العقاب ليس الوسيلة الوحيدة للتربية
في الأسرة والمجتمع
539 زيارة
كتبت: ياسمين أنور
جرت العادة على معاقبة الطفل عندما يتجاوز قواعد الآداب العامة والأخلاق الحميدة، والحكمة من العقاب سواء ماديا او أدبيا هو من أهم عناصره الردع، لكن هل يمكن الإعتماد الكلي على العقاب وحده كوسيلة للتربية؟
قبل إجابة السؤال يجب أن نتعرف أولا على مفهوم التربية، هي مجموعة من القيم والأخلاق المستمدة من القواعد الدينية والعادات الإجتماعية، والتي تساهم في توجيه سلوك الفرد داخل المجتمع، وتعرف أيضا بأنها المؤثرات التي تؤثر على الفرد ضمن البيئة التي يوجد بها إما العائلة أو الوسط الخارجي.
والتربية تهدف إلى تعويد الطفل على شيئين أحدهما الامتناع عن السلوك الخاطئ، والآخر القيام بالسلوك الصحيح، وعلى هذا فإن الوالدان يضطران إلى العقاب كوسيلة لمنع السلوك الخاطئ إذا فشلت جميع طرق اللين الأخرى.
ولكن العقاب قد يفلح في منع السلوك الخاطئ، ويبقى عمل السلوك الصحيح ، ومن الممكن القول أن ضرب الأمثلة الطيبة والنصح قد يقوم بالنصف الإيجابي من التربية، ولكنه ليس كافيا، فتشجيع الطفل ومكافئتة لعمل الصواب عامل آخر للتربية الصحيحة.
وبما أننا تستخدم العقاب كوسيلة ردع عن الخطأ، فلابد إستخدام المكافئة والتشجيع على الجانب الآخر من التربية، كعامل على تشجيع الطفل بالسلوك الصواب.
وفي هذا السياق تحدث الدكتور “فريد سكينار” أستاذ علم النفس بجامعة هارفارد عن أهمية المكافأة وأثرها في تربية الطفل فقال (إن الخطأ الذي يقع فيه معظم الآباء والأمهات، ويتسبب في سوء سلوك الأولاد هو أنهم لا يلتفتون إلى الطفل إلا عندما يخطئ؛ فيعاقبونه على الخطأ، أما حينما يقوم بتصرف صحيح أو سلوك حسن فإنهم يتجاهلونه، بينما من الواجب أن يكافؤوه بسخاء ليكرر السلوك الطيب حتى يصبح عادة متأصلة في نفسه.
وأضاف الدكتور “فريد” أن الطفل مغرم بجذب إنتباه والديه، وما داموا لا يلتفتون إليه إلا عندما يخطئ، فإنه يسيء ويتعود الإساءة، حيث ذكر الدكتور “سيدني بيجو” مدير مختبر سلوك الأطفال بجامعة إلينوي( فهو ينصح الأم بتجاهل الطفل عندما يرتكب خطأ ويقصد به جذب الإنتباه كلما كان التجاهل ممكنا).
وواصل الدكتور “سيدني” حديثه قائلا (هذا في حد ذاته يعتبر عقابا، ولكنه يتطلب من الأم ألا تفوت فرصة في مكافأة الطفل، ولو كانت المكافأة كلمة تشجيع أو إبتسامة وتخصص فيما بعد ميزانية للمكافأة والجوائز، وفي نفس الوقت تستغنى عن العقاب..)
وعلى صعيد آخر يعتبر جانب الترغيب أفضل بكثير من جانب الترهيب في تربية الأطفال، فلو قلنا أن الطفل يفعل أشياء خاطئة وقمت بعقابه سواء بالضرب او بالشتم، فإنك تنهي على السلوك الخاطئ وقد يكون لفترة معينة ويرجع الطفل لنفس السلوك، لكن بالمكافأة أو بالتشجيع كقولك (لا تفعل كذا وسأعطيك هدية) أو تشرح له أن تلك السلوك لا يصح فعله يتجنب فعل الخطأ ويعتاد على الفعل الصحيح حتى يحصل على المكافأة، وإثابة الطفل أيضا على السلوكيات الصحيحة حتى يعتاد على فعلها.
2020-03-10