أكدت الدكتورة يوهانسن عيد رئيس الهيئة القومية لضمان جودة التعليم والاعتماد، أن الهيئة تعمل حاليا على وضع الأطر المنهجية لبرامج التدريب الخاصة لعمليات التعلم عن بعد، والتي سيتدرب عليها كافة المعلمين بكل مؤسسات التعليم، استجابة لضرورات التغيير في أساليب التعلم والتي فرضتها تداعيات فيروس “كورونا”.
وقالت عيد – في تصريحات اليوم السبت – إن الهيئة تضطلع للقيام بدور رئيسي في وضع القواعد والأسس التي تعمل من خلالها مختلف مؤسسات التعليم الجامعي وماقبل الجامعي والأزهري فيما يتعلق بالتعليم عن بعد.. مشيرة في هذا الصدد إلى مواصلة ورش العمل والبحث داخل الهيئة خاصة في إدارتي التدريب والاعتماد.
وأضافت أن الهدف من برامج التدريب هو اكتساب مهارات التواصل العلمي مع الدارسين من خلال وسائل وسيطه على اعتبار التعليم عن بعد يقوم على عدم اشتراط الوجود المتزامن للمتعلم مع المعلم أو القائم بالعملية التعليمية في الموقع نفسه، ومن ثم تنشأ الضرورة لأن يكون بينهما وسيط، وللوسيط هذا جوانب تقنية وبشرية وتنظيمية، فضلا عن أن المتعلم يتمكن من اختيار وقت التعلم بما يتناسب مع ظروفه الخاصة، دون التقيد بجداول منتظمة ومحددة سلفا للالتقاء بالمعلم، باستثناء اشتراطات التقييم.
وأوضحت أن التعليم التقليدي يعتمد على معلم موجود مع الطالب في جميع أوقات الدراسة، أو قريب منه يعمل على توجيهه وإرشاده وتشجيعه على الاستمرار في الدراسة ويضع الامتحانات ويقوم الطالب بحلها ومن أجل ذلك فإن المواد التعليمية تتناسب كثيرا مع توجيهات المعلم، أما التعليم عن بعد فإن الطالب نادرا ما يلتقي بالمعلم، ومن هنا تأتي أهمية حرص المسئولين عن صياغة المواد التعليمية لنظام التعليم عن بعد أن تتناسب هذه المواد مع هذه الحقيقة، وأن تنوب هذه المواد عن المعلم بمعنى أن تقدم الموضوع بوضوح، ومعه الإرشاد والتوجيه.
وأكدت رئيس الهيئة أن أنماط تفكير الدارسين من أبنائنا وبناتنا الطلبة والطالبات ستتغير كثيرا في السنوات القادمة، لأن نسبة اعتمادهم على الذات ستكون كبيرة، وأن معدل اكتساب المهارات سيتزايد بشكل مضطرد.
وعن أوجه الاختلاف بين التعليم التقليدي والتعليم عن بعد فيما يتعلق بالمعلم والطالب، أشارت الدكتورة يوهانسن عيد إلى أن كل برامج التدريب القادمة بالنسبة للمعلمين ستركز على اعتبارات مهمة أولها أن النمط التعليمي في التعليم عن بعد يعتبر نمطا ذاتيا، وذلك أن المتعلم منفصل مكانيا عن المعلم، ولذا فإنه يتعلم ذاتيا أي يعلم نفسه بنفسه اعتمادا على أسلوب ومحتوى، أما التعليم التقليدي فإنه نمط تعليمي يعتمد على نشاط المعلم بشكل كبير، لأن الهدف الرئيسي للمعلم في التعليم التقليدي هو التوثيق العلمي وأمانة عرض المادة العلمية، فهو يقدم المحتوى العلمي بطريقة السرد وهدفه الأول دقة المعلومة وصحة السياق، أما الهدف الرئيسي للمعلم في التعليم عن بعد فهو التواصل مع المتعلم من أجل تنمية قدراته العقلية ومساعدته على استيعاب المواد.
واختتمت عيد تصريحاتها قائلة “آفاق التعليم عن بعد كبيرة وبلا حدود، ونحن في هيئة جودة التعليم نعد برامجنا وخططنا وفق مفهوم واقعي بأن التعليم عن بعد له مساران، الأول هو النقل المتزامن، حيث يكون الاتصال والتفاعل مباشرة أي في الوقت الحقيقي بين المحاضر والدارسين في مؤسسات التعليم المختلفة من جامعات ومعاهد ومدارس وذلك في حالة التعليم عن بعد، وكذلك هو الوضع عند إقامة بعض الدورات التدريبية من على بعد”.. مضيفة “المسار الثاني يعرف بالنقل اللامتزامن، وفي هذا النوع يقوم المحاضر بنقل وتوصيل أو توفير المادة الدراسية بواسطة الفيديو، أو عبر جهاز الكمبيوتر أو أي وسيلة أخرى، والطالب من الجانب الآخر يتلقى أو يتحصل على المواد في وقت لاحق”.