porno.com
الرئيسية » تحقيقات وحوارات » للسعادة سبب واحد وللتعاسة كذلك(في سلسلة مقالات المشهد الثالث):

للسعادة سبب واحد وللتعاسة كذلك(في سلسلة مقالات المشهد الثالث):

#الدولة_الآن

         دكتور/ أحمد منازع

بالثروة والمال قد يشتري المرء أجمل الفلل أو القصور ،  وقد يأكل أشهى المأكولات ويرتدي أجمل الثياب ، وقد يتزوج أجمل النساء وأفضلهن حسباً ونسباً ويذهب للسياحة والرفاهية في أية منتزهات وأماكن الترفيه.

وربما يرتقي بالمال لأعلى المناصب ،وقد يعالج الانسان نفسه بالمال ، بل وربما يجري أغلى العمليات الجراحية للإنجاب أو حتى أطفال الأنابيب ، وربما يفعل بالمال الأفاعيل مشروعة كانت أو حتى غير مشروعة ، فهل المال والثروة هما سببا السعادة الوحيد؟! وفقدانهما هو سبب التعاسة الوحيد؟!

المؤكد أننا كما تبين لنا أن هناك (قد وربما) ، بمعنى أنه قد وربما يعجز المال عن علاج حتى أبسط الامراض او أضعف الفيروسات ، ناهيك عن فشل نقل كلى أو كبد أو غيره ، ففي الواقع ربما لا يصلح المال في إصلاح زوج أو زوجة أو ولد أو والد ، أو يقف أمام حادث أو حريق أو إعاقات نفسية أو جسدية.

حتى ولو اجتمعت لذلك كل شركات التأمين في العالم ، بل ربما لا يفلح المال في فتح شهية أو علاج ضعف بدني جنسي كان أو سمعي أو بصري ، وكثيرا لا تفلح كل ثروات الأرض في لحظات من حبس البول ، وعليه فلا يمكن أن تكون الثروات والأموال هي مصدر السعادة الدائم ، ولا فقدانها هو مصدر التعاسة الدائم فكثير هم الفقراء السعداء.

لهذا قد يعتقد أصحاب الاموال أن مصدر السعادة هو الوظيفة المرموقة او السلطة او الجاه ، أو اشباع النفس مما تهوى من الشهوات المتنوعة ثم سرعان ما يكتشف أن كل ذلك شأنه شأن المال في عدم القدرة على تخليص المرء من ألام أو أحزان أو أمراض أو فقدان أو إعاقات أو هموم متجددة متنوعة ومخاوف ، أو حتى مجرد توقع ما يجلب المخاوف والقلق والتوتر ولو كانت مجرد أوهام.

أي أن كل النعم والشهوات والمتع التى قد تحيط بالانسان ليست هي ذاتها سبب السعادة بذاتها رغم أنها نعم وتسعد الانسان ، ولكن  ليست هي سبب السعادة بدليل أنها كلها قد تتحول من منح إلى محن ، في حين تحول  المحن إلى منح.

وهذا يؤكد أنه لا يوجد سبب واحد مستقل بالتأثير إلا بانضمام سبب آخر إليه وانتفاء أية موانع تمنع هذا التأثير ، أي ان المال وحده لا يصنع لنا كل ما يسعد ، والسلطة كذلك لن تحقق كل ادوات السعادة. وكل الشهوات كذلك ، فعلى سبيل المثال لن ينجح كل ذلك في رفع آلام نفسية أو بدنية عجز الطب عنها ، وبدليل أن كل المخلوقات والأسباب بها عجز وتغير وتحول ، فما هو إذن سبب السعادة الوحيد والذي يمكن للإنسان فعله فيسعد؟! وتركه فيحزن؟!
هذا بمشيئة الله ما نناقشه في المشهد القادم.

x

‎قد يُعجبك أيضاً

كيف تقوم بإحراق نفسك يومياً

#الدولة_الآن تقرير: حنين صالح على كل علبة جديدة تشتريها ترى أن مكتوب عليها أنها تؤدي ...

youporn