porno.com
الرئيسية » الأسرة والمجتمع » اعبد وعش مع الله كأنك تراه / كيفية تنمية الجانب الإيمانى عند الأطفال بحب ؟

اعبد وعش مع الله كأنك تراه / كيفية تنمية الجانب الإيمانى عند الأطفال بحب ؟

#الدولة_الآن

كتبت/ هدير الحسينى

إن تنمية الجانب الإيمانى لدى أبناءنا جانب مهم فى التربية ، بل هو أهم جانب وهو الأساس الذى يُبنى عليه كل جوانب حياة الإنسان ، ولكن لابد أن نُنمى هذا الجانب لدى الأطفال بشكل صحيح وعصرى واقصد من هذا بأن تنمية الجانب الإيمانى لدى أبناءنا ليس فقط تعليمهم الصلاة والصوم وكل الفرائض التى فرضها الله عز وجل عن طريق التلقين والتقليد فقط ، لكن علينا أن نبدأ بتنمية هذا الجانب أولاً بتعليمه حب الله سبحانه وتعالى والخشوع والخضوغ له وإستشعاره بوجود الله فى كل تفاصيل حياته ، لأننا كما نعرف أننا عندما نسعى لتحقيق هدف كبير لابد أن نُجزأ هذا الهدف لأهداف صغيرة ، فلابد قبل أن نُعلم أبناءنا ونُغرس فيهم هدف الدخول للجنة لابد أن نُجزأ هذا الهدف لأهداف صغيرة فنبدأ بهدف حب الله عز وجل كامل الحب والإخلاص له وإشعار الطفل بأُنس الله وأن الله قريب منه كل القرب وممكن أن نُنمى هذا عند الطفل عن طريق معرفة الطفل أسماء الله الحسنى ويتم شرحها للطفل لكى يعرف الله حق المعرفة وأيضاً تنمية حب الله عند الطفل عن طريق التأمل لمخلوقات الله سبحانه وتعالى وأيضاً تأمل ذاته وكيف خلق الله له ( يدين وعينين وتأمل كل أجزاء جسمه وتأمل قدراته ليشعر الطفل كيف فضله الله سبحانه على جميع المخلوقات وخلقه فى أحسن تقويم )و ليرى المعجزات وإبداعات وجمال الخالق ويوقن بأنه لا يوجد إلهاً إلا هو وأن الله قادر على كل شئ ، فبالتأكيد عند تأمل الطفل للكون ولذاته أيضاً سوف يُخطر عند بعض الأطفال تساؤلات فمن هذة التساؤلات على سبيل المثال ( من الذى خلق الشجرة ؟ من الذى يبدل الليل والنهار ؟ كيف الطائر يطير هكذا فى السماء بمفرده ؟) وكثير من الاسئلة قد تُخطر فى ذهن الطفل ، فعلى الآباء والأمهات التجهيز الجيد بالإجابات الصحيحة لهذة الأسئلة والصبر على أسئلة الطفل ، ولا حرج على الأبوين أن يلجأوا لأحد المتخصصين فى هذا المجال للوصول للإجابات الصحيحة لأبناءكم لتشكيل عقيدة أبناءكم بشكل صحيح وسليم ، وبعد تحقيق هذا الهدف لدى الطفل يبدأ الطفل بعد ذلك فى الشعور أنه يريد التقرب إلى الله لأنه يحبه واستشعر بوجوده فمن هذا يبدأ كل من الأب والأم تعليم الطفل الصلاة والذكر وحكى قصص للطفل عن أهمية وجمال الصلاة وأن هذا الفرض هو من أهم الفروض لأنه أساس الدين ، ومن ثم يبدأون الآباء والأمهات بتعليم الطفل جميع الفروض بالتدريج مع تساؤل الطفل بإستمرار ماذا تشعر بعد تأدية هذا الفرض لتنمية حب الله عند الطفل ودائماً نقول للطفل بأننا نقوم ونُؤدى هذة الفروض حباً وتقرباً لله عز وجل وليس فقط لأنها