“رفقاً بالقوارير” هكذا أوصانا نبيا محمد عليه السلام، ولكن هيهات لزمنٍ تغافل عن وصايا المصطفي، وتجرد من ثوب الإنسانية، بيقتل براءة الطفولة وقلب فتاة وعقلها بزواج قاصر.
إن توجهنا لمعنى القاصر فهي الجاهل، وهي فعلاً جاهلة بما هي مقدمة عليه، فهي لم تبلغ الثامنة عشر بعد ، غير ناضجة للعلم بجلائل الأمور، وللأسف تفشت ظاهرة جواز القاصرات قديماً وحتي الآن، متجاهلين الآثار السلبية العائدة علي هؤلاء الأطفال.
أصبحت ظاهرة جواز القاصرات من الظواهر الاجتماعية المتزايدة علي امتداد الوطن العربي، وأصبحت خطرا يهدد المجتمع، ويقتل الطفولة، ويسهلك قلب الفتاة وعقلها ببطئ لتصبح يوماً جسدا بلا روح، وتذبل زهرتعا أمام عيون غير قادرة على تقديم يد العون لها.
وتتضح أسباب هذه الظاهرة في الجهل المنتشر بين الناس، وانتشار الفقر، الذي يجعل والد الفتاه يبيعها لأحد الأثرياء في هذه السن الصغيرة، يبيع الأب و الأم الفتاة لمن يدفع اكثر، وهي لاتعرف معني الزواج ولا تحمل مسؤولية بيت وأسرة، وفوق كل هذا عدم انتشار الوعي الديني، بالإضافة إلى أن هؤلاء الفتيات يقعن ضحية الاستغلال القسري والرغبات الجنسية،بالإضافة الي هاجس الخوف الذي يلاحق أولياء الأمور بسبب انتشار ظاهرة العنوسة.
وعلي الرغم من أن القانون يحرم هذا الزواج، الا ان الاولياء يتحايلون علي القانون من تطوير أوراق ميلاد وغيرها ليتناسب سن الفتاه مع السن القانون، متغافلين عن ما سيصيب لبنتهم مستقبلا من اضطرابات خلال الحمل، وخلق جيل مشوه، بسبب صغر سن الام، بالإضافة لاحتمالية وفاة الام خلال الولادة لعدم تحمل جسدها الحمل والولادة، وأيضا المشاكل النفسية التي ستلاحق الفتاة.
وعند رصد بعض اقول الفتيات التي تعرضن لهذه الظاهرة الشنيعة، أوضحت “ه.م” بعيون توضح براءة اغتيلت وسابت منها الحياة “زوجني ابي وعمري “١٦” عام من ثري عربي يكبرني بكثير، وعندما امتنعت عنفني كثيرا حتى وافقت وأصبحت لدي رهبة تتمثل في الإغماء كلما رأيت زوجي، وأضافت انه بعد عودتها لموطن زوجها ووضعها منه تفاجأت بأن لديه “ثلاث” زوجات إضافة لأولاده”.، كما أضافت” أ. م” من الغربية بأن والدها زوجها لثلاث رجال من اجل المال وكانت تعامل معاملة القسري كخادمة لكل واحد منهم.
اعتبرت الأمم المتحدة هذا الزواج، اعتداء على حقوق الطفل، الذي من حقه التعلم وممارسة حياته المناسبة لعمره، بالإضافة اننا نري انه نوع من العنف ضد المرأة وانتهاك لحقوق الإنسانية.
وفي هذا الصدد نشدد علي انه يجب علي المجتمع المدني ان يعمل علي رفع الوعي النسائي، ورفع وعي القاصرات مع تدني مستويات التعليم، بالإضافة إلى عمل برامج للتأهيل، لأن معظم الحالات تنتهي بالطلاق بالإضافة إلى المشاكل النفسية التي تواجه الفتاه فيما بعد.