الأزهر الشريف قبلة العالمين ومقصد الدارسين

      كتب : معاذ قنديل

لقد جاوز الأزهر الشريف ال”1000″ عاما ولا يزال شاباً فتياً يواجه الزمان ، لا يهزه كيد كائد عظيماً كان بل سيبقى أقوى مما كان ، والتاريخ خير شاهد.

وأنشئ ” الجامع الأزهر ” برمضان عام “361 ” هجرياً ، الموافق “973 م” ، وبنى المسجد فى العهد الفاطمى ، وبناه “جوهر الصقلى” بأمر من “المعز لدين الله الفاطمى “.

كما يعد الجامع الأزهر من أهم المساجد في مصر وأشهرها في تاريخ العالم الإسلامى باعتباره أول مسجد بني ف القاهرة ، ولذلك يطلق علية مسجد” القاهرة” ، وسمي بالأزهر نسبة إلي فاطمة الزهراء .

والجدير بالذكر أن الغاية من إنشاءه فى بداية الأمر كانت لتدَرًّيسُ المذهب الشيعي فيه والذى كان يعتبر مذهب الفاطميين حين ذلك ، وفى ” السابع ” من رمضان عام “361” هجرياً أقيم بالمسجد أول صلاة جمعة ، وبعد ذلك منع صلاح الدين الأيوبى الصلاة فيه وفتح أبوابه للفقه السنى على المذاهب الأربعة ، ولكن الأزهر إستأنف نشاطه مرة أخرى فى عهد المماليك وأعاد الخطابة فيه .

كما أن للأزهر دور سياسى فمن على منبره انطلقت دعوات الجهاد ضد الحملة الفرنسية وواجههم علماء وطلاب الأزهر ، وبالفعل إستجابوا لتلبية تلك الدعوات فبيد أحد من طلابه ” سليمان الحلبي ” قُتِلَ القائد الفرنسي ” كليبر ” ، وأُعدم ( سليمان ) “وأربعة” من رفقائة .

وبعد ذلك تحول الجامع إلي جامعة ليُدَرَّسُ فيها العلوم الشرعية والعربية ، ويقدم إليه الوافدين من معظم أنحاء العالم إلى وقتنا هذا ، يتفاخر طلاب العلم بالتدريس فيه وكأنه الباب الأول لسجل تاريخ العلماء ، فالأزهر أقدم جامعٌ وجامعة عرفها التاريخ ، فمنه يشع نور العلم ويخرجُ منه العلماء ، كان قبلة للعالمين ، ومقصد الدارسين ، وكان له أثر فى الإرتقاء بالعالمين العربى والإسلامى ، رفع الله شأن الأزهر وأبقاه منارة للإسلام والمسلمين .