حوار خاص مع الأستاذ الدكتور “مطهر الريدة” خبير العلاقات العامة بجامعة الازهر وإعلامي و باحث يمني
في تحقيقات وحوارات
940 زيارة
كتبت منار عماد
تعرف العلاقات العامة ووسائلها الإعلامية في إطار الكثير من المفاهيم منها غرس الشعور بالإنتماء الوطني والقومي لدى الجماهير فهذا من قبيل المفهوم السياسي لها، حيث أن العلاقات العامه تنمي الحاسة السياسية لدى العاملين في أجهزة البلاد بمعنى أن يمتد تصورهم وفكرهم واهتماماتهم الى استكشاف الأبعاد السياسية.
الأستاذ الدكتور “مطهر الريدة” خبير العلاقات العامة بجامعة الازهر وإعلامي و باحث يمني في حوار خاص مع جريدتنا الدولة الان حول (خلفية عن حرب اليمن)، أجاب فيه على بعض الاسئلة الهامة التي تخص هذا الموضوع.
أجاب “الريدة” عند سؤاله عن أكثر شئ يحبه في عمله بصفته خبير العلاقات العامة بجامعة الأزهر قائلا: دائماً ما أضع في حساباتي الأهداف التي أريد أن أحققها من أي عمل أقوم به في كل حياتي العملية ، لذلك أكثر شئ أحبه هو النجاح سواء على المستوى الشخصي أو المؤسسة التي أعمل بها وإن تحقيق أهدافها الإستراتيجية من أهم الأمور بالنسبة لي.
كما أكد “مطهر” أنه محبا لتدريب وتعليم الأجيال والأفراد والمؤسسات فقد درب أكثر من “2000”فرد وحوالي”10″ مؤسسات بالإضافة إلي مهاراته الشخصية في رسم السياسات والخطط التطويرية للأفراد والمؤسسات وتأسيسها، مشيرا أنه خلال حياته العملية قد حقق نجاحات كثيرة وكبيرة للمؤسسات والأفراد الذين عمل معهم .
وعند سؤاله عن عدم إكماله العمل في مجال الطيران وقرراه أن يعمل بالعلاقات العامة رغم إلتحاقه بوزارة الدفاع وعمله بكلية الطيران حتي عام “2000” أجاب قائلا التحقت بوزارة الدفاع في الجمهورية اليمنية وعملت في كلية الطيران وتدرجت في المناصب إلى أن تم تعييني مدير مكتب قائد جناح الطيران والدفاع الجوي وبعد ذلك قدمت علي إجازة مفتوحة للتفرغ لإستكمال دراستي الجامعية في الخارج وكان ذلك بعد حصولي على منحة دراسية إلى جمهورية مصر العربيية والتي تم التنافس عليها، متفوقا اجتزت جميع الإختبارات والمقابلات وتم اختياري للحصول على هذه المنحة وبعد ذلك مارست مهنة العلاقات العامة وخدمة العملاء والإعلام ككل في الإطار المدني وطورت إمكانياتي وأدواتي من خلال الدورات التدريبية والممارسة في أرض الواقع، خصوصاً أن المجتمع اليمني وأيضاً العربي يعتبر بيئة خصبة لمثل هذه التخصصات ذات الجودة العالية وليس التقليدية .
كما أوضح الدكتور عند سؤاله عن وجهة نظره في نتائج شن الجيش اليمني هجوما علي مناطق الحوثيين في الجوف في صباح يوم الإثنين الماضي، أن المعارك ما تزال على وتيرتها وقوتها بين الجيش الوطني ومليشيا الحوثي في خطوط التماس وجبهات القتال في كل المناطق بما فيها محافظة الجوف التي يستميت الحوثي في أن يدخلها ويسيطر عليها، مشيرا إلي أنه دائما يخسر الحوثيين الكثير من أتباعهم ومعداتهم العسكرية.
حيث أفاد “الريدة” أن قوات الجيش الوطني قامت بتحرير سلسلة جبلية بالقرب من معسكر صبرين الإستراتيجي بمحافظة الجوف، مضيفا أنها أسقطت طائرة مسيرة تابعة لمليشيا الحوثي الانقلابية في شرق الحزم بمحافظة الجوف وقد سقط عدد كبير من القتلي والجرحي من عناصر مليشيا الحوثي الإرهابي.
