تقرير:أحمد العش.
أشاد فضيلة الدكتور “محمد المحرصاوي” رئيس جامعة الأزهر الشريف، بجهود الدكتور “عادل علام” أستاذ أمراض القلب والأوعية الدموية بكلية طب بنين الأزهر بالقاهرة، العلمية والطبية وخدمة المجتمع، محليًّا وإقليميًّا ودوليًّا.
وأوضح “المحرصاوي” خلال استقباله للدكتور “عادل” بحضور الدكتور” محمد فكري خضر” نائب رئيس الجامعة لفرع البنات، والدكتور” حسين أبو الغيط” عميد كلية الطب بنين بالقاهرة، والدكتور “هشام فرهود” عميد كلية طب البنات بالقاهرة، والدكتورة “تغريد عبد الرحمن” مدير عام مستشفي الزهراء الجامعي، أن الجامعة سبق أن نظمت احتفالية “عيد العلم” عام”2019 حيث قامت بتكريم المتميزين من منسوبي الجامعة بالقاهرة والأقاليم من أعضاء هيئة التدريس والهيئة المعاونة في مختلف التخصصات العلمية، مشيراً إلى أن الجامعة كانت تنوي أن تنظم احتفالية “عيد العلم” سنويًّا لكن حالت جائحة كورونا دون ذلك.
وأضاف ” رئيس الجامعة” أن النية معقودة على استئناف تنظيم تلك الاحتفالية سنويًّا حال استقرار الأمور بالنسبة لجائحة كورونا، لافتًا إلى أن الجامعة رصدت “10” مليون جنيه جوائز مالية لأعضاء هيئة التدريس مقابل النشر العلمي في مجلات دولية، فالنشر الدولي وحصول عديد من المجلات العلمية بمختلف قطاعات الجامعة على تصنيف متقدم كانا سببًا رئيسًا في تقدم جامعة الأزهر في تصنيفي (شنغهاي) و (Qs) لهذا العام.
وقام رئيس الجامعة بتكريم الدكتور “عادل علام” الأستاذ بقسم القلب بكلية طب بنين الأزهر بالقاهرة؛ لجهوده المتميزة على مستوى العالم، وطالب رئيس الجامعة بأن يتبنى “علام” نشر هذا العلم ونقل هذه الخبرات والتجارب الكبيرة بين شباب الأطباء؛ من أجل تعظيم الإفادة وخدمة المرضى.
جدير بالذكر أن الدكتور” عادل حسن علام” تخرج في كلية الطب بجامعة الأزهر بالقاهرة عام “1980م” وكان ترتيبه الثالث على دفعته، وحصل على درجة الماجستير في طب القلب عام “87” وأمضى عامين في زمالة بحثية بجامعة (يال) بولاية (كونيتكيت) من “88” إلى “1990م” ليتخصص في تشخيص أمراض القلب باستخدام النظائر المشعة ( Nuclear Cardiology ) وكان تخصصًا جديدًا ونادرًا في حينه، وقد شارك هو وزملاؤه في جامعة الازهر في إدخال هذا التخصص إلى جميع مستشفيات جمهورية مصر العربية، وحصل علام على درجة الدكتوراه عام “1993م” ، وعين أستاذًا مساعدًا من عام “2000” حتى “2009م”، ثم رُقي إلى منصب أستاذ في أمراض القلب عام “2010م” ولايزال حتى الآن.
وامتدت مسيرته الأكاديمية على مدار أكثر من “40” عامًا، وصدر له أكثر من تسعين بحثًا وتقريرًا ومقالًا وورقة بحثية، وقُرأت أبحاثه من قبل “16,345” حسب موقع (Research Gate) ، وتم الاستشهاد به والاقتباس من أبحاثه “1774” مرة حسب موقع (Google Scholar) .
أشرف “علام” على أكثر من “خمسين” رسالة علمية للحصول على درجة الماجستير والدكتوراه لطلبة الدراسات العليا في التخصص، وقد تركزت أهم مشروعاته البحثية ومقالاته على قضايا أمراض تصلب الشرايين وتشخيص أمراض القلب بوسائل التصوير غير النافذة المختلفة، وشملت أبحاثه الرائدة في مجال تشخيص أمراض القلب الكثير من المجالات.