مجرد فرض أو لنصل للجنة فقط ، بالتأكيد من المهم أن نقول لأطفالنا أن ما نقوم به من فروض وعبادات هى من أسباب الدخول للجنة ولكن عندما نُنمى ونُغرس فى نفوس أطفالنا حب الله حباً مخلصاً سوف يعبد ويعش مع الله كأنه يراه ( يراه فى تصرفاته وسلوكه ، يراه فى عمله وتعامله مع الغير ، يراه فى كلامه ، يراه فى كل شىء فى حياته ) فأننا نعرف بأن هناك كثير من الناس يصلون ويصومون ويؤدون كل الفروض ، ولكن قلوبهم مريضة بما فيها من( ظلم ، وقسوة ، وحسد ، وعدم إخلاص الأعمال لله وحده ) وغيرها من أمراض القلوب إلا من رحم ربى ، بالتأكيد لا يوجد أحد كامل فى الصفات والأعمال الحسنة ، وأننا كبشر بالتأكيد سوف نُخطأ ، فعلينا أن نعلم أبناءنا أننا دائماً نسعى للجمال وليس للكمال لأن الكمال لله وحده وأننا عندما نُخطأ بعمد أو بدون عمد فعلينا دائماً أن نتوب إلى الله ، وأن نسعى دائماً لجمال أخلاقنا وشخصيتنا وكل ما فينا ومهما أخطأنا نحاول ونسعى جاهدين لإزالة السيئ وإظهار الجمال الذى خلقه الله فينا .
والأن سوف نتحدث عن بعض الأساليب لتنمية الجانب الإيمانى لدى الطفل من كتاب / التربية بين الأصالة والمعاصرة
___________________________________________
أولاً / الحفاظ على سلامة الفطرة من الإنحراف أو التشويه لأن الحاجة إلى الدين والتربية الإيمانية أمر فطرى ويتضح ذلك من قوله تعالى “فَأَقِمْ وَجْهَكَ لِلدِّينِ حَنِيفًا ۚ فِطْرَتَ اللَّهِ الَّتِي فَطَرَ النَّاسَ عَلَيْهَا ۚ لَا تَبْدِيلَ لِخَلْقِ اللَّهِ ۚ ذَٰلِكَ الدِّينُ الْقَيِّمُ وَلَٰكِنَّ أَكْثَرَ النَّاسِ لَا يَعْلَمُونَ”(الروم):
وقد يحدث لهذة الفطرة المستقيمة إنحراف ، ويعتريها شئ من التشويه بفعل مؤثرات عديدة . فمن من أهم الأدوار التى ينبغى على الأسرة القيام بها فى الحفاظ على سلامة الفطرة وإشباع الحاجة إلى التدين ، فعلى الآباء والأمهات ما يلى :
-لفت نظر الطفل إلى الأيات الكونية مثل ( الشمس، والقمر ، والليل والنهار ) لغرس توحيد الربوبية فى نفوس الأطفال .
– إثارة إنتباه الأطفال وتحفيز قواهم العقلية على الإدراك بأسئلة ذات أهداف وأبعاد تربوية وإيمانية وتعبدية شاملة ، مثل إستغلال الأبوين لنداء المؤذن للصلاة فيقولان لطفلهما : ماذا نريد أن نعمل الأن ؟
– حماية الطفل من الأفكار الهدامة والعقائد الفاسدة ، عن طريق منع الطفل من مشاهدة برامج الرسوم المتحركة التى تشكك فى العقيدة ، لكن إنى لديه وجهة نظر فى هذة النقطة وأرى أنه من الممكن الطفل يشاهد برامج الرسوم المتحركة ولكن بمصاحبة الأبوين له لكى يتحدثون معه عن ماذا استفاد من هذا الكارتون؟ وما الذى يراه؟ ويقومون بفهمه أن كل ما يراه هو مجرد خيال لا نستطيع لمسه فى الواقع وكذلك الشخصيات وأن هناك أشياء حسنة وأشياء سيئة فيما نشاهده أو نسمعه فى التلفاز فمن هذا سوف يدرك الطفل بأن فى الأشياء يوجد فيها الحسن والسيئ وهو المتحكم فيما يراه أو يسمعه ولابد أن نستفاد بما هو حسن مثل كارتون يقوم بتعليم الطفل العمل الجماعى وتعليم أهمية الصديق والوفاء له ونتجنب فى الكارتون ما هو سيئ وأيضاً نتعامل كذلك مع الأشخاص فى حياتنا .
