حوار خاص مع رئيس مبادرة معانا هتكون القائد “عمار محمد”
في تحقيقات وحوارات
2,361 زيارة
حوار: جنة عمرية
تظهر أهمية المبادرات المجتمعية والأفكار الريادية انطلاقاً من كونها جهوداً تشاركيه تهدف إلى تمكين المجتمع ومساعدته بما يحقق التأثير الإيجابي على سلوك الأفراد ومسؤولياتهم، والمشاركة في عملية التنمية والبناء وصنع القرار وإبراز دور القيادات الشبابية المؤثرة في المجتمع، بالإضافة إلى دورها في دفع عجلة التنمية المستدامة.
ومن هذا المنطلق جريدة الدولة الآن في حوار مع القائد “عمار محمد” رئيس مبادرة معانا هتكون، ومسؤول وحدة تعزيز قدرات النشء بمجلس الشباب المصري عضو التحالف الوطني للعمل الأهلي التنموي برئاسة الدكتور “محمد ممدوح”.
حيث بدأ “عمار” الحديث عن رحلته مع مبادرة معانا هتكون وأن فكرة إنشائها جاءت من خلال توليه وحدة تعزيز قدرات النشء منذ “أربعة” سنوات، وعمله على متابعة تطور أنشطة المجتمع المدني خارج مصر، ودراسة الأجواء التي تعيشها البشرية داخل المجتمع المصري، وأنها ساعدت في صياغة ملفات المبادرة ملف اكتشاف المواهب وملف التنمية السياسية.
أشار رئيس مبادرة معانا هتكون أن المبادرة في مفهومها الدارج هي مشكلة سواءً في الأفكار أو الأفعال أو قضايا مجتمعية أو قضايا خاصة بفئة معينة، ونبادر بوضع حلول لهذه المشكلة، وأن العمل التطوعي يكون بمشاركة الشباب، موضحاً أن بعض المشاركات منها ما يكون بهدف الاستغلال أو المشاركة التي تقتصر على مجرد صورة فقط، لهذا من الواجب مشاركة الشباب والنشء في القرارات الحقيقية فهم يواكبون عصر التقدم العلمي والتكنولوجي، وتوعيتهم بأن العمل التطوعي ينمي من المهارات والقدرات وبناء الشخصية داخل الواقع العملي.
أوضح رئيس مبادرة معانا هتكون أن المبادرة قائمة على رؤية وهي مشاركة الشباب والنشء من سن “11 : 25” عام، والعمل على خلق جيل واعٍ قادر على تحدي أي فكر متطرف، ففي عام “2013” ظهرت أفكار متطرفة وجماعات تكفيرية استطاعت أن تستقطب بعض الشباب من أبناء سيناء وغيرهم، ولكن لحماية المجتمع من هذا الفكر المتطرف تعمل مبادرة معانا هتكون على صنع جيل واعٍ قادر على المشاركة الحقيقية داخل المجتمع، وصنع القرار في صالح الدولة والمحافظة على موارده أولاً وموارد بيته ثم المجتمع المحيط ثم الدولة.
أجاب “عمار” عن اختيار اسم المبادرة بأنه عملاً بقول الله تعالى (وَأَمْرُهُمْ شُورَىٰ بَيْنَهُمْ) كان الاسم من اقتراح القائد “أحمد أبو غزالة” خبير برلماني وعضو مجلس إدارة جمعية فتيان الكشافة المركزية، فالاسم يحمل مدلولاً كبيراً بأن الممارسة داخل مبادرة معانا هتكون تختلف عن باقي الكيانات والأعمال التطوعية الأخرى، موضحاً أن أول تدريب في مرحلتي التدريب والتأهيل هو كيف تتحول من فرد لعضو فعال، حيث أنه قبل الانضمام للمبادرة يعمل على تدريبات واختبارات وتسليم تكليفات، فيكون شخصاً مميزاً ومختلفاً عن الآخرين يبدأ من حيث انتهى.
حيث صرح رئيس مبادرة معانا هتكون أن رسالة المبادرة هي توعية وتثقيف وتمكين وتأهيل الشباب والنشء بالتدريبات التأهيلية التي تمكنهم من إبراز دورهم داخل المجتمعات، وخصوصًا إذا كان مجتمع داخل قرية وكيفية نشر فكرة العمل التطوعي داخل هذه القرية، وعلى سبيل المثال كان أجدادنا قديماً يمتلكون قدرة إلاهية بما تسمى التأمل والملاحظة والاستنتاج، وبتحديد أهدافهم نجحوا في بناء المستقبل لنا، وهذا ما تعمل عليه مبادرة معانا هتكون من تنمية النشء ومساعدتهم على تكوين أهداف زكية واقعية قابلة للتنفيذ، ولكن على حسب أولويات النشء.
تابع “عمار” أن المبادرة تستهدف الشباب من سن “11 : 25” عاماً، مقسمة على حسب الفئة العُمرية فمن سن “11 : 18” يحصل على دورات تنموية تلائم عمره وتفكيره، بينما من سن “18 : 25” عاماً تدريبات أكثر تطوراً لتأهيلهم من الكوادر والقيادات داخل المبادرة، لافتاً إلى وجود الطفل “يوسف مصطفى” داخل المبادرة ساعده على المشاركة في نموذج محاكاة برلمان طلائع العمل العام، وكونه أصغر عضو برلمان يقدم طلب إحاطة عن المناهج التعليمية للصف الرابع الابتدائي عام “2021”.
