“غزل البنات” مهنة الغلابة وحلوى البسطاء
في تحقيقات وحوارات
2,476 زيارة
كتبت : آية الشامى
” فرحة عارمة بقدوم صبى ، غزل البنات ، السكر المعقود بالماء وألوان الطعام ، يحملها على كتفة بعصاة مغطاة بأكياس الحلوى يستظل بها فى جلستة على الأرصفة حاميا وجهه من حرارة الشمس، ومع ذلك يكتسى وجهه بسمرة الشقا وفرحة المكسب من بيع ” باكيتة ” الغزل وحصيلة عشرين جنيها من مطلع الشمس حتى قرب مغيبها .
كما أن هذة الأكياس من غزل البنات تعبأ وتظل منفوشة فهى لها عمر افتراضى وبمرور الوقت تختنق من كتمة الكيس والحرارة فتنكمش بسبب تبخر الماء ، ويرتاح الصبى قليلا بعد يوم شاق تتشقق فيه كعوبة من اللف فى الازقة والحوارى ، ليبيعها للصغار ويختار هذة المهنة دون غيرها إيمانا منه بأنه لن يعود فى آخر يومه مخذولا ، فإن تبقى له ثلاثة أكياس فى آخر يومه فإنه يمنحها هدية لغيره ، أو أنها من نصيبه ، راضيا بهذه المهنة مضمونة الكسب حيث أنها مستمرة طوال العام ، فلا يقاومها الأطفال وتغلف بهذة الطريقة لأجل الغلابة .
وفى بداية القرن ” 19″ فى أوروبا كانت تلك الحلوى تلف على عصا وكانت منفوشة كلحية الجد أو حلوى القطن كما كانت تعرف فى بعض الدول العربية ، وتذوب فى أفواه الكبار قبل الصغار ممن يعشقونها ، فكم تدخل هذة الأكياس البهجة والفرحة على وجوه الصغار الذين يعشقونها ويجدون فيها لذة مبهجة بالإضافة إلى سعرها المنخفض فكم من صبى ينتظر بائع هذة الحلوى ، وكم من أب يريد أن يدخل البهجة على صغاره من خلال عدد من هذة الاكياس الملونة .
2018-11-16