الأطفال مكانها في البيوت

        كتبت: أميرة محمد

كفالة الأطفال قرار نبيل ومهم ،فمن الممكن أن تنجب ولكن من الصعب أن تهب الحياة لطفل.

ففي مجتمعنا المصري ،لايزال يرى نموذج الأسرة البديلة أمراً غير مألوف ،فهم يحكمون على التجربة بالفشل قبل بدايتها ،معتقدين بالمثل الشعبي الشهير”يامربي في غير ولدك يازارع في غير أرضك”

وبالرغم من ذلك يوجد مايقرب من”12ألف” طفل ممن فقدوا والديهم يعيشون مع أسر سمحت لهم المادة رقم”89″ من اللائحة التنفيذية لقانون الطفل بالكفالة، والتي تنص على(أنة يجوز للأرامل والمطلقات ومن لم يسبق لهم الزواج ويبلغن من العمر مالايقل عن”30″سنة كفالة الأطفال إذا رأت اللجنة العليا للأسر البديلة صلاحيتهن لذلك).

فكفالة الأطفال لاتعنى تبنيهم كما يعتقد البعض،فالطفل المكفول يجب أن يكون على دراية كاملة بأن أسرتة البديلة ليست أسرتة الحقيقية ،وغير مسموح له بأن يحمل إسم الأسرة بالكامل أويكون وريثا شرعياً لهم.

وعلى هذا الأساس قامت وزارة التضامن الإجتماعي بإجراء تعديلات على لائحة قانون الطفل وذلك لتحقيق رغبة عدد كبير من الأسر الراغبة في الكفالة والتي كان من أبرزها:

-تغيير شرط الزوجين مصريين ليكون أحدهما مصري
-تغيير سن الزوجين من”25″ ليصبح “21” سنة
-تخفيض المبلغ المطلوب إيداع للطفل من”5000″ ل”3000″ جنية
بالإضافة إلى منح الطفل الإسم الأول فقط للأم ،وإضافة لقب العائلة أو الإسم الذاتي الأول للأب.

ومن هذا المنطلق أنشأت “يمنى” مبادرة الإحتضان بمصر والتي بدأتها بعد كفالتها ل”ليلي” والتي صرحت بأنها في عام “2015 “اهتديت لفكرة كفالة طفل، عندما قررت سؤال نفسها “ثلاث “أسئلة ماذا تريد في المستقبل إن لم يرزقها الله بأطفال؟ وما شكل الحياة التي تريد أن تحياها، لتتأكد من مشاعرها تجاه الأمومة قائلة:« الأمومة هي كل حاجة حلوة، لاقيت نفسي يكون عندي أحفاد لما أكبر و ابن يحبني ونكبر سوا ويملؤه البيت ألعاب ودوشة وخناقات الأم وإبنها ومشاكل المراهقة وضحك وهزار وحب».

وتذكر” يمنى” أني مؤمنة بفكرة الكفالة وحاولت الإستعداد لتلك الخطوة والقراءة الكثيرة لأشبع نفسي بمعلومات عن الأمومة حتى أخذت خطوة الاحتضان في ديسمبر”2018″، وأفاجىء أهلي بالقرار الذي أصبح أمر واقع.

وتشير” يمنى” إلى دور مبادرة «الاحتضان بمصر» والتى تنقسم لعدة محاور أولهم الأسر التي كفلت أطفال بالفعل وكيفية التعامل مع أطفالهم وتقديم الدعم النفسي للأم والأب من خلال ورش ومساعدة في تربية السليمة والإيجابية، والمحور الآخر يتخصص في مبادرة الإرضاع وتستهدف الأمهات المحتضنات والأنسات والأمهات المقبلين على خطوة الاحتضان وتوفير أجهزة الرضاعة لهم ومتابعتهم، بالإضافة إلى محور ورش لمساعدة الأسر التي تريد الكفالة وكيفية اتخاذ قرار الكفالة وإقناع الزوج وتأكد من رغباتهم.