منذ نشأة الخليقة جبل الوالدين علي حب وتدليل أبنائهما ،ويسعو جاهدين لتلبية احتياجاتهم ورغباتهم وقد تأتي هذه التلبية مقابل تعب جسدي ووجداني وعقلي دون شكوي اوملل ، ولكن قد يتحول هذا الحب والتدليل الزائد الي لعنة تظهر بوضوح في شخصية الطفل .
كما أن هناك فرق واضح بين التدليل الزائد والحنان فالحنان ليس معناها الإفراط في التدليل، فالاعتدال في كل شئ يخلق نوعا من التوازن النفسي للطفل ، فعندما يزيد الشئ عن غير المألوف ينقلب بالنقيض ويحدث نتيجة عكسية في شخصية الطفل ، فالمقصود بالتدليل الزائد هو إغراق الطفل بجرعات الاهتمام والعاطفة والرعاية عن الحد المألوف ، وان لا يحاسب الطفل بأخطائه أو اي تصرف غير لائق قام بأرتكابه ومبالغة الأهل في مدحه .
فيخلق التدليل الزائد نوعا من الأنانية والتسلط والعنف والنرجسية والمزيد من حب السيطرة ، فالحب ليس معناه الاستجابة لكافة الرغبات فهذا يبني شخصية غير مسؤولة بل يخلق شخصية شخص محب للسيطرة والأنانية وحب الذات، كما يخلق طفلا ديكتاتوريا صغيرا ويصبح الوالدين غير قادرين علي الايفاء بمتطلباته المبالغ فيها .
فالحد من التدليل الزائد ليس المقصود منه القسوة وعدم تقديم الحنان له في بعض الأحيان ، فالطفل يحتاج الانصات إليه ومعانقته وتشجيعه وتنمية مهاراته وإظهار الاعجاب به عن فعل العادات الجيدة التي يقوم بها ، ومشاركته في تفاصيل الحياة لينمو علي تحمل المسؤلية والجراءة والقدرة علي صنع القرار .