porno.com
الرئيسية » الأسرة والمجتمع » ما الذي يدفع الإنسان للتخلص من نفسه بنفسه؟

ما الذي يدفع الإنسان للتخلص من نفسه بنفسه؟

#الدولة_الآن

تحقيق : محمد منصور

ظاهرة تنال من المجتمع البشري أجمع، كارثة لا تعرف صغيرًا من كبيرًا، شابًا من مسنًا، ذكرًا من أنثى، أصبحت الطريق الأوحد في نظرنا للتخلص من المشاكل الدنيوية ، دون النظر لما خلفها من عذاب، دون التفكير في عاقبتها، شباب لا يتجاوز أعمارهم ال”٢٠” عامًا يلجأون إلى الانتحار، أي من المعاناة والمشقة واجهت هذا الشاب وهو في ذروة شبابه تدفعه إلى الانتحار؟

لا شك أن هذه الطامة أصابت الكثير في جميع البلدان العربية والغربية خلال الفترة الحالية، كثيرا من الشباب اهدر حياته وأهله ومجتمعه بالكامل من وراء فكرة الانتحار، يراها البعض وسيلة للهروب من الحياة المميتة بالبطئ، ويروها البعض الاخر انها السبب الوحيد لحل مشكلاتهم الدنياويه ، هناك ما بين “800” ألف إلى “مليون” شخص تقريبًا يموتون كل عام عن طريق الانتحار، مما يجعله عاشر الأسباب الرئيسية للوفاة في العالم.

ومن جانبه فإن الانتحار هو الفعل الذي يتضمن تسبب الشخص عمدًا في قتل نفسه ، يُرتكب الانتحار غالبًا بسبب اليأس، والذي كثيراً ما يُعزى إلى اضطراب نفسي ، مثل الاكتئاب أو الهوس الاكتئابي أو الفصام أو إدمان الكحول أو تعاطي المخدرات ،  وغالبًا ما تلعب عوامل الإجهاد ، مثل الصعوبات المالية أو موت شخص عزيز أو المشكلات في العلاقات الشخصية دورًا في ذلك ، وقد أوردت بيانات لمنظمة الصحة العالمية بأن “75%” من حالات الانتحار تسجل ما بين متوسطي الدخل وسكان الدول الفقيرة ، كما تختلف الطريقة الأكثر شيوعًا للانتحار حسب البلد، كما ترتبط جزئيًا بمدى توافر الوسائل ، وتشمل الطرق الشائعة ما يلي ،  الشنق والتسمم بواسطة المبيدات الحشرية والأسلحة النارية ، كما ان المعدلات أعلى في الرجال عنه في النساء، حيث أن الذكور أكثر عرضة لقتل أنفسهم من الإناث بمقدار “ثلاث” او “أربع” مرات ، هناك ما يقدر بنحو من “10-20” مليون محاولة انتحار فاشلة كل عام ، وهذه المحاولات أكثر شيوعًا بين الشباب والإناث.

حيث شهدت الآونة الأخيرة كثيراً من الأحداث والقضايا لهذه الكارثة ولعل أبرزها، حادث انتحار الشاب “م.ت” بسيارته من أعلى كوبري جامعة المنصورة، حيث أقدم شاب على التخلص من حياته بإلقاء نفسه بسيارته من اعلى كوبرى جامعة المنصورة، وكتب على صفحته الشخصية: “اشوفكم بخير وابقوا افتكروني وابويا ميمشيش في جنازتي بالله عليكم”،  ومن ثم تلقى اللواء “سيد سلطان” مدير امن الدقهلية، اخطارا من اللواء “ايهاب عطية” مدير المباحث الجنائية، يفيد بقفز شاب بسيارته وهو بداخلها من اعلى كوبرى جامعة المنصورة، وعلى الفور انتقل ضباط المباحث الى مكان الواقعة، وفور انتقال ضباط المباحث إلى مكان الواقعة تبين أن السيارة شيفروليه بيضاء تحمل لوحات “د ي ا” “3541” وتم العثور على جثه قائدها يدعى “م.ت”، و كان الشاب قد كتب على موقع التواصل الاجتماعي فيس بوك “اشوفكم بخير وابقو افتكروني وابويا ميمشيش في جنازتي” كما كتب قبلها: ” انا على حافة الانتحار”، فشرع على التخلص من حياته نتيجة تضييق أسرته عليه.

