porno.com
الرئيسية » تحقيقات وحوارات » وطن بلا بطالة

وطن بلا بطالة

#الدولة_الآن

      تقرير تسنيم عبدالله

مما لا شك فيه ان من اقوى المشكلات التى تواجه شباب مجتمعنا العربي الآن وتؤثر سلبا علينا اقتصاديا واجتماعيا هي أزمة البطالة .

إنّ مُشكلة البطالة من أكثر المُشكلات التى تواجه شباب المجتمع العربي، وتؤثّر عليه سلباً سواءً من الناحية الاقتصادية أوالاجتماعية أو النفسية؛ فإن كانت البطالة حقيقيّةً أو مُقنّعةً فهي بلا شك تُعتبر حائلاً كبيراً بين تقدّم البلدان بسرعة وازدياد قوتها، مقارنةً بنظيراتها، كما تنتج عنها مشاكل أخرى تُضيف عبئاً على البلاد.

البطالة هي عدم توافر فرص العمل للقادرين عليه، وقد جاء تعريفها لدى منظمة العمل الدولية بأنّها لفظ يشمل كلّ الأشخاص العاطلين عن العمل رغم استعدادهم له وقيامهم بالبحث عنه مقابل أجر أو لحسابهم الخاص، وقد بلغوا من السنّ ما يؤهّلهم للكسب والإنتاج يجب توافر عدّة شروط في الإنسان حتى يتمّ اعتباره عاطلاً عن العمل.

حيث توجد للبطالة العديد من الأنواع، وهي
البطالة الاحتكاكية: هي البطالة الناتجة عن تنقّل الأفراد من عملٍ لآخر نتيجة حدوث تغيّرات في الأوضاع الاقتصادية للبلاد، بالإضافة إلى انتقال العمّال من موقع جغرافي لموقع آخر، أو ترك الأم مهمّة التدبير المنزلي والمشاركة في سوق العمل،
البطالة الهيكيلة: البطالة المنتشرة في قطاع مُعيّن دون غيره من القطاعات، ويعود السبب في ذلك إلى عدم تكافؤ توزيع القوى العاملة حسب مقدار الحاجة إليها، بالإضافة إلى قيام الآلات بوظائف الإنسان، ودخول الأطفال والمُراهقين والجنسيّات المختلفة إلى سوق العمل وبأجر زهيد؛ ممّا أدّى إلى الاستغناء عن العديد من القوى العاملة،
البطالة الدورية أو الموسمية: البطالة التي تظهر بسبب عدم قدرة سوق العمل على استيعاب أو شراء الإنتاج المُتاح، وركود قطاع العمال.
البطالة المُقنّعة: هي إشغال عدد من العمال غير المنتجين للوظائف بشكل يفوق الحاجة الفعلية؛ بحيث لو تم سحب هؤلاء العمال من وظائفهم فإن مقدار الإنتاج لن يتأثّر.

كما أن للبطالة العديد من الآثار السيّئة التي تُخلّفها في نفسية الفرد وتؤثر بشكل سلبي على المجتمع؛ فمن آثارالبطالة على سبيل المثال :
ارتفاع مُعدّلات التضخم؛ فالعلاقة بين البطالة والتضخّم علاقة طردية؛ كلّما زادت البطالة قلّ الإنتاج وبالتالي ازداد ارتفاع الأسعار،
إهدار الموارد البشريّة وحرمان المجتمع من طاقات ومنتجات العاطلين عن العمل،
فقدان الأمن الاقتصادي؛ لعدم وجود مصدر دخل يجعل الفرد مطمئناً على مستقبله،
تدنّي الحد الأدنى للأجور بسبب قبول العاطلين عن العمل بالوظيفة مهما كان الأجر، وبذلك ينتج تفاوت بين مقدار الأجور وتكاليف المعيشة،
زيادة نسب الأمية وزوال القناعة بجدوى التعليم نظراً لعدم توافر وظائف،
تراجع مفهومي الانتماء والولاء للوطن؛ فبمنظور البعض إن الوطن الذي لا يقدم حياةً كريمةً لأبنائه لا يستحق الانتماء والتضحية لأجله،
إهدار سنوات عمر الإنسان دون إنتاج.
شعور الفرد بالحقد والحسد اتجاه من حظي بوظيفة، وبالتالي شيوع الكراهية في المجتمع،
تزايد مُعدّل الجريمة بشكل ملحوظ مثل السرقة والنهب والاحتيال والقتل،
انحلال القيم والمبادئ الأخلاقية بسبب الفراغ والحاجة للمال.
تزايد معدلات إدمان المواقع الإباحية والتحرش الجنسي لعجز الشباب عن الزواج،
الاكتئاب والانعزال والوحدة ومحاولة التخلص من هذه الأمور عن طريق اللجوء إلى الكحول و المخدرات.
ازدياد الرغبة في اللجوء للهجرة وخصوصاً عند الذكور،
نشوء المشاكل الأسريّة نظراً لعدم توافر مصدر دخل للأسرة.
ازدياد نسب الانتحار.

