كتبت/ هدير الحسينى
(تنمية الجسم يحتاج إلى غذاء ليقوى وتنمية العقل يحتاج إلى تعلم ليبدع ويبتكر)
أن الله تعالى خلق الأنسان فى أحسن تقويم وميزه وفضله عن باقى المخلوقات بالعقل لكى يدرك ويتعلم ويتطور ويتفكر فى أيات الله وما يدور حوله فى الحياة كأنسان يُفكر ويشعر لكى يقوم بتعمير وتطوير مجتمعه للأفضل. لذلك لابد أن نهتم ونعى جيداً بعقلية أبناءنا وقدراتهم الذهبية فى التعلم من أول يوم يولدون فيه بل وهم أجنة فى بطون أمهاتهم وهذا يحدث بمعرفة الأبوين كيفية تعليم وتطوير عقل الطفل بأحدث وسائل تربية وتعليم الطفل .
عقدت ندوة بمكتبة مصر العامة بعنوان “تنمية ذكاء الأطفال فى المهد ” يوم التاسع عشر من يوليو 2018 بقيادة الدكتورة ” مريم بدر الدين ” متخصصة فى التعليم المبكر للأطفال. وقد افتتحت الدكتورة ” مريم بدر الدين ” الندوة وأعربت عن ترحبيها بالحاضرين وقامت بذكر النقاط الرئيسية التى ستقال عليها الندوة.
أشارت الدكتورة ” مريم بدر ” بأن الطفل يستطيع تعلم أى شئ بدايةً من (سن ثلاث شهور الى سن الست سنوات) مثل تعلم القراءة والكتابة واللغات وأشياء أخرى كثيرة . وهذا يحدث كما ذكرت”مريم بدر” بما يسمى ( بالمعرفة الموسوعية ) المنسوبة لمنهج ” جلين دومان ” لتعلم الطفل القراءة وأى شئ أخر وهى مقسمة كما ذكرت ” مريم ” إلى عشر أقسام ( تاريخ، أحياء ، جغرافيا ، موسيقى ، فن ، رياضيات ، علم وظائف الأعضاء ، علوم عامة ، لغة ، أدب ) .
كما أضافت الدكتورة أن منهج “جلين دومان” يتم تطبيقه عن طريق عمل كروت للطفل فى كل قسم من الأقسام العشرة للمعرفة الموسوعية التى ذكرناها من قبل ، فعلى سبيل المثال قسم الأدب ( نقوم بعمل خمس لعشر كروت نضع فى هذة الكروت صور وأسماء الأدباء التى نريد أن نعرضها للطفل ، ثم نقوم بعرض عشر بطاقات فى المتوسط ونقوم بعرضها لمدة خمسة أيام متتالية ونعرض البطاقات التى تكون من نفس القسم ثلاث مرات فى اليوم الواحد ، وبين المرة والمرة نترك وقت ربع ساعة لإستراحة الطفل ، وبعد إنتهاء الخمسة أيام نبدأ بمجموعة بطاقات أخرى من أقسام المعرفة الموسوعية لتنمية ذكاء الطفل وتثقيفه فى جميع العلوم من الصغر .
كماأكدت ” مريم بدر ” بأن هناك قواعد على الأبوين أن يلتزموا بها لعمل الجلسة مع الطفل وعرض الكروت لتعليمه وتنمية ذكاءه بشكل صحيح وفعال : وهى أنه لابد أن نقوم بعمل الجلسة فى وقت صفاء بعيداً عن أى مشتتات ذهنية ، وأن تكون الجلسة ممتعة بالنسبة لكل من الأبوين والطفل ، مؤكدة أنه لابد من التأكد بأن الطفل على إستعداد للجلسة والتعلم ، كما أضافت بأن نقوم بعرض الكروت للطفل بمنتهى السرعة والوضوح ورفع مستوى الصوت لكى لا يشعر الطفل بالملل ، وأشارت عندما نشعر بأن الطفل قد مل من الجلسة علينا بالإيقاف وتغيير النشاط على الفور ، وقد أفادت بأن لابد من تجهيز المادة جيداً قبل أن نُعرضها على الطفل ، وأن نقوم بكتابة الكروت باللون الأحمر لجذب إنتباه الطفل ، كما أضافت بأن عدد البطاقات تزيد أو تقل بحسب إستيعاب الطفل .
كما أشارت بالذكر عن كيفية عمل مخ الآنسان للتعلم وقد أكدت بأن مخ الأنسان ينقسم لشقين وكل شق له وظائف يقوم ويتعلم من خلالها الأنسان وهذان الشقين هما ( الشق الأيمن ، والشق الأيسر ) فقد أكدت “مريم بدر ” بأن الشق الأيسر وظائفه تكون فى تعلم ( اللغة ، والكلام ، والكتابة ، والمنظق ، والحساب ، والتفكير فى الأسباب ، وأيضاً يقوم بالتكرار ) فالشق الأيسر إذن هو المسؤل عن التفكير المادى المنطقى ، كما أضافت بأن الشق الأيمن للمخ مسؤل عن ( الأشكال ، والصور ، والألوان ، والغناء ، والخيال ، والأحساس ، التمنى ، وأحلام اليقظة ، وكل شئ فى اللامنطق ) إذن فالشق الأيمن هو المسؤل عن التفكير الفنى الحسى .
