يعيش الستيني أبو ؟ على الذكريات الجميلة التي قضاها مع زوجته قبل وفاتها منذ عشرة أعوام، فقد تركت وفاتها في نفسه وحياته “فراغا كبيرا”، وفق قوله، إلا أنه حتى الآن ما يزال يتذكر فنجان القهوة الصباحي الذي كانت تعده له قبل أن يذهب إلى عمله، وتفاصيل أيام الإجازات والعطل التي كانا يقضيانها معا ومع الأولاد سواء في المنزل أو خارجه.
ويؤكد ابو؟أن وفاءه لزوجته الراحلة على حاله حتى آخر يوم في حياته، فهو ما يزال حتى الآن يشتم رائحتها في أرجاء المنزل، ويرى خيالها وكأنها حاضرة، “وإن فارق جسدها الحياة فروحها ما تزال تسكنني”.
ويذكر أن أولاده الأربعة بعد وفاة والدتهم اقترحوا عليه أن يتزوج ويعيش حياته بشكل طبيعي حتى يجد ونيسا ورفيقا لحياته، ورشحوا له أكثر من امرأة من داخل وخارج العائلة لكي يتزوجها، إلا أن الفكرة بالنسبة إليه كانت “غير مقبولة على الإطلاق”، وفق قوله حيث أخبرهم برفضه التام للفكرة من أساسها، كونه ببساطة لا يتخيل امرأة أخرى تعيش في نفس المنزل التي كانت تعيش فيه زوجته قبل وفاتها.
يرفض كثير من الأزواج والزوجات الاقتران بآخرين بعد وفاة شريك حياتهم، حيث يعيشون باقي حياتهم على ذكرى الراحلين ملتزمين بقيم الوفاء والعشرة التي جمعتهم لأعوام طويلة في حياتهم.
ورغم أن بعض هؤلاء يكون في ريعان شبابه، إلا أنهم يرفضون الزواج مرة أخرى، لا سيما النساء، وخاصة إذا كان الراحل قد ترك لهن أطفالا فتتفرغ الواحدة منهن لأبنائها وتمنحهم الرعاية والحب والحنان بقدر ما تستطيع تعويضا عن غياب الأب