الغنى والفقر أمران لايختلفان كثيراً ولكن مع إختلاف المسميات
في الأسرة والمجتمع
691 زيارة
للغنى والفقر حكمة لا يعلمها إلا الله … هل كل غني سارق ؟ كذلك كل فقير عشوائي ؟
كتبت : اسماء سعيد
نعلم جميعاً في حياتنا بأنه يوجد الغنى والفقير فهناك الغنى المستهتر والثرى المحتال والفقير الشريف وايضا الفقر والعشوائية فكلاهما مزيج داخل مجتمعنا هذا واقع ملموس نعيشه ، وجزء رئيسي من المجتمع ولكن يجب علينا ان نفرق جيدا بين هذا وذاك .
نسمع عبارات عدة وكثيرة من الناس يرددونها بأن كل ثرى لص وهذه الصفة اساسا فى كثير من الأثرياء ، ومن الممكن ان نسمع هذه العبارات من أشخاص أغنياء مستهتره ، زد على ذلك أننا نسمع هذه العبارات من شخص غنى غير متدين وسكير حياته تعتمد على الاستهتار والشهوات واللذات .
من الطبيعي أن هذا ليس معقولا ولا منطقيا فلا يمكن التعميم والتخصيص أن الغنا والفقر ابتلاء ، والتدين إعلاء شأن القيم والأخلاق ، لا يتناسب طرديا و عكسيا مع مقدار ما في جيبك من نقود ، علما بأن الطبقات الغنية وللأسف في كثير من الأحيان يبالغون في مظاهر حياة الاستهتار بالقيم والأعراف المجتمعية المعروفة فيعطون صوره سلبيه تلتصق في الأذهان.
و عن مصادر أموال الأغنياء هناك أغنياء شرفاء ومصادر أموالهم من أعمالهم التجارية معروفة ومنطقية ومنهم من ورث مصنع ومنهم من كان يملك أصولاً ساعدته على الانطلاق ، وهناك طبقات أخرى من الأغنياء لا تعرف لأموالهم مصدر ويخرج تاريخهم الوظيفي لنا لسانه معلنا أن هناك أمرا ما فلا تفكر كثيرا فلن تصل لاى أسباب منطقية في هذا الثراء الفاحش ، يوجد من الأغنياء كثير من تجار المخدرات والسلاح والمرتشين وغيرهم من المحسوبين ايضا على طبقات الأغنياء إذا لا يمكن التعميم ولا التخصيص .
وإذا نظرنا إلى الفقر ايضا بمنظور آخر نجد كثيرا داخل مجتمعنا من المناطق العشوائية ، ولو ذكرنا القول بمنطقة عشوائية تعوج من الباعة الجائلين و مظاهر الفقر ظاهرة بعمق وقوة عليهم ولكن مظاهر الانحطاط الاخلاقي تبدو أكثر وضوحا ونقاء على هؤلاء البشر لدرجة أننا نجد كثيرا من المشاجرات العنيفة بين طرفين أو أكثر لم نتخيل في يوم من الايام ان هذه المشاجرات قد تنهي حياة اسره باكملها ، بل الاغراب من ذلك نجد فتاة تتشاجر مع شاب يضع علينا الذهول عندما نجد هذا ونشاهد ان الفتاة هي التي تبادر بالهجوم على الشاب لكي تتشاجر معه تمسك بسلاح حاد و تخرج من فمها الكثير من المصطلحات البذيئه والكلمات التي لا يمكننا ان نسمعها بهذا الشكل .
ولكن لو سألنا أنفسنا عدة أسئلة هل هذه الفتاة أنثى؟ وهي تحمل مشاعر انثى ؟ هل تحلم بان تعيش كانثى ؟ هل تحلم بالحب ؟ هل تحلم بالأمومة ؟ ام ان بيئتها أطاحت كل ما هو منطقي وغير منطقي ؟ وكذا هذا الشاب الذي يدخل في قائمة الرجال ماذا يخطط لمستقبله إذا كان يعرف ما معنى المستقبل ، ولكن بعد ان يعجز العقل عن هذه التساؤلات هناك اسئلة اخرى هل هؤلاء تربوا بين أحضان ؛أب – وأم ؛ هل وجدوا رعاية من أي نوع هل ذهبوا الى المدارس ، ولكن الإجابة هم ضحايا ظروف مركبة .
هناك العديد من الناس يصفون هؤلاء انهم فقراء ولكن هذا الوصف عجيب ونتعجب منه ، فمتى كان الفقر ملتصقا بهذا المستوى من التدني الأخلاقي والبيئ انه شيئا ليس له علاقة بالفقر ، بل ان الفقر ربما يكون احد المقدمات او المسببات لكنه لا يمكن بأي حال من الاحوال ان يكون معشر الفقراء هم أشهر المنحطين ، فإن من الفقراء أصحاب مبادئ واخلاق وتدين .
عزيزي القارئ أنت من الممكن أن تكون من الفقراء وانا من الفقراء ونحن جميعا منا الفقير والغني، لكنك لست من قاع المجتمع او صاحب هذا التصرف المنحط ، القول الصحيح لهؤلاء القوم ضحايا ظروف مركبة إفرازات هذا النسل السيئ ، فيجب أن تنهار كل هذه المورثات القديمة العقيمة التي تتحدث عن أن الغني تلتصق به صفات الاستهتار والثراء من وراء جرائم وهذا وهذا، وان الفقير تنسب إليه أيضا صفات الانحطاط والتدني وهذا وهذا ، ان المجتمع يضم الايجابى والسلبى من جميع الطبقات من الفريقين ، وايضا قمة المجتمع هي مزيج من الثنائي و صفوف المصلين في المساجد تتكون من مزيج من كل هذه الاصناف والانواع في النهاية الغنى والفقر قدر بحكم وارادة من الله و من أحسنكم من نجح في اختبار الله .
2020-03-12