بدأ المجلس الأعلى للآثار في أعمال أكبر مشروع ترميم ينفذ منذ قرابة 50 عاما، وهو ترميم مجموعة تماثيل الكباش الموجودة خلف الصرح الأول بمعبد آمون رع بمعابد الكرنك بمدينة الأقصر.
وقال الدكتور مصطفى وزيري الأمين العام للمجلس الأعلى للآثار، في تصريح اليوم السبت، إن هذا المشروع بدأ بعد عملية نقل 4 تماثيل من هذه الكباش إلى ميدان التحرير، حيث تبين أثناء عملية نقل الأربعة تماثيل أن تلك الكباش في حالة سيئة من الحفظ، وانها تعاني من إنهيار وفقد لبعض من أجزائها، وعلى الفور صدر قرار اللجنة الدائمة للآثار المصرية بالمجلس الأعلى للآثار بالبدء الفوري في مشروع ترميم شامل لها.
وأضاف أن السبب المباشر في سوء حالة حفظ تلك الكباش هو تعرضها لأعمال ترميم خاطئة وبمواد غير مناسبة في أوائل السبعينيات عند إنشاء مشروع الصوت والضوء بمعابد الكرنك، حيث تم ترميم ورفع هذه الكباش على طبقة من الرديم الحديث المغطى بمونة من الأسمنت والطوب الأحمر وقطع صغيرة من الأحجار، الأمر الذي أثر سلبا عليها وسمح بتسرب المياه الجوفية فيما بين الجزء السفلي لها والوصول إلى القواعد الحجرية الأصلية للكباش والتي أدت إلى تحويل بعض من أجزائها إلى بودرة رملية مما ساعد في إحداث ميل لبعض من هذه التماثيل وهبوط فى البعض الآخر، بالإضافة إلى انفصال بعض الأجزاء من التماثيل نفسها.
ومن جانبه.. أشار سعدي زكي رئيس قسم ترميم معباد الكرنك، الى ان تلك الكباش تتكون من 29 تمثالا تقع في منطقة مرتفعة المياة السطحية، وقد أدت أعمال الترميم السابقة لها في امتصاص تلك المياة المحملة بالأملاح مما ساعد على تفكك روابط الحبيبات الموجودة بالحجر الرملي وإنفصال الجزء السفلي لها تماما، بالاضافة إلى نمو الحشائش والفطريات داخل الحجر.
وأوضح أن أعمال الترميم شملت طرق التويثق المختلفة من تصوير فوتوغرافي والرسم لإظهار مظاهر التلف الموجودة على الكباش، ثم بدء تحريك الكباش كل كبش على حدة على مخدات مستوية للبدء في إجراءات ترميمه بالكامل، حيث تبدأ اعمال الترميم والتنظيف الميكانيكي لإزالة الأتربة، يليها عمليات التقوية باستعمال المواد المخصصة لها والمتعارف عليها عالميا لتقوية الأجزاء الضعيفة; أما الأجزاء الكبيرة فيتم استعمال الاستانلس المقاوم للصدأ لتجميعها، مؤكدا أنه تم حتي الآن الانتهاء من ترميم ثلاثة كباش ولايزال العمل مستمرا.