كما قام أحد الحاضرين بتساؤل الدكتورة ” مريم بدر ” بأى جزء يتعلمون الأطفال فأجابت ” مريم” بأن كل الأطفال فى البداية يتعلمون بالجزء الأيمن ، ثم بعد ذلك يقل تعليمهم بهذا الجزء بعد سن ( السادس من العمر ) ، وكما أوضحت ” مريم بدر ” بأن الطفل فى السنين الأولى من حياته وبالأخص فى ( السنة الاولى وحتى السادس) من عمر الطفل يستطيع تعلم أى لغة بدون معرفة قواعد هذة اللغة ، كما أكدت بأن لابد أن نحرص على تعليم الطفل لغته الأم الآ وهى ( اللغة العربية ) لكى يتفوق فى تعليم باقى اللغات . وقد أضافت “مريم بدر” بأن عدد الخلايا العصبية ثابتة لاتزيد ولا تنقص ولكى نقوم يتنمية ذكاء ومهارات أبناءنا علينا أن نقوم بعرض كثير من المعلومات بطرق معينة لتزويد التشابكات العصبية بعدد لا نهائى ليزيد ذكاء ومهارات الطفل وهذا يتم وكما ذكرنا من قبل عن طريق ( المعرفة الموسوعية ) وأيضاً تعليم الطفل اللغات وإتاحة الفرص للطفل للإبتكار والأبداع .
وقد تسألت “مريم بدر ” لماذا علينا أن نحرص على تعليم وتنمية ذكاء ومهارات الطفل من وهو رضيع ، أجابن مؤكدة بأنه يوجد عدد كثير من الأطفال بالأخص فى سن ( السنتين والثلاث سنين ) لديهم نوبات غضب ونلاحظ بعض الأطفال أيضاً تزعجنا عصبيتهم الزائدة ، وقد أكدت أن هذا يرجع لأنهم لا يستطيعون التعبير عن مشاعرهم ولأنهم لا يملكون حصيلة لغوية كافية للتعبير عن ما يشعرون به ، فلذلك لابد أن نعلم الطفل وأن يكون لديه حصيلة لغوية وأيضاً تعليمه كيفية التعبير عن ما يشعر به ويتم هذا على الجدير بالذكر برسم وجوه تعبر عن الحالات المزاجية مثل ( وجه بيضحك ، وجه حزين ، وجه منزعج ، وهكذا ) وهذا يتم مع التمثيل أمام الطفل وليس فقط بالتلقين .
كما أكدت بأننا نقوم بتعليم الطفل من الصغر لأن الطفل لديه رغبة قوية وشغف شديد بالعلم وإستكشاف ما حوله من أشياء يراها فلذلك لابد أن نوفر بيئة مناسبة لكى يكتشف الطفل ما يريده بدون قيد ، ولكن لابد أن نعلم الطفل أيضاً بأن هناك قواعد ووقت للعب .
وقد أشارت “مريم بدر” أن من طرق التربية الإيجابية أن الأبوين يخصصون وقت للجلوس مع كل طفل من أطفالهم على حدا يتناقشون ويلعبون ويستمتعون بالوقت مع بعضهم البعض لتقوية العلاقات بين الآباء والأبناء ، كما أشارت بالذكر بأن الأم هى الوحيدة التى تستطيع تعليم طفلها وهذا يرجع لتأثيرها القوى عليه ، كما أضافت أيضاً بأن الحالة النفسية للأم تصل للطفل وهو جنين ، وذكرت بأن العلماء يقولون أن الطفل عندما يسمع صوت والدته (المخ ينير مثل شجرة الكريسماس) وهذا بالتأكيد يدل على قوة الصلة بين الطفل ووالدته مقارنة بأى شخص أخر .
فعلى الجدير بالذكر أن العقل مثله مثل أى جزء فى جسم الأنسان يحتاج للتمرين والتدريب والتعليم لتقويته وتغذيته بشكل صحيح وسليم ، لذلك علينا أن نبحث كثيراً عن أفضل الطرق والوسائل لتعليم وتربية أبناءنا ، لأنهم مثل البذرة إذا أحسنت زرعتها فى كل جوانب حياتهم سوف تحصد ثمرها جمال وبهجة وسعادة وتطور ونهضة بالمجتمع .
أحسن زراعة أولادك تحصد ثمرهم فى بلادك .
https://www.facebook.com/MariamBadr-TheBestStart- 972169662924022/