porno.com
الرئيسية » الأسرة والمجتمع » تحيا أرواحنا ونعيش حياتنا بكل أنواع الحب

تحيا أرواحنا ونعيش حياتنا بكل أنواع الحب

#الدولة_الآن

         كتبت / هدير الحسيني

نُخطئ عندما نظُن أن الحب مجرد كلمة تنطقٌها أفواهنا ، أو أنه مجرد شعور يشعُر بها قلوبنا ، إنما الحب هو حياة تحيا بها أرواحنا، والحب لا يمكن إننا نقتصره على الحب بين الرجل والمرأة فقط لأننا بذلك نظلم أجمل احساس خلقه الله في الآنسان وأيضاً نسبب التعاسة لأنفسنا ،ولكن يظل السؤال المحير فى أذهاننا ما هو الحب؟ وأين نجد الحب؟ هل نجده في الأشخاص ، أم نجده في الأشياء ، أم نجده في كل تفاصيل الحياة ، فاللحب أشكال وأسرار فدعونا نكتشف سوياً ما (هو أسرار الحب وما هي أشكاله).
عقدت مكتبة مصر العامة بالأشتراك مع فريق (سبيلي للتنمية الأخلاقية) ندوة تدور حول ” أسرار الحب وأهمية الأخلاق ” يوم الأثنين الموافق17 من سبتمبر 2018 ، حيث شارك فى هذة الندوة مدربات تنمية بشرية لدي فريق سبيلي ، وقد تناولت الندوة محورين رئيسين : يدور المحور الأول حول ما هو الحب ؟ من تقديم الأستاذة ” هبة محمد ” حيث أشارت بأن الحب هو حالة يعيشها الإنسان ، فعندما يعيش الإنسان بالحب يشُعر بالتأكيد بالسعادة والسرور ، كما أضافت ” هبة ” أن الحب غير مقتصر على حب الرجل والمرأة فالحب نجده في كل الأشخاص ، نجده في أشياء نقوم بها ، نجده في أماكن ترتاح بها أنفسنا .
الرسول ( عليه الصلاة والسلام ) هو من علمنا الحب والإمتنان للأشياء وفى تعبيره عن جبل أحد ،عن أبي حميد الساعدي رضي الله عنه، قال: أقبلنا مع النبي صلى الله عليه وسلم من غزوة تبوك حتى إذا أشرفنا على المدينة، قال: (هذه طابة، وهذا أحد جبل يحبنا ونحبه)،كما أشارت ” هبة” بأن الحب نجده أيضاً فى سعادة الأم عندما تجد طفلها فى حالة بهجة وسعادة ، وتساءلت ماذا لو كانت حياتنا بدون حب ؟ وقد أجاب أحد الحاضرين سوف نشعر بالإكتئاب ولم يكون لدينا القدرة على التحمل فيما يدور فى الحياة من مواقف وأحداث، وعلى الجدير بالذكر أشارت ” هبة ” بأن قلة الحب من الممكن أن تؤدى بالإنسان للأنتحار لأنه أصبح لا يشعر بقيمة أى شئ فى حياته ولا يشعر بأي إحساس إتجاه الأشخاص ،فعندما نعيش الحياة بحب فهذا يساعد الإنسان في الإقبال على الحياة ويقوم أيضاً على إسعاد الآخرين ويشعُرنا بالطاقة الإيجابية والأمل فى كل الحياة ومهما كانت الأزمات ، وانهت “هبة” حديثها بالسؤال المحير الذي يدور في أذهان معظم الأشخاص هل الحب بين الرجل والمرأة حلال أم حرام ؟ حيث أجابت ” هبة ” أن الحب هو أمر فطري علي الأنسان ،فالحب هذا حلال ولكن يتم حسم الأمر في الأفعال التي نفعلها عند إحساسنا بهذا الحب فإذا كان الحب يدفع الشخص لإتمام الزواج الشرعي وبعلم الأهل، ولم يحدُث بينهم أى تعبير عن مشاعرهم من قبل الزواج فهذا بالتأكيد حب حلال وهذا يكون من أجمل أنواع الحب ، أما إذا دفعتنا مشاعرنا لأفعال وأقوال تُغضب الله فهذا ليس حباً علي الإطلاق وغير مُبارك فيه وبالتأكيد هذا يخالف مبادئ ديننا ، ولكن اليوم من الممكن أن يواجه الشاب مشكلة بسبب متطلبات الزواج والماديات ولا يسمح وقته للزواج الآن من الفتاة التي يحبُها فماذا يفعل ؟ فعليه بالسعي والدعاء لله سبحانه وتعالي لكي يعف الشاب نفسه ويدعو الله أن تبقي محببته وقلبها له وأن يجمع الله بينهم في الحلال فهذا هو ديننا وهذة هي سنُة نبينا محمد وفى الحديث الشريف ولما جاءه كما روى ابن عباس رجل وقال له: “عندنا يتيمة قد خطبها رجلان: موسِر ومُعسِر، قال له: “فهَواها مع مَن؟” قال مع المُعسِر، فقال رسول الإنسانية صلى الله عليه وسلم: “لم يُر للمُتحابَّين إلا النِكاح”.
وعلى صعيداً آخر قامت الأستاذة ” إيمان محمد ” بالحديث عن المحور الثاني والذى يدور حول (كيفية إيجاد الحب ) حيث تساءلت كيف نجد الحب؟ وقد أجاب أحد الحاضرين قائلاً : أننا نجده فى حب الأهل ، حب الأصدقاء ، حب الأشياء ، حب الوطن والأنتماء له ، نجده أيضاً فى الأماكن المحببة إلينا ، نجد الحب مع أنفسنا عندما نتأمل فيها ، حيث أشارت ” إيمان ” إلي أن حب النفس وتقديرها تعتبر مفتاحاً للعثور على الحب الحقيقي لدي الأشخاص ، فيجب أن تتصالح مع نفسك وأن تتقبلها بكل عيوبها ومميزاتها ، وقد شبهت ” إيمان ” ان النفس هى المزارع والقلب هى قطعة الأرض التى يقوم المزارع بزرعتها ، فالذي يزرعه الشخص في نفسه وقلبه سوف يحصده أيضاً في نفسه ومع الآخرين ، فعندما يزرع الشخص الحب والخير وكل ما هو جميل في قلبه سوف يحصد من نفس النبتة التى أنبتها وغرسها فى قلبه ، حيث ذكرت أن من أهم الإحتياجات الأساسية للإنسان وكما قال “ماسلو” الحاجة للأمان وهذا يتم إشباعه بالعلاقات الإنسانية الجيدة ، وكذلك من أهم الإحتياجات الأساسية للإنسان هو تقديره لذاته وهذا يكون بشعور الشخص بثقته بنفسه وأيضاً فى احترامه لنفسه ، والتقدير الذاتى يكون أيضاً فى النجاح والإنجاز الذى يحققه الإنسان، ولابد على الإنسان أن يقوم بالتوازن فى كل جوانب حياته لكي لا يفقد أى جانب من الجوانب .
حيث أكدت ” إيمان ” بأن العلاقات الإنسانية القوية الجيدة مع الوالدين والأصدقاء والأبناء ،تجعل الفرد أكثر صحة وسعادة وأطول عمراً، وكما رسول الله (صلي الله عليه وسلم )
“مَنْ أَحَبَّ أَنْ يُمَدَّ لَهُ فِي عُمْرِهِ ، وَأَنْ يُزَادَ لَهُ فِي رِزْقِهِ ، فَلْيَبَرَّ وَالِدَيْهِ ، وَلْيَصِلْ رَحِمَه”
فالرسول هو أول من علمنا الحب والتعبير عن الحب ، وفي تعبيره عن حبه لأبنته فاطمة رضي الله عنها
