porno.com
الرئيسية » تحقيقات وحوارات » المفكر السياسي “صفوت عمران” في حوار لـ “الدولة الآن”

المفكر السياسي “صفوت عمران” في حوار لـ “الدولة الآن”

#الدولة_الآن

 

الصحف الورقية ثروة وطنية .. وجزء من الأمن القومي .. والتضحية بها خطأ كبير

التكامل بين المطبوع والالكتروني ضروري .. وعلاج تراجع المؤسسات التطوير والتحديث وليس الإلغاء

جريدة المساء تربح “11 مليون” جنيه في “ستة” أشهر فما مبرر إغلاقها؟!

              حوار: حماده خميس

يقال دائماً بأن الصحف الورقية تمرض ولا تموت، حيث أن للصحافة الورقية مكانة رفيعة جداً في عمليات الإتصال بين البشر، إذ كانت ولازالت أهم وسيلة يتم من خلالها نقل الأخبار والمعلومات للقراء فكان الإعتماد عليها بشكل كبير، ويوجد العديد من قادة الرأي والمفكرين الذين وهبوا حياتهم للحفاظ على مهنة الصحافة نختص من بينهم أبرز شخصية لعمل حوار صحفي وهي شخصية اليوم الأستاذ والكاتب الصحفي الكبير “صفوت عمران” نائب رئيس تحرير جريدة الجمهورية للشئون السياسية، والذي أجاب عن بعض الأسئلة الهامة حول أزمة الصحافة الورقية المصرية في ظل صعود الإعلام الإلكتروني.

وعند سؤاله عن علاقة المواطن بالصحف والورقية وهل يمكن أن تعود كما كانت من قبل وكما نتمني أجاب قائلاً: الصحافة الورقية هي أحد أهم روافد الإعلام في العالم أجمع تعود بدايتها منذ القرن “19”، كما أن لها دوراً بارزاً في دول العالم العربي وأفريقيا وفي مقدمتها مصر على مدار عقود طويلة حيث لعبت دور مهم في مساندة الشعوب للتحرر من الاستعمار الأجنبي وبناء الدولة الوطنية، فهي كانت ومازالت جزء من تشكيل الرأي العام والحفاظ على قيم وسلامة الوطن .. أي وطن، كما مرت الصحافة الورقية بمراحل عديدة من النجاح والتراجع ثم العودة بقوة، وفي كل مرحلة لها كانت دائماً تعتمد على دورها في تلبية حق المواطن والقارئ في المعرفة، كل هذا يجعلها ذات قيمة وأهمية بالنسبة للقراء خاصة في مصر حيث يعاني “40” ℅ من الشعب المصري من الأمية الثقافية وعدم القدرة على استخدام التكنولوجيا وبالتالي تظل الصحف الورقية مصدرهم للمعرفة.

وتابع الكاتب الصحفي “صفوت عمران”، إن الصحافة الورقية كجزء من الإعلام الوطني لها أهمية كبيرة باعتبارها أحد وسائل القدرة الشاملة للدولة في الاستحواذ على الرأي العام والحفاظ على مصالح الدولة العليا، وتشكيل وجدان الشعب وتلبية حقه في معرفه سليمة وجزء مهم جدا من حفظ تاريخ المصريين، أما على مستوي العاملين بالصحف القومية فهم أكثر من “60 ألف” مابين صحفي وإداري وعامل يعملون بالصحافة الورقية في مصر مما يجعلها صناعة مهمة لابد من الحفاظ عليها، وفي سياق متصل: لا بد أن يعي الجميع أن الصحافة القومية ليست فقط مطبوعات ورقية وصحف ولكنها مؤسسات تشمل كلا منها شركات للطباعة والتوزيع والإعلانات وإعلانات الشوارع وبعضها يمتلك جامعات وشركات تجارية، وبالتالي أي قرار بغلق الصحف القومية الورقية ليس إلا جزء من مخطط تصفية هذه المؤسسات وهي قرارات خاطئة تضر بصناعة وطنية.

