porno.com
الرئيسية » عاجل » الإعلانات: وسيلة غسيل للمخ وأداة للسعادة المؤقتة

الإعلانات: وسيلة غسيل للمخ وأداة للسعادة المؤقتة

#الدولة_الآن

    كتبت : أسماء البردينى

الإعلانات والعلامات التجارية تعتبر أداة غسيل للمخ ، وذلك بالصوت والصورة، وربما بالأغنية المشوقة، وبأساليب أخرى خفية، لإقناع المستهلكين صغاراً وكباراً بأهمية سلعهم وبضائعهم المعلنة من قبل مصمّمين للاعلانات متخصصين في الدعاية والإعلان، وهذا ما يجعل المستهلك يسير وراء الاعلان ويشترى المنتج المروج له حتى يحصل على السعادة أو التميز وذلك من وجهة نظره ،فالإعلان مسار تثقيفى استهلاكى ويرسم صورة ذهنية مثالية للفرد إذا حصل على المنتج وذلك فى مخيلته .

فنجد كثيرا من الإعلانات تحرص بأن تكون مرتبطة بالسعادة. وبالتالي، فإنّ مدى فهم العاملين في المجال الإعلانيّ لهذا الأمر وأخذه بعين الاعتبار يُعدّ أمرًا أساسيًّا ومركزيًّا. وقد تمّ استخدام السعادة والابتسامات في الإعلانات قديمًا اعتمادًا على الحدس، أمّا في السنوات الأخيرة بات الأمر مدعومًا بعلم النفس ونظرياته.

نشرت كوكاكولا منذ بدايتها أكثر من 56 شعارًا مختلفًا، كاان أحدها عام 2009 “”Open Happiness أو ما نعرفه باللغة العربية “افتح تفرح”، ووفقًا للشركة فتعريف السعادة باختصار ينطوي على رسم الابتسامة على وجه شخصٍ ما، كما ترى أنّ تغيير العالم لا يحصل خلال يومٍ وليلة، وأنّ رسم عدد من الابتسامات وخلق المتعة والفرحة والسعادة “الحقيقة” هو طريق في ذلك، ولذلك تركّز في إعلاناتها ودعاياتها المصوّرة على فكرة الفرح والمتعة والتشارك الاجتماعي وغيرها من المشاعر الإيجابية.

ووفقًا لعلم النفس، فالعدوى العاطفية أو الحسيّة تحدث بين الأفراد، وبالتالي فنحن نشعر أنّنا أفضل حينما نرى الآخرين يبتسمون أو يضحكون، وهذا عائد لعمل “أعصاب المرايا” في الدماغ والتي ينطوي عملها على تقليد ومحاكاة سلوكيات وانفعالات وتعابير وجه مَنْ نراهم أمامنا، وبالتالي فعندما تنظر إلى شخصٍ ما يبتسم، فإنّ عواطفك وانفعالاتك تتأثر إيجابيًّا ولو بشكلٍ خفيّ وبسيط جدًا لا يكاد يُشعر به ، لذا فالإبتسامة الصغيرة لها من التأثير ما يجعل المستهلك يتخذ قرارًا بشراء المنتج وتجربته.

السعادة تجعلنا نريد أن نشارك، وهذا يعني الإعلان الإيجابي هو أكثر عرضة لتلقي مشاركة العملاء والمشاهدين مقارنةً بالإعلانات التي تنطوي على رسائل سلبية أو رسائل غير مفهومة وغير مرتبطة بالعاطفة والمشاعر.

ومن جانب آخر، تلعب العواطف والانفعالات دورًا كبيرًا في ذاكرة الأفراد. فقد لا يتذكر الناس ما قلته، ولكنهم سيتذكرون دائمُا كيف جعلتهم يشعرون أو ما هو المزاج الذي وضعتهم فيه.

وأيضا تحرص الإعلانات فى السنوات الأخيرة على الأغانى العاطفية ،فالفرد بطبيعته إجتماعى يحب أن يكون وسط الآخرين ويفضل أن يكون مشاركا للآخرين لذا فالأغنية المجتمعية لها تأثير السحر، وتجعل الفرد يتلقّى استجابة عاطفية مكثفة، وتحاول إيصال العديد من المشاعر الإيجابية له، بوعي أو بدون وعي، بهدف تذكّره تلك المشاعر والعواطف لحظة تعرّضه للمنتج، وهذا ما يجعله أكثر عرضةً لشرائه أو حتى يزيد من حدّة تفكيره فيه، ظنًّا منه أنّه قد يجلب له السعادة تمامًا كما فعل الإعلان.

