ومستخدما الاسماء قائلا، قوم …….. .. سحورك ليوم جديد.

وخلال السنوات الأخيرة، نجد اندثار للمهنة بشكل تدريجي، فبدأ اختفاءها من الأحياء الراقية، وظلت موجودة في الأحياء الشعبية والقرى، إلى أن بدات هي الأخرى رحلتها إلى الإندثار وذلك لإنتشار الهواتف التي تشتمل على برامج الآذان والسحور، بما فيها صوت المسحراتي، غزت معظم البيوت، وهذا مؤسف حقا فضلا عن اعتماد الناس على التلفزيون والمنبه للاستيقاظ وقت السحور ، كما ان الحالة الاقتصادية لها تأثير بالغ في اختفاء المهنة، والتي تعتمد على جود الناس وعطاءهم، دون راتب محدد، فلا تسهم في سد احتياجات المتطوعين الذين يجوبون الشوارع طوال الليل.

x

‎قد يُعجبك أيضاً

” سما رامى ” ملكة جمال متلازمة داون تحصل على بكالوريوس إدارة لوجستيات التجارة والنقل الدولى

#الدولة_الآن كتبت: أمينة حمدي “سما رامي” ملكة جمال متلازمة داون وأيقونة ذوي الهمم ،ناشطة في ...

youporn