– نقدم للطفل أفلام الفيديو الإسلامية التى تُغرس الأخلاق وتُرسخ العقيدة الصحيحة.
– تقديم الكتب المفيدة للطفل فى مجال الأخلاق والعقيدة .
– أن تكون الأسرة قدوة صالحة فى الإلتزام بالمبادئ والقيم الإسلامية الحسنة وأيضاً فى إختيار الأسرة البرامج التليفزيونية المفيدة .
– علينا غرس حب الرسول( صلى الله عليه وسلم ) فى نفس الطفل والإيمان بجميع الرسل أمر واجب على كل مسلم ، وذلك لأن كل الرسالات التى جاءوا بها تطلب من البشر إخلاص العبودية لله وحده والأعتراف له وحده بالألوهية .
– علينا بتعليم أبناءنا طاعة الرسول (صلى الله عليه وسلم ) والأقتداء به ، ورسم خطاه فى جميع مسالك الدنيا والدين .
وفى النهاية بعد أن استعرضنا بعض الأساليب لتنمية الجانب الإيمانى لدى أبناءنا ، علينا أن نُفهم أبناءنا أن الجنة لها درجات ومكانات ولا أحد يعرف بأى درجة سوف يكون ولكن كل ما علينا أن نعيش بحب الله والرسول وبإستمتاع فى تأدية العبادات بل فى حياتنا بأكملها فيمايرضى الله ورسوله ، لأننا كما نعلم وكما قال الله تعالى
(وَأَنْ لَيْسَ لِلْإِنْسَانِ إِلَّا مَا سَعَى (39) وَأَنَّ سَعْيَهُ سَوْفَ يُرَى (40) ثُمَّ يُجْزَاهُ الْجَزَاءَ الْأَوْفَى(41))
فعلينا جميعاً السعى للوصول لأهدافنا فى الدنيا والأخرة ولكن بحب وإستمتاع وسعادة فى خطواتنا نحو أهدافنا والتطوير من أنفسنا دون التفكير الزائد فى النتائج ، لأن هناك عدداً من الناس يؤجلون سعادتهم لحين وصولهم للهدف الأكبر سواء فى الدنيا أو فى الأخرة وهذا ليس صحيح لأننا لا ندرى بعلم الله وما الذى يكتبه لنا ومتى نصل لأهدافنا وبأى درجة سوف نكون من الدرجات ، فالله عز وجل خلقنا لنسعد ونسعى فى رضاه ورضا رسولنا الكريم ، وعلينا أيضاً الرجاء والدعاء لله بالسعى والوصول لأعلى الدرجات فى الدنيا والأخرة ، وكذلك لا بد أن نُعلم أبناءنا أننا لا نَحكمُ على أحد ولا نُقرر مصير أحد مع الله سبحانه وتعالى لأننا جميعاً نعيش برحمته وحب الله لعباده وأيضاً سندُخل الجنة برحمته وكرمه وليس فقط بأعمالنا فعلينا أن لا نتباهى بأعمالنا ولا نُظن أننا أدينا مع علينا مع الله عز وجل لأننا مهما قُمنا من أعمال صالحة لا نوفى حق الله علينا من كرمه وعطاءه وفضله ،وعلينا دائماً أن نتذكر أن طاعة الله عز وجل والرسول عليه الصلاة والسلام هى طاعة حب وليست فقط طاعة فرض.

x

‎قد يُعجبك أيضاً

كيف تكتسب الذكاء الاجتماعي (العاطفى)

#الدولة_الآن تقرير: حنين صالح إن الذكاء العاطفي يعنى قدرة الإنسان على التعامل مع عواطفه وضبطها ...

youporn