كتبت :اسماء البردينى
عرفنا أن الهدف يجب أن يتناسب مع قدرات وإمكانيات الفرد حتى يمكن تحقيقه ،ولا يصح أن يخطو الفرد على خطى الآخرين الذين كانت لهم نفس أحلامهم وذلك لأن هذا التشابه فى رؤية الفرد وما يريد أن يحققه ،وليس التشابه فى نفس الظروف والإمكانيات والقدرات فقط عليك أن تستغل ما وهبه الله لك أقصى استفادة ممكنة.
ويسعى الفرد فى كل هذا حتى يكون المردود هو السعادة النتيجة المرجوة من الحياة والتى تعينه على عيش حياته بمنظور آخر ،والحياة المتوازنة بين جوانبها المختلفة عامل هام لتحقيق سعادته وهنا نردد التكامل وليس التساوى فتكامل هذه الجوانب يمكن تحقيقه أما التساوى بمعنى كل الجوانب تتساوى فى نسب تحقيقها فهذا لا نحصل عليه.
و النجاح هو الاتزان “الحياة المتزنة” في جميع سلوكيات الفرد(الجانب الروحانى ،الصحى ،الشخصى ،العائلى ،المادى ،الاجتماعى ،المهنى )
.
ومجموع هذه الجوانب من الحياة يكون ناتجها = السعادة
وقد يتغير مفهوم النجاح عند كل فرد فمنهم من ينظر للنجاح على أنه تحقيق الشهرة ،ومنهم من ينظر على أنه تبوأ المناصب العليا ،ومنهم من يحد من نظرته ويقتصرها على أن النجاح هو التفوق الدراسى .
ولعل من المفاهيم المحددة للنجاح بأنه ” النجاح هو رحلة الاكتشاف التي تلازم الإنسان منذ ميلاده حتى مماته ولا يقف أو يرتبط بعمر محدد وخير مثال على ذلك اختيار “تشرشل” وهو يبلغ من العمر (66) عاماً ليكون رئيساً لوزراء بريطانيا أثناء الحرب العالمية الثانية في عام 1940 بالرغم من انتهاء حياته السياسية فى عام 1932.
ولكي نرى النجاح بأعيننا لابد وأن يعي كل فرد منا ما هي أسباب الفشل؟
لا يوجد شخص متعقل يبحث عن الفشل أو يريده، كلنا نكافح من أجل الوصول إلى أفضل ما نتمناه.. إذن لماذا يفشل بعض الأشخاص ويتذوقون مرارة الفشل وآلامه، والسبيل المنطقي هو معرفة الفرد للأسباب الكامنة وراء فشله لتجنبه.
– السبب الأول:
أول أسباب الفشل هو الانشغال الدائم والانغماس في الإنتاجية، فهما مفهومان لا يتقابلان مع بعضهما البعض على الإطلاق. فكون الإنسان منشغلاً طوال الوقت فهذا لا يعنى اقترابه من الهدف الذي يسعى إليه، فمع هذا الانشغال وعدم وجود الوقت الكافي لا يتمكن الإنسان من التفكير في الهدف الصحيح الذي ينبغي عليه القيام به بدلاً من اللجوء إلى الأشياء الأخرى التي تشغل الوقت بدون نفع أو جدوى.
– السبب الثاني:
هزيمة النفس قبل البدء، هل تتخيل أنه إذا كان لديك طفلاً يحاول تعلم ركوب الدراجة عدة مرات ولكنه يسقط من فوقها تكراراً ثم يقرر عدم ركوبها مرة أخرى فسوف ينتابك بأن هذا تفكير سطحي ويجب عليه أن يعيد المحاولة لأن الوقوع في الخطأ ضرورة للتعلم. وهو نفس الشيء لك لكي تحقق ما تسعى إليه، فقد تكون بحاجة إلى سقوط أو تجربة قبل الوصول إلى الهدف وتحقيقه.
غالبية الأشخاص التي تتخذ من الفشل نمطاً لحياتها يكون بسبب مناجاة أنفسهم بأنهم لا يستطيعون القيام بكذا أو أنهم لا يستحقون ذاك حتى وإن لم ينالوا شرف التجربة.فالفرد يتعلم من الأخطاء الصغيرة ويتخذها لخبرة يستفاد منها .
– السبب الثالث:
رؤية الفشل كنهاية وليس كبداية، الفشل يجعل الإنسان أكثر قوة ويقربك خطوة حتى ولو واحدة إلى الهدف .. أي أنه بداية لتحقيق حلم النجاح وليس نهاية كما يتصور البعض من ذوى الإرادة الضعيفة والذين ينظرون إلى الفشل بأنه خبرة مفزعة تخرجهم عن طريق النجاح الذين يتوهمون برسمه لحياتهم.
– السبب الرابع:
الانغماس في أكثر من مهمة، هناك بعض الأشخاص التي تقر بقدرتها على تنفيذ أكثر من عمل بإجادة وإتقان في آن واحد وأنهم محترفون للعديد من المهام المختلفة. كل ذلك مضيعة للوقت، ومن الأفضل أن يتقن الشخص مهارات محددة ويترك الأخرى لأصحابها الذين يجيدونها وذلك من أجل تحقق الفهم الجيد لما يقوم به، ولتوفير الوقت، لمزيد من الإتقان، ولمزيد من القوة فى الأداء.
– السبب الخامس:
عدم وجود خطة، إذا كان هناك هدف بدون خطة فهذا معناه الجهل وعدم المعرفة بذات الفرد وشخصيته ،الخطة تساوى الإيمان بقراراتك والثقة فيما تفعله. بالخطة المكتوبة يمكنك حساب ما فعلته وأين تقف الآن وما ينبغي أن تفعله لاحقاً.
الخطة هي الواجب المطلق لأي نجاح في الحياة.
وقد يكون من السهل نطق كلمة “نجاح” لأنها مكوناتها بسيطة من أربع حروف فقط، لكن هل السهولة تتوافر في تحقيقها؟ والإجابة تتضح من الكلمة الملازمة دائماً للنجاح “أسرار” مما توجه النظر لصعوبة هذا النجاح .
وهذا ما نعرفه ………………………لاحقا .