وأضاف “عمران” أيضا بأن الصحافة الورقية المصرية هي جزء مهم من التاريخ الوطني المصري، مستدلا على ذلك بأن مؤسسة “دار التحرير” هي المعبرة عن ثورة “23” يوليو “1952”، حيث أنشأ الرئيس “جمال عبدالناصر” جريدة الجمهورية عام “1953” عندما أراد أن يكون للثورة صحافتها، وأصدر ترخيصها بإسمه ثم كلف الرئيس “أنور السادات” عضو مجلس قيادة الثورة بتأسيسها ليكون أول رئيس مجلس إدارة لها، ثم كلف “خالد محي الدين” عضو مجلس قيادة الثورة بتأسيس جريدة “المساء” والتي أنشئت عام “1956”، وبالتالي فإن القضاء على الصحافة الورقية وإغلاق مطبوعاتها ليس قضاء على مطبوعات ورقية فحسب؛ إنما هو قضاء على جزء من التاريخ الطويل لهذا الوطن، كما أن الحديث عن أن إغلاق بعض الصحف الورقية القومية لن يكون فيه مساس بحقوق الصحفيون وسوف يحصلون على رواتبهم كاملة كما هي، ليست إلا محاولة للتهدئة، لكنه لن يحل الأزمة التي سوف تنتهي بإغلاق هذه المؤسسات على مختلف المستويات.

وكشف الكاتب الصحفي والمفكر السياسي “صفوت عمران” أيضاً بأن قرار إغلاق جريدة المساء كان مفاجئاً للجميع، خاصة أنها حققت أرباحاً تصل إلى “11 مليون” جنيها خلال آخر “ستة” أشهر فقط، ليبقى السؤال إذا كانت صحيفة تحقق أرباح فلماذا الإغلاق إذن؟!، لذا فإن المنوط به الدفاع عن الصحافة القومية ليس العاملين بها فقط؛ ولكن تبقى مسئولية الدفاع عنها على جموع جمهور القراء والمواطنين لأن هذا يهدر حقهم الدستوري في المعرفة.

وحذر “صفوت عمران”، الجيل الحالي من قيادات الهيئات الإعلامية والصحفية ورؤساء مجالس إدارات ورؤساء تحرير الصحف القومية من أن أسمائهم سوف تكتب في السجل الأسود للذين ساهموا ونفذوا مخطط وأد الصحافة الوطنية ومحاولة القضاء عليها، مطالبا مؤسسات الدولة المختلفة بمراجعة هذه القرارات والتراجع عنها.

كما أكد المفكر السياسي “صفوت عمران” بأنه لا يوجد منافسة بين الإعلام الورقي والإلكتروني بل يوجد تكامل بينهما، والدليل على ذلك أن هناك صحفي شامل يقوم على نشر الخبر الإلكتروني لحظة وقوعه ثم نشاهد بعد ذلك يتابع ويرصد ويحلل كواليس ما وراء الخبر في الصحف الورقية، ونحن بدورنا ندعوا للتكامل بين الصحافة الورقية والإلكترونية، وتقديم وجبة صحفية متنوعة يكون المستفيد الأول فيها هو القارئ وحقه في المعرفة، وأيضاً يحتفظ الوطن بقدرته على مواجهة التحديات الصعبة عبر صحف تمتلك رصيد كبير في الدفاع عن مصر الدولة والسكان.

وأرجع “صفوت عمران” أسباب تراجع الصحافة الورقية المطبوعة خلال الفترة الأخيرة؛ إلى تولي قيادتها أشخاص ليسوا على قدر المسئولية، كما أنها لم تقدم صحافة العمق والتحليل والاستقصاء، ولم تعتمد على صحافة الرأي، ولم تطور فنون التحقيقات والتقارير الصحفية والحوار، ولم تعد تعتمد على السبق والانفراد، وهي جميعها كانت كفيلة بالحفاظ للصحافة المطبوعة على مكانتها الكبيرة، بس تحولت لنشرات إخبارية مكررة تنشر الخبر بعد “٢٤” ساعة من وقوعه بينما سبقتها لذلك القنوات الفضائية والمواقع الإلكترونية فأصبحت تقدم “طبيخ بايت” لا يقبل علية القراء، بل وباتت تحافظ على مصالح من يرأسها وليس تلبية مطالب القراء وهم زبون تلك الصحف وتناسى القائمين عليها قاعدة “الزبون دائماً على حق” لذا من يريد أن تعود الصحف المطبوعة للمسار الصحيح سواء من تربح منها أو تلك التي تخسر لا بد أن يتولها قيادتها صحفيون مهنيون يمتلكون القدرة على تقديم صحفية تحظى بإقبال القراء ويكون التطوير هدفهم وليس تحقيق مصالح شخصية على حساب حاضر ومستقبل تلك الصحف، وعلينا انشاء موقع إلكتروني مستقل لكل مطبوعة ورقية بحيث يتحقق التكامل بداية من مشاهدة الخبر من واقع الحدث بشكل مباشر عبر الموقع الإلكتروني ثم تقديم كافة فنون العمل الصحفي في الصحيفة المطبوعة الورقية.