أكد رئيس مبادرة معانا هتكون أن المبادرة تتضمن ملفين ملف اكتشاف المواهب وملف التنمية السياسية، حيث يعمل ملف التنمية السياسية على التثقيف السياسي ودراسة أنواع السلطات، ومعرفة أهمية الوزارات وكيفية الاستفادة منها ودورها في خدمة المواطن المصري وخدمة الشباب، وتطبيق نماذج محاكاة للوزارات أو لمجالس قومية في لقاء تفاعلي، بالإضافة إلى العمل على محو الأمية السياسية أو تخوف الشباب والنشء من السياسة، أو حدوث لبس من بعض المدربين للمصطلحات السياسية التي تصل للناس في الشوارع والمنازل.
استكمل “عمار” أن ملف اكتشاف المواهب يتضمن “أربعة” مواهب أساسية، موهبة الكتابة والمسرح والصوت والرسم، ويعمل على دعمها عن طريق إظهارها في معارض فنية، أو توصيلها لأماكن معنية هامة قادرة على تنميتها مثل وزارة الثقافة ووزارة الشباب والرياضة وبها مهرجان الإبداع، فلماذا لا يخرج من مبادرة معانا هتكون مثل “الزهراء لايق” التي افتتحت حفل رئيس الجمهورية بالقرآن الكريم، حيث يعمل الملف على اكتشاف المواهب ودعمها فلا يوجد منزل يخلوا من موهبة، مشيرًا أن الحفل السنوي للمبادرة قامت بتقديمه “مريم” إحدى المستفيدين من ملف اكتشاف المواهب والتي انضمت للمبادرة من خلال تنفيذ فعالية بمركز شباب نامول محافظة القليوبية.
أضاف رئيس مبادرة معانا هتكون أن المبادرة تشمل “ستة” لجان أساسية منهم لجنة التدريب تهتم باختصاصات اللجان الأخرى والملفات توفير الاحتياجات الأساسية لهم، ولجنة العلاقات العامة التي تربط المبادرة بمؤسسات وهيئات معنية، ولجنة الموارد البشرية حيث تساعد في تحقيق هدف ورؤية المبادرة، ولجنة الميديا تهتم بكل ما يخص وسائل التواصل الإجتماعي وتوثيق الفعاليات والتدريبات، بالإضافة إلى وجود لجنة التنظيم ولجنة الجذب وتنمية المتطوعين.
ذكر “عمار” أنه تم تنفيذ أكثر من “10” فعاليات في أماكن مختلفة منها فعالية في المعهد العالي للتكنولوجيا والمعلومات بطنطا محافظة الغربية، وأخرى في مراكز شباب كثيرة بمحافظات القاهرة والجيزة والقليوبية، والتي ساعدت على الخروج من الفئة المستهدفة بفئة مستفيدة من شباب ونشء وشخصيات مختلفة، منهم من يهتم بالمجال السياسي من كليات الشريعة والقانون، والحقوق، والسياسة والاقتصاد، أو موهوبين استطاعوا الانضمام لملف اكتشاف حيث أصبحت لجنة الميديا تضم عدداً من المستفيدين بشكل كبير.
كما أعرب رئيس مبادرة معانا هتكون أن الانضمام للمبادرة يتم بالمرور بمرحلتين، الأولى مرحلة التدريب يمر بها المتدرب بـ”ثلاث” تدريبات، ويتسلم تكليف بعدها لمعرفة مدى استيعابه واستفادته من التدريب وهل هو مقتنع بالفكرة أم لا، ثم تأتي مرحلة التأهيل ليطبقوا ما تم الاستفادة منه في مرحلة التدريب، وتوليتهم أدوار قيادية داخل المبادرة، وبعد الانتهاء من هذه المرحلة يتم متابعة وتقييم مجموعة المتدربين ودراسة شخصياتهم على حسب قدراتهم الإبداعية وقوة التفكير والتركيز، ويحصلون على عضوية المبادرة، ويتم الإعلان عنهم على وسائل التواصل الإجتماعي الخاصة بالمبادرة.
واختتم “عمار” رئيس مبادرة معانا هتكون حديثه موجهاً نصيحته للنشء بأن يهتمون بدراستهم أولاً، لأن لها الأولوية في هذا السن حيث تعمل على تقوية التفكير والعقل، ثم يهتمون بالنشاط بعدها سواءً كان ألعاب رياضية أو أعمال تطوعية، ويحافظون على الوقت كونه كنزٌ لا يُباع ولا يُشترى، مضيفاً نصيحته للشباب بالأخص بألا يكون لديهم لامبالاة أو يأس أو إحباط، لأن الرُسل عليهم السلام أرسلوا في الظلام والجهل، لكنهم أناروا الصحراء بالأفكار والطاقة الإيجابية رغم التحديات والصعوبات.
2023-10-26