وعلي نفس السياق لانتشار ظاهرة البطالة وتفشّيها في المجتمعات عدّة أسباب منها،

ضعف الأداء الاقتصادي،
عدم توافر خبرة كافية وخصوصاً عند الشباب؛ ممّا يجعل استغناء الشركات عنهم أقلّ خسارةً من الاستغناء عن خدمات ذوي الخبرة،
زيادة الكثافة السكانية،
الفَساد الإداري في الدول،
الهجرة من الرّيف إلى المدينة؛ ممّا أدّى إلى وجود فائض من القوى العاملة،
انتشار ظَاهرة الواسطة والمحسوبيّة، وعدم جعل الكفاءة المِعيار الأول للاختيار؛ فحلّت بدلاً منها اعتبارات أخرى،
ثقافة العيب التي تمنع الشباب من ممارسة المهن الحرفية، والتركيز على المهن القيّمة اجتماعياً،
عدم وجود توافق بين مُتطلّبات سوق العمل والكفاءات والتخصّصات المتاحة.

ومن جانبه فإنّ البطالة أزمة لا يجب تَجاهلها أو التغاضي عنها؛ لذلك لا بُدّ من التخلص منها لتزايد مُعدّلاتها بطريقة رهيبة ومخيفة وزيادة خطرها على مجتمعاتنا، ومن طرق التخلّص من البطالة،
تأسيس جهة تابعة للحكومة تقوم بتسجيل بيانات الأفراد العاطلين عن العمل وكفاءاتهم ومهاراتهم، ومُقارنتها باحتياجات سوق العمل والمهارات اللازمة للوظائف المُتوافرة،
متابعة أداء المراكز التدريية التي تُدرّب القوى العاملة ومراقبة مخرجاتها، والحرص على تخريج أفراد ذوي مهارات توافق احتياجات سوق العمل،
إغلاق القبول في التخصّصات التي لا يحتاجها سوق العمل وإرشاد الشباب للتوجه نحو دراسة التخصّصات المطلوبة،
وضع حد أدنى للأجور،و
إعادة تشكيل الطبقة الوسطى في المجتمع،
تطبيق الإنفاق الاجتماعي المتوازن بحيث لا يطغى الاهتمام المادي بجانب معين على حساب جانبٍ آخر.
الحدّ من استقدام العمالة الوافدة والاستعاضة عنها بأبناء الوطن.
سحب العمالة الفائضة من المناطق التي تُعاني من البطالة المقنّعة، ونقلهم نحو الشواغر التي تعاني من نقص في القوى العاملة،
استصلاح الأراضي لتوفير فرص عمل إضافيّة وتطوير العملية الزراعية.
توفير بيئة مُناسبة للاستثمار ليتمكّن القطاع الخاص من التخفيف من عبء هذه الظاهرة،
زيادة الاستثمارات وإقامة المَشاريع لتوفير فرص عمل.

ومن اخطر آثار البطالة على سبيل المثال،
تزايد معدل الجريمة بشكل ملحوظ،
و تزايد معدلات الادمان والتحرش الجنسي،
و تزايد معدل الالبحث عن المواقع الاباحية عبر الانترنت،
وهذه الآثار وحدها قد تدمر شباب مجتمع بأكمله لذا وجب علينا التحذير منها ومحاولة التصدي الحقيقي لها ولكن؟ كيف نتصدى للبطالة بشكل حقيقي وفعال؟ وكيف نتصدى لها في حالة الكساد الاقتصادي و كيف يمكننا توفير فرص عمل للشباب تتناسب مع قدراتهم ومؤهلاتهم بدون اثقال عاتق الدولة بهم؟

هناك العديد من طرق ووسائل توفير فرص العمل عبر الانترنت او عبر العمل الحر او ال Freelance قد لا تكون مثالية كالوظائف في الشركات الحكومية والخاصة لكنها تقوم بتقليل نسبة البطالة الحقيقية من جهة ومن جهة اخرى تمكننا من الاستفادة من طاقات وخبرات الشباب بشكل بسيط وموجه وله اثر نفسي ايجابي كبير في نفوس اولئك الشباب اذا ماهو دور الدولة في التقليل من معدلات البطالة وتشجيع الشباب على العمل الحر والعمل عبر الانترنت.

وفي هذا الصدد يمكن لدولة ان تساهم في تقليل معجلات البطالة بطرق ووسائل بسيطة وفعالة مثل عمل منح مجانية لتعليم الشباب الكمبيوتر والانترنت ومتطلبات سوق العمل كما يمكن للدولة عمل حملات اعلانية للتوعية بمخاطر البطالة وبوجود فرص عمل حقيقية من خلال الانترنت او العمل الحر وانها تشجع عليها.

كذلك يمكن عمل ندوات ومؤتمرات تجمع اصحاب الخبرة بالشباب لتتم عملية تبادل الخبرات والإستماع لآراء الشباب في مشكلة البطالة وماهي مقترحاتهم للتخلص من تلك الازمة او تقليلها الى ادنى حد ممكن .

فيجب علينا جميعاً ان نحارب البطالة بكل الطرق ووسائل و بدورنا نحن كمواطنون عاديون يمكننا التوعية في كل مكان نزوره او نتفاعل فيه لنتمكن من محاربة البطالة سواء عن طريق التوعية بالعمل الحر او التوعية بالعمل عبر الانترنت او التوعية بمخاطر البطالة وغيرها من الوسائل  ، لنكن معا كيانا واحدا ضد البطالة ولنتمسك بمبدأ واحد جديد ونسعى كلنا لتحقيقه وهو مبدأ “وطن بلا بطالة”.

x

‎قد يُعجبك أيضاً

“مدبولي يلتقي بوفد شركة “فورتيسكيو” ويتابع الاتفاقيات في مجال الهيديوجين الأخضر

#الدولة_الآن تقرير: سلمى يوسف التقى الدكتور “مصطفى مدبولي” رئيس مجلس الوزراء، اليوم بوفد شركة “فورتيسكيو” ...

youporn