كما استدل الكاتب الصحفي “صفوت عمران” على أن الصحافة الورقية سوف تستمر ولن تموت فقط تحتاج إلى تطوير نفسها قائلا: “لا توجد وسيلة إعلامية تقتل وسيلة إعلامية أخري، وتلك النظرية ثبت فشلها تاريخياً، فعندما تم إكتشاف التلفزيون توقع الكثيرون أن يختفي الراديو وهذا لم يحدث فقد تأثر الراديو قليلا ثم عاد الراديو بقوة من جديد مع تطور التكنولوجيا، فأصبح يلازمنا في سياراتنا وهواتفنا المحموله بشكل أقوي من السابق.

وعند سؤاله عن إغلاق بعض الصحف الورقية القومية هل سيتسبب في إرتفاع ظاهرة البطاله، أفاد سيادته قائلاً: إن البطالة بمعنى تسريح العاملين ليست هي موضوعاً مطروحاً في سيناريو إغلاق تلك الصحف وفق ما هو معلن، وذلك لأن قرار الغلق ينص على إنتقال الصحفيين إلي إصدارات أخرى داخل ذات المؤسسات، ولكن عندما نغلق هذه الصحف فإنك سوف تغلق سوق العمل الصحفي، ولن يجد خريجي الإعلام على مستوي الدولة مكاناً للعمل في مجال الصحافة، وبالتالي سوف يظهر خلال السنوات القادمة سؤالاً أكثر صعوبة وهو: لماذا يستمر عمل كليات أقسام وكليات الإعلام في مختلف الجامعات المصرية في تقديم خريجين سنوياً بينما سوق العمل لم يعد يحتاج هذا الكم المبالغ فيه من الخريجين؟!، لذا فإن تقليص سوق العمل الصحفي والإعلامي مضر بالجميع، ويصدر مشكلات عدة للمجتمع، فالقاعدة دائما تنص على أنه عندما يزيد عدد الإصدارات الصحفية والقنوات الفضائية ويتسع؛ تزيد فرص العمل بالنسبة للخريجين وغيرهم والعكس صحيح.

وختاماً، تقدم الكاتب الصحفي “صفوت عمران” نائب رئيس تحرير جريدة الجمهورية للشئون السياسية بعدة نصائح للقراء والصحفيين، قائلاً إن الصحافة مهنة عظيمة علينا إدراك دورها وأهميتها، لأنها الملجأ الأخير لكل مظلوم، والحصان الأخير لكل مواطن، وبوابة كل مسئول لدخول كل انحاء الوطن، فالصحافة مهنة عظيمة قال عنها “نابليون بونابرت”: إذا خيرت بين الصحافة والوزارة لاخترت الصحافة، وتحدث عن مكانتها الأديب الكبير “يوسف السباعي” عندما ترك وزارة الثقافة وتولى رئاسة مجلس إدارة مؤسسة الأهرام العريقة وجاء مقاله الأول بعنوان “اليوم تم ترقيتي من وزير إلى صحفي”، وتبقى المعادلة الصعبة التي تواجه الصحافة الوطنية ما عبر عنه الكاتب الصحفي الكبير “علي أمين” عندما قال: “الصحافة الحرة التي تقول ما يريد الشعب للحاكم وليست التي تقول ما يريد الحاكم للشعب” ولا بد أن يدرك الجميع أن الصحافة قيمة كبيرة في تاريخ مصر، وهي أحد الأدوات التي استخدمها زعماء المصريين مثل: “مصطفى كامل” و”محمد فريد” و “سعد زغلول” وغيرهم في نضالهم ضد الإستعمار، وأيضا كانت الصحافة رقماً فاعلاً في جميع الأحداث الوطنية الهامة، لذا على جميع أبناء الوطن في مختلف المواقع سواء مسئولين أو قراء أو عاملين بالصحافة أن يدركوا أهمية هذه المهنة وأهمية استمرارها وأن يحرصوا على دعمها، بقاء الصحافة الورقية المطبوعة قوية ليس مصلحة شخصية للصحفيين ولكن أيضاً لمصلحة الوطن، والتضحية بها خطأ كبير.

x

‎قد يُعجبك أيضاً

“مدبولي يلتقي بوفد شركة “فورتيسكيو” ويتابع الاتفاقيات في مجال الهيديوجين الأخضر

#الدولة_الآن تقرير: سلمى يوسف التقى الدكتور “مصطفى مدبولي” رئيس مجلس الوزراء، اليوم بوفد شركة “فورتيسكيو” ...

youporn