شهر صفر.. وهل هو شهر التشاؤم كما يسمونه العرب؟

كتبت: ياسمين أنور

شهر صفر من الأشهر الهجرية ويلي شهر محرم، وترتيبه الثاني في السنة القمرية، وكان يسمى في الجاهلية ناجر في الجاهلية؛ لأن الإبل كانت تنجر فيه من شدة الحر.

وسمي شهر صفر بهذا الإسم، لأن ديار العرب كانت تصْفُر من أهلها (أي تخلو من أهلها)؛لخروجهم للقتال والبحث عن الطعام، والسفر للهروب من الحر، ويقال أنه سمي صفر لأن الريح كانت تعصف بشدة فكانت حركتها تحدث صفير.

وعرف صفر عند العرب بشهر التشاؤم، فكان يقومون باللعب فيه من بدايته وحتى نهايته، ولكن حين جاء الإسلام نهى النبي(صلى الله عليه وسلم) عن التشاؤم بهذا الشهر، وقد نفى النبي ماكان يعتقده العرب عن أن صفر شهر النحس أو التشاؤم، والإعتقادات الجاهلية الباطلة التي تؤثر في القلب.

ولا يوجد في الفكر الإسلامي مايسمى نحس، فأما النحوسة ماهو إلا بسبب أفكارنا وسوء تدبيرنا، والإسلام ينفي هذه المعتقدات الباطلة.

وأبرز الوقائع التي حدثت في شهر صفر هي:
أولا. وقعت به عزوة الأبواء وتسمى ب(ودَّان)، وكانت أول غزوة يقوم بها الرسول(عليه الصلاة والسلام)، ويغزوها بنفسه.

ثانيا. ففي صفر في السنة الثالثة من الهجرة، قدم الى رسول الله وفد من (عضل) و(القارة)، وذكروا فيه إسلامهم، وطلبوا من الرسول أن يبعث لهم وفدا يعلمهم أمور الإسلام، فبعث الرسول إليهم “ستة” أنفار وفي رواية أنهم كانوا “١٠” أنفار، وأمر عليهم “مرثد بن أبي مرثد الغنوي”،وفيهم “خبيب بن عدي”، فذهبوا معهم، فلما كانوا ناحية الحجاز، إذ بهم يغدرون بهم وقتلوا عامتهم، وأستأثروا ” خبيب بن عدي ” و”زيد بن الدْثِنة”.