هناك الكثير من الطرق والاستراتيجيات التي يستخدمها العاملون في مجال الإعلانات لوضع المشاهدين والمتابعين في مزاجٍ جيّد أو إيجابيّ، فإلى جانب الوجوه السعيدة والابتسامات البرّاقة، تلعب الألوان والموسيقى وأناقة الثياب وأسماء الحملات دورًا كبيرًا في العدوى العاطفية التي قد يكوّنها الإعلان.

على سبيل المثال، تُطلق ماكدونالدز منذ عام 1979 اسم “الوجبة السعيدة” على إحدى وجباتها الموجّهة للأطفال، والتي تحتوي على لعبةٍ ما جنبًا إلى جنب مع الطعام والشراب الذي تنتجه الشركة، وفي بعض البلدان يتم استبدال الحليب بدلًا من العصير أو المشروبات الغازية، نظرًا لإنّ الوجبة موجهة للأطفال وايضا إضافة مكان للعب الأطفال حتى يحصل الطفل على بعض الترفيه والتسليه.

وقد وصل الأمر إلى اسم الوجبة الذى لم يأتِ من فراغ، فكلّ حملة تخضع لدراسةٍ وفحص دقيق بناءً على علمٍ قائم على دراسة النفس البشرية وما يؤثر بها. فوضع كلمة “سعيدة” ورسم وجه تعبيريّ مبتسم على غلاف الوجبة يؤثّر كثيرًا في نفسية المشتري، ويجعله يشعر بالسعادة المؤقتة لحظة الشراء بناءً على الأسباب التي ذكرناها في الأعلى.

ومن الجدير بذكره أنْ لا أحد ينتقد صناعة الإعلان للحصول على صور مثالية للسيارات أو الثياب أو الطعام أو غيرها من المنتجات. إنها فقط الصور المثالية للأشخاص والأفراد المبنية على السعادة الوهمية والمثالية المطلقة التي لا تمتُّ للواقع بأي صلة.

بشكلٍ واضحٍ جدًا تحاول الإعلانات الوصول إلى مثالية مطلقة لا علاقة لها بالواقع من خلال اختيار شخصياتها، كما تعمل على زرع القوالب النمطية في نفوس مشاهديها، وذلك عن طريق خلق عالم أسطوري، يحتوي فقط على أشخاص سعداء وأغنياء وجميلين، خاصة النساء منهم، فنادرًا ما ترى امرأة سمينة، أو رجلًا حزينًا، أو شخصًا فقيرًا، أو طفلًا لا يرتدي ثيابًا أنيقة.

يؤدي هذا كله إلى خلق مشاكل كبيرة في الصورة التي يرى بها الفرد نفسه بنفس الدرجة التي تتأثر بها صورته عن جسمه وجسده، فيصبح غير راضٍ عن جسده ما يمكن أن يطوّر عدة مضاعفات عنده منها اضطرابات الأكل أو استخدام حبوب الحمية أو المنشطات أوالجراحة التجميلية بأشكالها المتعددة، سعيًا للوصول للجسد الذي تروّج له الإعلانات.

أما على مستوى الحياة العام، فيتشكّل لدى الأفراد رغبة عارمة بامتلاك المنتجات، ظنًّا منهم أنها ستكون مصدر سعادة لهم، تمامًا كما جاء في الإعلان وكما بدا عليه الأشخاص فيه، متناسين أنّ السعادة تلك هي مجرّد سعادة مؤقتة مرتبطة بزمنٍ ما، تنتهي بانتهائه وتفوت بفواته، أو تنتهي بانتهاء المنتج وبالتالي يبقى الفرد راغبًا بالمزيد والمزيد منه، وهذا ما ترمي إليه بكلّ تأكيد الشركات المصنّعة للمنتج.

إذا كان الاعلان يتحدد بوصفه الفيروس المسؤول عن الخلخلة الاجتماعية والاقتصادية المعاصرة في كثير من المجتمعات الحديثة، فإنه أصبح اليوم جزءاً أساساً في حياتنا اليومية الاجتماعية، فهو المتحدث الرسمي عن نشاط المنشآت والأفراد وهو وسيلة المستهلكين للتعرف على السلع والخدمات، وهو أداة استشارية عند اتخاذ قرارات استهلاكية.

x

‎قد يُعجبك أيضاً

إعلان الراعي الجديد للنادي الأهلي في مؤتمر صحفي اليوم

#الدولة_الآن كتبت رحمة حسين يعقد اليوم الأحد “30” يوليو “2023” مؤتمراً صحفيًا في تمام الساعة ...

youporn