تقرير: حماده خميس
ذكريات تمر وأيام تنتهي وأناس يتغيرون، ولا يبقي لنا إلا ذكرياتنا منذ الطفولة التي طالما تذكرناها ندمنا على ضياعها هباء منثورا، بل كنا دائماً نتساءل متي ينتهي هذا اليوم ليبدأ فجر يوم جديد.
فقد قال المولي عز وجل في كتابة الكريم {لقد خلقنا الإنسان في كبد}، فالكبير يتمني أن يعود صغير والصغير يتمني عكس ذلك والغني يتمني أن يعود فقيراً والفقير يتمني عكس ذلك، وفي تلك اللحظات تمر الأيام وتنتهي السنين ولا نشعر إلا ونحن في رحيل عن تلك الدنيا.
وبداية من هنا سنتذكر تلك الأيام التي كانت تمر ببطئ شديد وتمتلئ بالبراءة والعفوية، الساعة لم تتغير والوقت لم يمضي، نلعب ونمرح ولا نبالي على غير أيامنا هذا والتي تسير كالبرق، يبدأ الأسبوع وينتهي فجأة وتهرب الأيام من بين أصابعنا كالسراب، نري من نحبهم يكبرون فجأة وتبدوا عليهم علامات الزمن التي أهلكتهم.
وفي غلفة منا نكبر سريعاً ونتمني الرجوع إلى الماضي ولكن قد فات الأوان، وهنا تزيد حسرتنا على ضياع أجمل أيامنا إلي أن ينتهي بنا المطاف، فهي ليست نظرة تشاؤمية، إنما إحساس حقيقي واقعي نختبره كل يوم ونحن نرى سنواتنا تختطف منا دون رجعة.
فدعونا نعيش كل يوم وكأنه اليوم الأخير نعيش لأنفسنا، ونستمتع بالتفاصيل الأجمل في حياتنا، أيضاً علينا أن نسعي لتحقيق ما نتمناه ولا نؤجله إلي الغد الذي لا نعلم عن ملامحه شيئاً، فإن العمر ما هو إلا قطار يسير فلا تنتظر موعد نزولك قبل الوصول إلى هدفك فالحياة قصيرة.