علماء أفادوا الأمة “أبو الريحان البيروني”…..معجزة الزمان والمكان

هل سألت نفسك كيف استطاع عالم ولد في عام “973” ميلادية تحديد قطر ومساحة كوكب الأرض دون مساعدة التكنولوجيا الحديثة والمتطورة؟

هو العلامة ” أبو الريحان محمد بن أحمد البَيْرُوني” الذي قام بتلك التجربة الخارقة للعادة عن طريق أنه قام بقياس ارتفاع الجبل بالنسبة لسطح البحر، فاختار موضعين قرب الجبل، المسافة بينهما تقريباً “100” متر حيث أن هذين الموضعين على مستوى سطح البحر. وقام بقياس الزاويتين المتشكلتين من سطح البحر وقمة الجبل باستعمال الإسطرلاب (أداة استخدمت قديماً لقياس الزوايا ) والتي صنعتها عالمة الفلك المسلمة”مريم الاصطرلابي” ، وقد تمكن بعدها من قياس علو الجبل بمعرفته لبعد الموضعين وقياس الزاويتين مستخدما حساب المثلثات وبعد قياس علو الجبل قام بقياس نصف قطر الأرض ثم حساب محيط الأرض .

فرض “البيروني” أن نقطة a قمة جبل ما، والخط am هو إرتفاع الجبل وهو خط يصل امتداده إلى النقطة c والتي هي مركز الأرض، ثم رسم خط pq عمودياً على ac موازياً لأفق قمة الجبل a، ورسم أيضاً خط المماس لمحيط الدائرة عند النقطة d وهي وقت غروب الشمس، وحيث أن ad هو مماس للدائرة، إذًا يكون cd عمودياً على ad (من نظريات الهندسة المستوية) وبذلك يكون المثلث adc قائم الزاوية في d وتسمى الزاوية pad زاوية إنخفاض الشمس وقت الغروب ولنفرض أن قيمتها x درجة ومن الرسم يتبين لنا أن هذه الزاوية تتمم الزاوية dac، وحيث أن الزاوية dca هي أيضا متممة للزاوية dac في المثلث adc القائم الزاوية إذًا زاوية adc تساوي x درجة أيضا فإذا أشرنا لنصف القطر بالحرف R وبحرف H إلى إرتفاع الجبل ينتج من تطبيق قواعد حساب المثلثات المعروفة في أيام “البيروني”.

وقام “البيروني” بالتجربة عملياً في منطقة (ناندانا) في إقليم جبلي على نحو “100” كيلومتر من مدينة (إسلام آباد) عاصمة “باكستان” الحالية، وانتهى إلى إيجاد نصف قطر الأرض وهو “6338.80” كيلومتراً والقياس الحقيقي لنصف قطر الأرض المعروف حالياً باستخدام التكنولوجيا الحديثة والمعقدة، هو في المتوسط “6370.98” كيلومتر وعند (ناندانا) يكون نصف القطر “6353.41” كيلومتر أي بفارق لا يتعدى 2 من عشرة في المائة عن قياس البيروني والذي من الممكن أن تكون العوامل البيئية هي السبب الرئيسي في حدوث هذا التغيير.