porno.com
الرئيسية » تحقيقات وحوارات » علماء أفادوا الأمة……العالم الموسوعي “ابن الهيثم”

علماء أفادوا الأمة……العالم الموسوعي “ابن الهيثم”

#الدولة_الآن

تقرير منار عماد
“سعيت دومًا نحو المعرفة والحقيقة، وآمنت بأني لكي أتقرب إلى الله، ليس هناك طريقة أفضل من ذلك من البحث عن المعرفة والحقيقة”، هذا ما قاله “ابن الهيثم” عندما سُئل عن حبه لتحصيل العلم والمعرفة.
هو “أبو علي الحسن بن الحسن بن الهيثم” عالم موسوعي عربي مسلم قدم إسهامات كبيرة في الرياضيات والبصريات والفيزياء وعلم الفلك والهندسة وطب العيون والفلسفة العلمية والإدراك البصري والعلوم بصفة عامة بتجاربه التي أجراها مستخدمًا المنهج العلمي، وُلد بالبصرة عام “965”م، وله العديد من المؤلفات والمكتشفات العلمية التي أكدها العلم الحديث.
يُعتبر “ابن الهيثم” المؤسس الأول لعلم المناظر ومن رواد المنهج العلمي، وهو أيضاً من أوائل الفيزيائيين التجريبيين الذين تعاملوا مع نتائج الرصد والتجارب فقط في محاولة تفسيرها رياضياً دون اللجوء لتجارب أخرى، حيث أنه عمل بالكثير من المجالات منها علم الفلك والهندسة والرياضيات والميكانيكا والبصريات وفلسفة العلوم والفيزياء، حيث اُعتبر بأنه رائد في علم البصريات والمنهج العلمي والتجربة والإدراك البصري وهندسة اهليليجية وهندسة لاإقليدية، وقد تأثر ب”أرسطو وإقليدس وبطليموس وغالينوس ومحمد بن عبد الله وبنو موسى وثابت بن قرة والكندي وابن سهل والكوهي”، كما أنه أثر ب”عمر الخيام والخازني وابن رشد وكمال الدين الفارسي وتقي الدين الشامي وروجر باكون وجون بيكهام ويوهانز كبلر وجون والّيس وكوبرنيكس ورينيه ديكارت وإسحاق نيوتن”.
صحح “ابن الهيثم” بعض المفاهيم السائدة في ذلك الوقت اعتمادًا على نظريات أرسطو وبطليموس وإقليدس؛ فأثبت ابن الهيثم حقيقة أن الضوء يأتي من الأجسام إلى العين، وليس العكس كما ساد الاعتقاد آنذاك، وإليه تُنسب مبادئ اختراع الكاميرا، وهو أول من شرّح العين تشريحاً كاملاً ووضح وظائف أعضائها، وهو أول من درس التأثيرات والعوامل النفسية للإبصار.
انتقل “ابن الهيثم” إلى القاهرة حيث عاش معظم حياته، وهناك ذكر أنه بعلمه بالرياضيات يمكنه تنظيم فيضانات النيل. عندئذ، أمره الخليفة الفاطمي الحاكم بأمر الله بتنفيذ أفكاره تلك. إلّا أن ابن الهيثم صُدم سريعاً باستحالة تنفيذ أفكاره، وعدل عنها، وخوفًا على حياته ادعى الجنون؛ فأُجبر على الإقامة بمنزلهحينئذ، وقد كرّس حياته لعمله العلمي حتى وفاته.
رغم أن هناك حكايات طويلة حول فرار “ابن الهيثم” إلى الشام، ثم مغامرته بالانتقال إلى بغداد في وقت لاحق، وقيل البصرة حيث تظاهر بالجنون، لكن من المؤكد أنه بقي في مصر حتى عام “1040”، وخلال فترة وجوده في القاهرة ارتبط بالجامع الأزهر الذي كان بمثابة جامعة المدينة، وبعد انتهاء فترة إقامته الجبرية في منزله، كتب عشرات الأطروحات الأخرى في الفيزياء والفلك والرياضيات ثم سافر بعد ذلك إلى الأندلس، حيث كان لديه متسع من الوقت لمساعيه العلمية والتي شملت البصريات والرياضيات والفيزياء والطب، والقيام ببعض التجارب العلمية؛ وكتب العديد من الكتب في تلك الموضوعات.