فكان النبي –صلى الله عليه وسلم- لو أن النبي جالس ودخلت فاطمة عليه، فيقوم النبي –صلى الله علي وسلم- ويقبلها بين عينيها، يقبلها على جبينها
وفى تعبيره عن حبه لزوجاته ومنهم السيدة عائشة، أن النبى قال لعائشة رضي الله عنها ((أما ترضين أن تكوني زَوجتي في الدنيا والآخرة؟))، قلت: بلى والله، قال: ((فأنتِ زوجتي في الدنيا والآخرة)) ، وفى قول سيدنا رسول الله (صلي الله عليه وسلم ) عن السيدة خديجة «إِنِّي قَدْ رُزِقْتُ حُبَّهَا»
هذا فى تعبيره عن حبه لأهلهِ فكيف بتعبيره عن حبه لأصدقائهِ ،
قال رسول اللّه صلى اللّه عليه وسلم وفى تعبيره عن حبهِ لسيدنا أبي بكر
“لوكنت متخذاً خليلاً لاتخذت أبا بكر خليلاً” ،أما عن حبهِ لبلده مكة وعند وداع الرسول لها قال (والله إنك لأحب البلاد إلي الله وأحب البلاد إلي ولولا أن قومك أخرجوني منك ما خرجت) وغيرها من المواقف والدروس النبوية التي تدل علي تعبير الرسول عن مشاعره فهو خير من نقتدي بهِ وخير من علمنا كل أنواع الحب وكيفية التعبير عنه (حب الأهل ، الأبناء ، الأصدقاء ، وحب الخير ،وحب الوطن ،وحب المساكين بل حب الإنسانية ) وكما في الحديث الشريف روي ابن مسعود رضي الله عنه عن النبي صلَّى الله عليه وسلَّم أنه قال: (لن تؤمنوا حتى تراحموا)، قالوا: يا رسول الله، كلنا رحيم،قال: (إنه ليس برحمة أحدِكم صاحبه، ولكنها رحمة العامَّة )هذا هو رسولنا وفي قول الله تعالي عنه في القرآن الكريم (وَمَا أَرْسَلْنَاكَ إِلَّا رَحْمَةً لِلْعَالَمِينَ) (الأنبياء )(107
كما علمنا الرسول ( عليه الصلاة والسلام ) حب الحياة بحب الله تعالي وفي الحديث الشريف عن أبي العباس سهل بن سعدٍ الساعدي رضي الله عنه قال: جاء رجلٌ إلى النبي صلى الله عليه وسلم فقال: يا رسول الله، دلني على عملٍ إذا عملته أحبني الله وأحبني الناس، فقال: ((ازهد في الدنيا يحبك الله، وازهد فيما عند الناس يحبك الناس)) والحديث فيما معناه ترك ما لا يحتاج إليه الإنسان من الدنيا، وإن كان حلالًا، والاقتصار على الكفاية،وأعرض عما في أيدي الناس من الدنيا ، حيث ختمت ” إيمان ” حديثها بقولها ( أربط حبك لكل شئ بالله يتحقق لديك معني العبادة ) فأن كل أنواع الحب وأشكاله لا بد أن يندرج تحت حب أكبر وهو حب الله سبحانه وتعالي ، فهناك درجات للعبادة ، هناك من يعبُد الله خوفاً ، وهناك من يعبُد الله حكمةً أن يري حكمة الله في كل شئ ، وهناك من يعبُد الله عبادة محبةً وسرور وطمأنينة وهذة هي أجمل درجات العبادة ، لأنه سوف يطمئن ويعبُد ويحب الله في السراء والضراء ويتقرب إلي الله قرب المُحب المشُتاق للقاء الله سبحانه وتعالي .

x

‎قد يُعجبك أيضاً

أمى اليوم عيدك

#الدولة_الآنبهاء الدين عابد وكل يوم عيدك الأم هي الأصل الذي يبدأ منه وعليه ارتكاز بناء ...

youporn