كتبت أسماء نبيل ذكي
يعود أصل مفهوم بلاد الشام أو بلاد المشرق إلى الكلمة الفرنسيةlever ، والتي قد تشير إلى شروق الشمس كدلالة على جهة الشرق، أما كمصطلح جغرافي فتشير بلاد الشام إلي الشاطئ الشرقي للبحر الأبيض المتوسط، والجزر المجاورة له، وتقع بلاد الشام في قارة آسيا، وتحديدا اي وسط المنطقة الغربية منها، وتمثل الجزء الغربي والأوسط من منطقة الهلال الخصيب، وتشمل كلا من الأردن، وفلسطين، ولبنان، وسوريا.
كما انها تقدر مساحتها الإجمالية بنحو “307,134” كم2، وهي منطقة متباينة، إذ تتميز بتنوع عرقي، وثقافي، وديني كبير كما يوجد العديد من الروايات التي توضح سبب تسمية بلاد الشام بهذا الاسم، إذ تشير إحداها إلى أن السبب يعود إلى كثرة الشامات السود والبيض التي تميز تربة وحجارة أراضيها.
في ذلك إشارة إلى الطبيعة الجغرافية للمنطقة، أما في رواية أخرى فقد ورد أنّ اسم شام هو نسبة إلى سام بن النبي نوح عليه السلام الذي يُعدّ أوّل من نزل بتلك المنطقة، ومع ازدياد تداول الكلمة فقد تحوّل حرف السين في كلة سام إلى شين، بينما يعتقد بعض الباحثين أنها سميت شاما، والذي يعني الطيب، بسبب وقوعها في الجهة الشمالية للكعبة.
أطلق اسم أرض كنعان على بلاد الشام قديما، وذلك نسبة إلى الأقوام التي جاءت إلى هذه المنطقة بعد خروجهم من شبه الجزيرة العربية، كما جاءت فيما بعد العديد من القبائل من مناطق بحر إيجه وغيرها، والذين استقروا في مناطق السهل الساحلي، واستمرت القبائل المختلفة بالقدوم إلى بلاد الشام، إذ سكنها العديد من الأقوام، وقد استمر الوضع على ذلك إلى أن خضعت البلاد للحكم الروماني لمدة “سبعة” قرون، ثم بعد الفتح الإسلامي قسمت إلى عدة أجناد، لتضم بلاد الشام اليوم جميع الأقاليم الواقعة ضمن الأردن، وفلسطين، وسوريا، ولبنان.
حيث تتوسط بلاد الشام القارات” الثلاث” آسيا، وأفريقيا، وأوروبا، وهي بذلك تشكل جسراً طبيعياً بين آسيا وأفريقيا، وتقع بلاد الشام على طول الساحل الشرقي للبحر الأبيض المتوسط، وتحدها جبال طرطوس من الشمال، والصحراء من الجنوب والشرق، ويعد كل من البحر الأبيض المتوسط، والشق السوري الأفريقي الكبير، والصحراء الشاسعة أهم المعالم الأساسية للبلاد من الغرب إلى الشرق، أما فلكيا فتقع بلاد الشام ضمن المنطقة المعتدلة بالنسبة لدوائر العرض،مما انعكس على مناخها، فهو يتأثر بكل من حزام الضغط العالي شبه الاستوائي في فصل الصيف، ومنخفضات منتصف مناطق دوائر العرض خلال فصل الشتاء، ولذلك تتمتع مناطق بلاد الشام بشكل عام بصيف حار، وشتاء رطب وبارد.
تنوعت الحضارات والشعوب التي أقامت في مناطق بلاد الشام، واختلطت وتفاعلت فيما بينها، إذ ضمت كلا من العرب، والأكراد، والأتراك، وغيرهم، مما ترك أثرا واضحا على التركيب الاجتماعي للبلاد، وخاصة فيما يتعلق بالعادات والتقاليد، ويعد الكنعانيون من أوائل الشعوب العربية التي انتقلت من وسط شبه الجزيرة العربية إلى بلاد الشام، وذلك خلال الألفية “الثالثة” قبل الميلاد، إذ أسسوا فيها العديد من الممالك والمدن، مثل بيروت، وصور، وصيدا، وطرطوس، ويبوس، وأوغاريت، وأرواد، وإلى جانب ذلك تتنوع الديانات في بلاد الشام، وتشمل الديانة الإسلامية، واليهودية، والمسيحية، إلا أن المسلمين السنة يشكلون معظم سكان البلاد.