كان ل”ابن الهيثم” إسهامات جليلة في مجال البصريات والفيزياء والتجارب العلمية، كما كانت مساهماته في علوم الفيزياء بصفة عامة وعلم البصريات خاصةً، محل تقدير وأساس لبداية حقبة جديدة في مجال أبحاث البصريات نظريًا وعمليًا، حيث تركزت أبحاثه في البصريات على دراسة النظم البصرية باستخدام المرايا وخاصة على المرايا الكروية والمقعرة والزيغ الكروي، كما أثبت أن النسبة بين زاوية السقوط وزاوية الانكسار ليست متساوية، كما قدم عددًا من الأبحاث حول قوى تكبير العدسات، وقد فرّق بين علم التنجيم وعلم الفلك، وفنّد دراسة التنجيم، وذلك بسبب الأساليب التي يستخدمها المنجمون التي تعتمد على التخمين بدلاً من التجربة؛ ولتعارض التنجيم مع الإسلام.
وفقًا لمؤرخي العصور الوسطى، ألّف “ابن الهيثم” وكتب أكثر من “200” كتاب، وعمل على طائفة واسعة من الموضوعات، منها ما لا يقل عن “96” عمل علمي معروف ، ولكن فُقدت معظم أعمالهُ حاليًا، ولكن ما زال باقيًا أكثر من “50” عمل منها، وخاصة في علم البصريات والذي لم يصل إلينا سوى من خلال النسخ المترجمة إلى اللغة اللاتينية. كما ترجمت كتبهُ في علم الكون خلال العصور الوسطى، إلى اللغة اللاتينية والعبرية وغيرها من اللغات، وقد بقيت نحو نصف أعماله في الرياضيات، ونحو “23” عملاً في علم الفلك، و “14” في علم البصريات، وأعمال قليلة في موضوعات أخرى.
تعددت أعمال “ابن الهيثم” في مجال الفلك والهندسة والبصريات والفيزياء والرياضيات، والتي منها كتاب المناظر، مقالة في التحليل والتركيب، ميزان الحكمة، تصويبات على المجسطي، مقالة في المكان، التحديد الدقيق للقطب، رسالة في الشفق، كيفية حساب اتجاه القبلة، المزولة الأفقية، شكوك على بطليموس، مقالة في قرسطون، إكمال المخاريط، رؤية الكواكب، مقالة فی تربیع الدائرة، المرايا المحرقة بالدوائر، تكوين العالم، مقالة فی صورة ‌الکسوف، مقالة في ضوء النجوم، مقالة في ضوء القمر، مقالة في درب التبانة، كيفيات الإظلال، مقالة في قوس قزح، الشكوك في الحركة المتعرجة، التنبيه على ما في الرصد من الغلط، ارتفاعات الكواكب، اتجاه القبلة، نماذج حركات الكواكب السبعة،نموذج الكون، حركة القمر، مقالة مستقصاة فی الاشکال الهلالیة، الحركة المتعرجة، رسالة في الضوء، رسالة في المكان، تأثير اللحون الموسيقية في النفوس الحيوانية، اختلاف منظر القمر، أصول المساحة، أعمدة المثلثات، المرايا المحرقة بالقطوع، شرح أصول إقليدس، رسالة فی مساحة المسجم المکافی، خواص المثلث من جهة العمود، القول المعروف بالغریب فی حساب المعاملات، قول فی مساحة الکرة، الجامع في أصول الحساب، كتاب في تحليل المسائل الهندسية.
توفي “ابن الهيثم” بالقاهرة عام “1040”م، حيث عاش “75” عامًا قضاها في تحصيل العلم والمعرفة؛ لإفادة البشرية.

x

‎قد يُعجبك أيضاً

اسطورة رجل الثلوج.. ما بين الحقيقة والخيال

#الدولة_الآن تقرير: حنين صالح قد شاع لنا في بعض الدول الثلجية فكرة صنع رجل الجليد ...

youporn