التحرش قتل بالبطيء
في تحقيقات وحوارات
795 زيارة
تحقيق: أروى أحمد
تتعرض الفتيات يوميًا إلى القتل الصامت عن طريق التحرش بهن، فإلى متى سيستمر هذا القتل؟
التحرش هو تنمر أو إكراه على فعل جسدي، أو وعد غير لائق بمكافئات مقابل خدمات جسدية. ويمكن أن يتضمن تلميحات جنسية، أو طلب خدمات جنسية، أو مضايقات لفظية، أو جسدية لها طبيعة جنسية.
وتتضمن أيضًا النظر المتفحص، و الندائات والملاحقة أو التتبع والمكالمات الهاتفية من أرقام غير معروفة، واللمس أو التهديد ، وقد يحدث التحرش في أماكن عامة كالشوارع أو المواصلات العامة، أو المطاعم والأسواق. وفي الأماكن الخاصة ايضًا كالمنزل أو الإنترنت.
وأيضاً قد يكون الشخص فرد أو مجموعة، وقد يكون شخص معروف أو مجهول ، أما من يتم التحرش بهم فيكثر في النساء ، لكن تلتزم الفتيات بالصمت خوفًا من عدم تصديقها، أو أن تفضح بين أهلها والناس أو فقد عملها، أو خوفًا من رد فعل أسرتها.
وتتعرض الكثير من النساء في الولايات المتحدة، للتحرش من خلال مدراء أعمالهم أو من العملاء ، ولكن يلتزموا الصمت كالعادة خوفًا من فقدان عملهم.
ولكن هذه القضية ليست في الولايات المتحدة فقط، ولكنها منتشرة في المجتمع المصري سواء المدينة أو القرية، وتكثر في المناطق ذات مستوى معيشي متوسط أو أقل من المتوسط.
وآحدى هذه الحوادث المنتشرة حادث الطفلة “ه.ع” الفتاة التي تبلغ من العمر “١٠ ” سنوات، فقد إعتادت الطفلة أن تلعب مع جيرانها سواء في الشارع أو فوق سطح منزلهم، وفي أحد الليالي التي كانوا أتفقوا على تمضيتها فوق سطح بيت جيرانهم، ذهبت الضحية مبكرًا عن أصدقائها فوجدت أخوهم الأكبر بمفردة فوق السطح، فطلب منها أن تجلس وتنتظرهم وحاول التحرش بها، ولكنها أسرعت وهربت إلى والدتها.
أما الطالبة الجامعية “س.م” التى في عمر “٢١” عام، التي قررت أن تواجه أحد الدكاترة في مكتبه الجامعي، لأنه كان سببًا في رسوبها في مادته مرتين متتاليتين، فذهبت إلى مكتبة وقامت بالتحدث معه عن سبب رسوبها، لكنها تفاجئت بمعاملته الغريبة والألفاظ الغير لائقة التي ألقاها على مسامعها،وحاول لمسها بطرق غير آدمية.
كما تعرضت فتاتان في المنصورة العام الماضي للتحرش الجماعي، وقاموا بحبسهم في أحد مداخل العمارات، ولم يستطيعوا الهروب بسبب التفاف “مئات” الشباب حولهم، ولكن قامت مجموعة من الشباب في تمهيد الطريق لهم وإنقاذهم بعد معاناة.
ومن جانبه رصدت جريدة الدولة بعض آراء المختصين، فقالت لجنة تكافؤ فرص العمل الأمريكية أنه من المؤسف تعرض شخص موظف للمضايقة فقط بسبب جنسه
أما المركز المصري لحقوق المرأة فقد صرح بأن التحرش هو كل سلوك غير لائق له طبيعة جنسية يضايق المرأة أو يعطيها إحساسًا بعد الأمان.
كما نقلنا أيضًا بعض آراء المواطنين الذين يعانون من هذا الأمر سواء تعرضوا له أو يخافون من التعرض له فالفتيات دومًا عرضة لذلك ، فقالت المواطنة “أمنية.أ” أن ظاهرة التحرش تصرف غير لائق إطلاقًا بأي شخص سليم النفس والعقل ، مضيفة “فاطمة.ج” أن التحرش أصبح منتشر في مجتمعنا ولكن المذنب فيها ليس الشاب فقط، ولكن الفتاة في بعض الآحيان تكون فريسة وفي بعض الآحيان تكون مذنبة، فيجب إلتزام الفتاة بملبسها الشرعي.
وأكدت المواطنة “تسنيم.ع” على ذلك حيث قالت أنها ترى أن التربيه على أسس الإسلام ومبادئة لها عامل أساسي لذلك، لآن المتحرش لو عالم بالله لن يقوم بهذا الأمر الشنيع، كما أن البطالة سببًا ثاني لذلك .
ونشير إلى أن التحرش الجنسي ليس أبدًا حدثًا عاديًا يمكن تجاهله، فالتحرش جريمة دولية يعاقب عليها الفرد، حيث أنها تؤدي إلى قتل النساء، عن طريق التدهور الصحي والصراع النفسي.
وعلى الدولة إتخاذ العديد من القوانين الصارمة لمثل هذه الجرائم، كدفع دية للمتحرش بها، والسجن مع الأعمال الشاقة، وتقديم العديد من حملات التوعية للشباب والنساء، وتعليم الفتيات كيفية الدفاع عن أنفسهم.
كما يجب أن نبدأ بانفسنا اولًا ومعرفة أن هذه الجريمة لها قوانين عديدة ليست في صالح المتحرش، فإن عدم التعاون لحل أزمة التحرش ستؤدي إلى إنفلات آمني خطير، وإخراج جيل غير سوي نفسيًا.
2021-02-02