” نجاحك في ثباتك على جمالك الحقيقي “
في الأسرة والمجتمع
1,039 زيارة
بقلم / هدير الحسيني
أعلم ياعزيزتي أننا نعيش في عصراً قاسي أعلم ياصديقتي أننا نعيش في عالماً لا يُقدر ولا يُراعي مشاعرنا ويُقابلنا في طريقنا أشخاص لا يعلمون كيف يتعاملون معنا كنساء ، أعلم أننا نواجه تحديات وصعوبات لكي نصل للأمنيات التي نتمناها دوماً أعلم بكل ذلك ، ولكن إياكِ يازهرة في البساتين أن تذبلين وتفقدين جمالك وسط الأشواك التي تُحيط بكِ ، لأن نجاحك في هذة الحياة وفي هذا العصر هو في حفاظك علي جمالك الحقيقي وبالتأكيد لا أقصد من الجمال هنا جمال الشكل أو الحجم لأن هذا لا يحدد علي الإطلاق مدى وصولك لأحلامك حتى وإذ كان حلمك يتطلب المظهر وليس الجوهر، بل الجمال الحقيقي لكِ هو في ثباتك على أخلاقك ثباتك على تربيتك ثباتك علي تديُنك وإلتزامك ، ثباتك في ثقتك بنفسك وحبك لنفسك وإعتزازك بها ومهما تواجهين آراء بمزاح أو بسخرية لا تلتفتين لهذه الصغائر من الأمور وتنشغلين بها عن أحلامك وأهدافك الحقيقية.
وجمالك ياعزيزتي التي يجب أن تُحافظين عليهِ هو أيضاً في ثباتك على سمات الأنوثة وهذا يكون في طريقة وأسلوب كلامك هذا يكون في حياءك التي تتزين بهِ المرأة فسمات الأنوثة هو جمال المرأة التي جملنا الله تعالي بهِ ، ولكن للأسف اليوم نجد الكثير من الفتيات يفقدن هذا الجمال ولا أدرى لماذا !
نجد الكثير من الفتيات يرددون ألفاظ بذيئة للغاية يخجل الرجال أن ينطقون بها ، نجد فتيات يتقمصن طريقة أسلوب وتعامل الرجال وطريقة كلامهم ، نجدهم يمزحون مع الرجال و بكلمات لا تصح أن تنطقها النساء ، أنكِ تتصرفين كالرجال هذا لا حرج فيه وهذا هو المطلوب في تحمُلك للمسؤولية ، ولكن أنكِ تفقدين سمات الأنوثة هذا لا يكون مرغوب وتفقدين كنز أنعم الله بهِ عليكِ في خلقه لكِ كأنثي فأعتزي وافتخري بهذة النعمة وحافظي عليها .
وأعلمي جيداً أن النجاح المادي وبناء الكيان سوف تصلين إليهِ ولو بعد حين إذا أردتِ حقاً أن تصلين لما تتمنين ولكن فشلك في حفاظك علي جمالك الحقيقي ، هذا لا يعوضه ألف نجاح هذا لا يعوضه عندما تشعُرين إنكِ بلا قيم أو مبادئ تعيشين بها في هذه الحياة وتُسرين مع التيار حينما هب وفي أي اتجاه .
عليكِ أن تحلمين وتتمنين وتُجربين ما تشاءين طالما أنكِ تلتزمين بأوامر الله تعالي ولا تَنسين أنكِ جوهرة ثمينة لا بد أن تحرصين عليها كل الحرص لكي لا تنطفئ لمعانها وبريقها الذي يزيدها جمال فوق جمالها . ولكي نُحافظ على جمالنا في هذا العصر الوخيم علينا أن نعود لعصر النبي (صلي الله عليهِ وسلم ) ونرى نساء هذا العصر كيف تعايشنَ وتعلمنَ وجاهدنَ وهن مُحافظين علي جمالهنَ لكي نتخذهنَ قدوةً لنا فمن هؤلاء النساء.
(رفيدة بنت سعد) التي اشتهرت باسم رفيدة الأسلمية وهي أول من عملت كممرضة في التاريخ العربي والإسلامي ، وكانت الأسلمية تخرج مع (النبي صلى الله عليه وسلم) في الغزوات لتمريض المرضى ، كما أنها أول من أنشأت مدرسة لتعليم الفتيات علم التمريض .
ومن النساء اللاتي لنا فيهن قدوةً حسنة هي ( السيدة عائشة ) رضي الله عنها وما بالكم بزوجة النبي (صلي الله عليهِ وسلم )
أنها كانت منارة للعلم والثقافة وكانت تحدث الناس وتُصحح للصحابة وتُفتيهم ، وعلي الرغم أن (السيدة عائشة أم المؤمنين ) لم تخْطُ إلي التاسعة عشرة من عمرها ولكنها استطاعت أن تملأ أرجاء الأرض علماً وقد ذكر أنها كانت امرأة مهابة جميلة وكان يُقال لها الحُميراء
فمن هؤلاء النساء وغيرهن كثيرات ماذا يجب علينا أن نتعلمه ونفهمه يافتيات اليوم ؟
بالتأكيد أول الأشياء التي نتعلمها أن العصر قد تغير ولكن أنتِ سماتك كأمرأة لا تتغير ، كالطبيعة تختلف من مكان لمكان ولكن تأثيرها وسماتها لا تختلف لأنها تبعث الجمال عندما تراها الأعين فكوني كذلك مهما اختلفت العصور ومهما تناقلتي بين الغصون كوني مثل الطبيعة التي تُشرق الدنيا بجمالها الخلاقي كوني مثلها في الإشراق بجمالك الأخلاقي.
2019-06-27