كما رصدت عدسة جريدة الدولة الآن اراء بعض المواطنين حول انتشار الانتحار ، فأجاب “ن.ر” أن السبب الرئيسي للإنتحار هو الأمراض النفسية ، التي تؤثر على الإنسان بالتعب والإكتئاب والتي تؤدي الى تعكر المزاج بشكل كبير ، ومنها ايضا تؤثر على الشخصيه ، فتلقي بصاحبها في خطر البحث عن الانتحار للتخلص من الحالة النفسية ، مشيراً “أ.م” أن الإنتحار جريمه يقوم بها الشخص في حق نفسه وهو تعدي على النفس البشرية ، فالنفس البشرية ليست ملك للشخص ، ولكن هي وديعة أودعها الله فينا ، لذلك يجب الحفاظ عليها فالنفس ملك لله، والحياة وهبها الله للإنسان، فليس له أن يستعجل الموت بإزهاق الروح؛ لأن ذلك تدخل فيما لا يملك، كما أن حفظ النفس أحد الكليات الخمس في الشرع الإسلامي ، ومن ثم فإن الإنتحار حرام شرعاً مستدلاً على ذلك من كتاب الله بقوله تعالى (وَلَا تَقْتُلُوا أَنفُسَكُمْ إِنَّ اللَّهَ كَانَ بِكُمْ رَحِيمً).

ومما سبق يتضح أن الانتحار قتل الشخص نفسه عمداً، ويعد جريمة ومعصية يأثم فاعله، وهو حرام اتفاقًا، بأدلة من المنقول والمعقول، قال الله تعالى: ﴿ولا تقتلوا أنفسكم﴾ ، فالنفس ملك لله، والحياة وهبها الله للإنسان، فليس له أن يستعجل الموت بإزهاق الروح ، لأن ذلك تدخل فيما لا يملك، وتؤكد تعاليم الدين الإسلامي على أن الإنسان في هذه الحياة في مرحلة عابرة، وأن الحياة الحقيقية هي الحياة الأخروية التي يجازى فيها الإنسان (يوم يقوم الناس لرب العالمين) ، وأن هذه الحياة فترة اختبار أي: دار امتحان وابتلاء، وعلى هذا الأساس فإن الإسلام يحيث على الصبر على طاعة الله وفي مواجهة الحياة وما يعرض للإنسان من متاعب بروح الإيمان بالله واليوم الآخر، والتسليم لأمر الله وقدره، وعدم الجزع، ولا اليأس من رحمة الله، وأن الله يجازي العباد في الدار الآخرة، كما أن مفهوم الحرية الشخصية ، لا يتجاوز حدود العبودية لله رب العالمين ، فالموت ليس خلاصا من الحياة، وهي لا تنتهي به، وعقوبة القاتل نفسه لا تتحقق إلا في الحياة الأخروية، إذ لا يمكن للناس معاقبة شخص ميت، كما أنه لا يعاقب أهل الميت بوزر لم يرتكبوه، وقاتل نفسه يتحمل وزر القتل، وما قد يترتب عليه من تعذيب نفسه .

وفي هذا الصدد هناك بعض الطرق للتخلص من الأفكار الإنتحارية التي قد تلقي بصاحبها في حقبة الإنتحار ومنها ، وجود أشخاص موثوق بهم حوله، لذلك يجب على الشخص الذي تراوده مثل هذه الأفكار أن يضع قائمة بالأشخاص الذي يجب أن يتصل بهم فورا في حالة سيطرة عليه فكرة الانتحار، مثل رقم الطبيب أو المعالج النفسي أو بعض الأصدقاء والأقارب الموثوق بهم، فالحديث معهم حول ما يشعر به سيساهم في تهدئة هذه الأفكار كثيرا والخروج من منطقة الخطر ، كما أن ممارسة الرياضة تحسن الحالة النفسية، والتي بدورها تقلل من الأفكار الانتحارية ، وايضاً ذكر الله دوماً ، ومعرفة العذاب الذي سيلقاه بعد الإنتحار ، وعلى الدولة توفير حياة كريمة للإنسان ، وفتح مستشفيات لعلاج الامراض النفسيه التي قد تكون سبباً في الانتحار .

x

‎قد يُعجبك أيضاً

المهارات الحياتية اللازمة للنجاح في الحياة الشخصية والمهنية

#الدولة_الآنتعدّ المهارات الحياتية سلوكيات تساعد الأفراد على إدارة شؤون حياتهم بشكل مثالي، والتعامل مع تحديات ...

youporn