مشكلات التعليم لا حصر لها
في الأسرة والمجتمع
707 زيارة
كتبت:أسماء البرديني
يعتبر التعليم من الضروريات بالنسبة للمجتمع، إذ إنّه يركز بشكل كبير على الجوانب الاجتماعية للمواطنين ويعلي من مكانتهم، ويجعل المواطنين أشخاصًا أفضل وعلى قدر المسؤولية، كما يساعد في إصلاح المواقف المختلفة المبنية على المعتقدات الخاطئة، ويحسن من قيم المواطن وتجعله على علم بتراثه الاجتماعي والوطني والثقافي، كما أنّه يزيد كمية الوعي لدى الأشخاص.
وعلى الرغم من نظرة الأشخاص السلبية إلى التعليم الرسمي، خصوصاً أنّهم يرون منه ملل المعلمين وضخامة الكتب وصعوبة الامتحانات، إلا أنّه في الواقع يعتبر مغامرة ومتعة ويعرف الناس بأشياء جديدة ويساعد على التعرف والالتقاء بأشخاص جدد ويعطي اهتمامات جديدة ويمنح المتعلمين فرصة للتفاعل مع أشخاص مختلفين عن المحيطين بهم مثل أفراد العائلة والجيران، كما أنّه يعتبر فرصة مناسبة لتغيير جو المنزل الذي قد يكون مشحوناً بالتوتر والعصبية، ويزيد من التفاعل بين الأشخاص، كما يساعد في العثور على الأصدقاء مهتمين وجيدين، حيث يوفر التعليم فرصة ممتازة لكل هذا لأنّه يعتبر تجربة ممتازة لمعرفة الناس.
وقد شهدت الآونة الأخيرة العديد من النداءات التى كانت تهدف إلى تطوير التعليم واكساب الأجيال القادمة المهارات اللازمة التى تشجع على الفهم والتطبيق بدلا من الحفظ والتلقين، ولهذا تم تطبيق نظام سُمى بالنظام الجديد الذى ينادى ويتضمن مناهج جديدة وطرق تقييم جديدة وامتحانات جديدة تطبق على الطلاب بالصفوف رياض الأطفال والأول الإبتدائى، وعلى التوازى يتم تطوير باقى الصفوف القائمة.
أى أن المرحلة الأولى من المشروع خاص ببناء نظام تعليم جديد للطفولة المبكرة بمهارات حياتية متوازنة حقيقية.
وقد رصدت جريدة “الدولة الآن” آراء بعض أولياء الأمور فهناك من أشاد بمميزات هذا النظام وهناك من هاجمه وأكد على سلبياته ولكن الكل أكد على أنه المطلوب من الطالب أن يرسم ويبتكر فالاعتماد على الرسم والمهارات العقلية لطفل لم يتعلم الرسم من الأساس ولم يعي ما المطلوب منه وذلك مع عدم تأهيل المعلمين على النحو الأمثل فكان الأولى هو جعل الترم الأول من الصفوف الأولى لتعليم الأطفال الرسم والأنشطة ومهارات ذاتية وهذه تعتبر كمرحلة مؤهلة لما هو قادم ثم نطلب منه التعبيرعن ذاته وأسرته وكل حياته .
وأكد بعض أولياء الأمور صعوبة هذا المنهج لطفل الأول الابتدائى فهذا الطفل محتاج للعب والمتعة لا لتعقيده من منهج كبير عليه وتحميل الأهالى مصاريف ونفقات لإعداد الأنشطة المطلوبة التى لا يقوى الطفل على إعدادها ومن ثَم يقوم بها أولياء الأمور بدلا منه أى مهمات أخرى على ولي الأمر.
ويقولون أننا نوافق على التطوير ولكن مع توفر المصادر المعينة على ذلك وجعل الطفل يعيش عمره وأيضا تعليمه بدرجة توافق خصائص النمو لكل مرحلة.
وعلى صعيد آخر فنود أن نعرض مشكلة الدروس الخصوصية فنحن نتفق بأن أفضل استثمار يمكن تحقيقه في الحياة عند الأهل هو تعليم الأبناء. ونلحظ اليوم اللجوء إلى التعليم الخصوصي في حالة أبدى الطالب تراجعًا في تحصيله أو كان ضعيفًا من الأصل، وتزيد الحاجة كلما صعبت مواده التعليمية مع التقدم في الصفوف، وخاصة في المراحل الثانوية وخصوصًا وقت الامتحانات.
من الطبيعي أن لإعطاء الدروس الخصوصية العديد من وجهات النظر المختلفة بين الأهل منها السلبية ومنها الإيجابية، ونحن نطرح الموضوع لأنه بات أمرًا شائعا ومتفقا عليه ضمنا، ولكنه غير معلن عنه ولا يأخذ صبغة رسمية ولا مهنية في كثير من الأحيان، الأمر الذي يوقع الطلاب والأهالي في كثير من الأحيان في شرك “تبذير الأموال” الفائض عن حاجته، حين يكون المعلم غير ملائم، أو الطالب لم يأخذ وقته الكافي في الدرس والمراجعة، قبل أن يلجأ للمعلم الخصوصي.
يشكو معظم الطلاب من تعقيدات في مناهج التعليم والمادة، الشيء الذي يدفعهم لطلب المساعدة، ولكن أحيانا التعليم الخصوصي يأتي بنتائج عكسية، لأن المعلم الخصوصي يعلم أحيانا بطريقة مختلفة عن الطريقة المطلوبة من الطالب في المنهج وهذا يشتته بدل الفائدة، فيجب أن يراقب الأهل التعليم ويكونوا على اضطلاع على صغائر الأمور وشريكين له
توجهنا لطلاب مدارس ثانوية يتعلمون دروس خصوصية، الرد كان:
– “صرت أشعر أني بدون معلمي الخصوصي لن أنجح أبدا فهو يقويني ويشجعني وعلاماتي ارتفعت قليلا وليس كثيرا”.
– قال أحدهم “أهلي أجبروني على ذلك وأنا الصراحة لا أفهم هنا ولا هناك”.
الحِكمة تَكمُن في اتخاذ قرار صحيح ومُستَنير لِصالح أولادنا، حتى لا تَتولد لديهِم مشاعر مِن الكراهية للدِراسة والتعلُّم بل لتنمي عندهم حبًا لها، هذا أولا وثانيا أختيار التوقيت الصحيح لإعطاء المساعدة، في الوقت المناسب وبالطريقة الصحيحة وعند المعلم صاحب الكفاءة
وهذا الأمر الذى أدى بالوزارة إلى تطوير نظام الثانوية العامة الجديد الأمر الذى نتمنى أن يتغلب على عقبة الدروس الخصوصية وأن يتغلب عليها وأن نشجع الطلاب على التعليم والبحث وأيضا نعطى للمعلم مرتبًا يتكافئ مع ارتفاع الأسعار حتى يعيش حياة كريمة وحتى يرتقى بعمله.
2018-12-27