وعند سؤال سيادته عن رأيه في موقف الحكومة اليمنية تجاه محاربة الحوثيين فقد أقر أن الحكومة اليمنية لم تبذل قصارى جهدها بل العكس صحيح فهي حكومة للأسف مريضة في اتخاذ موقف حاسم لإجتثاث هذه المليشيا الحوثية من اليمن وإعادة الدولة والأمن والإستقرار للوطن والمواطن، مفصحا أن ما يجري في اليمن منذ عام “2014” حتي اليوم هو نتيجة ضعف الموقف الحكومي تجاه هذه المليشيا حيث أن اليمن تحتاج إلى المزيد من الحسم والعزم للحكومة اليمنية بالتعاون مع أشقائها العرب وأصدقائها؛ لإستعادة الدولة اليمنية وحكومتها وفتح مطاراتها وموانئها وتطبيع الحياة والأمن والإستقرار فيها حتي يعم الأمن على المنطقة ككل .
وقد أعرب أن السبب الرئيسي لحرب اليمن هو انقلاب المليشيا الحوثية على الدولة وسيطرتها على مؤسسات الدولة واجتياحها العاصمة صنعاء وقتل ونهب وترويع المواطنين وعدم الإنصياع لأي اتفاق أو حوار يمني وخروجهم علي القانون والدستور وإعادة حكم الإمامة والسلالية.
ومن جانبه أفصح الدكتور عن دور الأشقاء في الإمارات وما قدموه تجاه إخوانهم في اليمن، مصرحا أن الإمارات شاركت منذ اللحظات الأولى واستجابت لنداء اليمن في المشاركة بالتحالف العربي لإستعادة الشرعية اليمنية من مليشيا الحوثي؛ حيث قدمت المال والسلاح والمساعدات الإنسانية وأعادت الإعمار للمناطق المحررة، بالإضافة إلى أنها قدمت الشهداء من ابناءها المخلصين وروت تراب اليمن من دماءهم الطاهرة.
كما أضاف سيادته أن الدول المشاركة في التحالف العربي قد قدمت الكثير لليمن، معربا أن اليمن تحتاج إلى مواقف حاسمة لإنهاء هذه الحرب التي أكلت الأخضر واليابس فيها.
وأشار لدكتور أنه خلال الأعوام السابقة من الحرب لم تفلح العملية السياسية في إنهاء الحرب والصراع المرير في اليمن فقد تم إبرام أكثر من “75” اتفاقية بين الحكومة الشرعية وبين الحوثيين ولم يتم تنفيذ اتفاقية واحدة لإنهاء الحرب، معربا أن آخرها كانت اتفاقية استوكهولم التي أعطت لمليشيا الحوثي قبلة الحياة بعد أن كان الجيش الوطني على وشك إنهاء الإنقلاب الحوثي وتحرير المحافظات من أيادي هذه المليشيا لكن للأسف تم تعطيل هذا التقدم وهذه الإنتصارات بسبب الإتفاقيات التي دائماً ما تأتي في مصلحة المليشيا الحوثية لتنقذها في آخر لحظة؛ لذلك فإن الحل العسكري وتحرير اليمن من هذه المليشيا هو العلاج الناجع والأسرع لإنهاء هذا التمرد وإنهاء الحرب، وكانت تلك إجابته عن كيفية إنهاء الحرب في اليمن.
وفي سياق متصل أعرب “مطهر الريدة” عن وجهة نظره عن مدي تدهور العلاقات بين الولايات المتحدة الأمريكية وباقي الدول خلال فترة حكم الرئيس السابق “دونالد ترامب”، أن للحكومة الأمريكية اتفاقيات سياسية ومصالح كبيرة مع العالم ولكن “ترامب” كان يحاول أن يضيق على بعض الدول اقتصادياً وسياسياً وبالتالي تأثرت العلاقات الثنائية بين بعض الدول وبين الولايات المتحدة الامريكية وخصوصاً الصين وإيران وروسيا، مؤكدا ان الشارع الأمريكي قد تأثر بهذا التغيير وهذا ما تم ملاحظته في الانتخابات الرئاسية الأخيرة وسقوط الرئيس السابق بسبب عدم قدرته على اللعب دبلوماسياً في السياسة الخارجية لأمريكا .
2021-02-04