ومن جهوده المخلصة أن ظل مرض تصلب الشرايين مرتبطا في ذهن الأطباء بالتطور الصناعي والتكنولوجي للإنسان وأسلوب حياته المتحضر، حتى قامت مجموعة بحثية حملت اسم “فريق حورس” أسسها الدكتور “عادل علام” والدكتَور “غريغ توماس” بتغيير هذا المفهوم من خلال إثبات أن مرض تصلب الشرايين طاعن في القدم وذلك بدراسة مومياوات المصريين القدماء في المتحف المصري، الأمر الذي أثار انقلابا في المفاهيم التي ظلت راسخة لعقود، وكان لهذه الدراسة صدى واسع في تبديل هذه المفاهيم، فقد أثبتوا من خلال هذا البحث أن تصلب الشرايين يحدث مع التقدم في العمر لكل البشر بوجه عام ومعظم الثدييات، وليتغير مفهوم أن هذا المرض هو مرض مستحدث، كما أثبت الفريق أن المرض لم يصب المصريين القدماء بسب تقدمهم حضاريًّا؛ حيث قام الفريق بتصوير مومياوات لحضارات أخري قديمة في أمريكا الجنوبية ومناطق مختلفة من العالم ووصل إلى نتائج مشابهة، وتم نشر هذه النتائج في مقال بحثي في مجلة لانست الطبية البريطانية المرموقة.
وقد مكنت الدراسات السابقة الباحثين في فريق حورس من اكتشاف أن تصلب الشرايين يبدأ في شريان الأورطي والشرايين الحرقفية (الفخذية)، فقام الفريق البحثي المصري بعمل دراسة تضمنت “160” مريضًا مصريا شملت تصوير شرايين الجسد بأكمله دون التركيز كما كان الحال سابقا على شرايين القلب، ليظهر لهم أن تصلب الشرايين يبدأ في الشريان الأورطي والشرايين الحرقفية ثم ينتقل في غضون “10” سنوات إلى الشرايين التاجية التي تغذي القلب، وقد دل ذلك على إمكانية التنبؤ بالمرض واتخاذ ما يلزم للوقاية منه من خلال العلاج الدوائي بشكل مبكر.
كما تبين أن المرض في العصور السابقة لم يتطور بسرعة ليسبب جلطات القلب والدماغ ولإثبات تلك النتائج قام الفريق البحثي بالتعاون مع فريق آخر من جامعة (نيو مكسيكو) بعمل دراسة على مجموعة من السكان الأصليين من قبائل الأمازون تدعى “تشيمان”، حيث قام الدكتور “عادل علام” وزملائه بتصوير معظم السكان الأصليين، وقد تبين من هذا البحث أن هذه المجموعة هي الأقل بين شعوب العالم من حيث معدلات الإصابة بالشرايين التاجية، مما يؤكد أن الالتزام بنمط الحياة البدائية، التي تعتمد على النشاط البدني بشكل مكثف يؤدي إلى تباطؤ تقدم تصلب الشرايين في الإنسان، وقد تم نشر هذه النتائج في ورقة بحثية أخرى في مجلة لانست البريطانية.
إضافة إلى ذلك قيامه مع مجموعة من أساتذة القلب بجامعة (يال) وعدد من الجامعات المصرية بعمل أول دراسة توثيقية لتسجيل حالات جلطة القلب في مصر شملت “4700” مريض من “ست” مستشفيات مصرية، كان من بينها مستشفى الحسين ومستشفى باب الشعرية الجامعي بجامعة الازهر، وقد تم نشر هذا البحث في مجلة “بلوس وان الطبية الدولية ” ونشر في مؤتمر القلب الدولي بدبي عام “2006م” ، وقد قام الدكتور عادل علام بالتعاون مع فريق بحثي من الهيئة الدولية للطاقة الذرية (بفيينا) بعمل دراسات عن استخدام النظائر المشعة في تشخيص أمراض القلب في إفريقيا وكافة دول العالم على مدار “خمسة عشر” عاماً .
وقام بتمثيل الهيئة كباحث أول لمصر وإفريقيا وكان له دور رئيس في الدراسات المتعلقة بممارسات استخدامات النظائر المشعة لتشخيص أمراض القلب وتبعات التعرض للإشعاع، وشارك في إصدار نتائج دراسات لبروتوكولات الوكالة الدولية للطاقة الذرية بهذا المجال في “65” دولة، كان آخرها بعنوان: الإرشادات وأفضل الممارسات لإعادة إنشاء الرعاية غير الطارئة في مختبرات تشخيص أمراض القلب باستخدام النظائر المشعة أثناء جائحة فيروس كورونا (INCAPS1, INCAPS2, INCAPS-COVID-19)
تلقى الدكتور “عادل علام” خلال مسيرته البحثية أكثر من تقدير من منظمات القلب الدولية، وشغل العديد من المناصب في لجانها كان آخرها درجة أستاذ الطب النووي لأمراض القلب ( Master of Nuclear Cardiology) من جمعية طب القلب النووي الأمريكية، وهي الدرجة التي لا تمنح إلا لمؤسسي هذا التخصص ورؤساء الجمعية السابقين.